مولدافيا تستدعي السفير الروسي للتعبي عن “القلق العميق”

  • قال الجنرال الروسي إن “السيطرة على جنوب أوكرانيا هي أيضا ممر إلى ترانسدنيستريا”
  • ترانسدنيستريا تقع على طول حدود مولدافيا مع أوكرانيا

 

كشف قائد عسكري روسي، أن طموح موسكو لا يقف عند تحرير شرق أوكرانيا، بل قد يتعداه إلى إنشاء ممر في الجنوب، للوصول إلى منطقة ترانسدنيستريا، وهي جمهورية انفصالية في شرق مولدافيا.

وأثارت هذه التصريحات نقاشا حول هذه المنطقة الانفصالية، التي تشكل تحديا لمولدافيا التي استدعت السفير الروسي، للتعبير عن “القلق العميق” بشأن تصريحات القائد العسكري الروسي، بحسب تقرير نشرته صحيفة واشنطن بوست.

وقال الجنرال رستم مينيكايف هو نائب قائد المنطقة العسكرية الروسية الوسطى، إن موسكو تريد أن “تسيطر بالكامل على دونباس في شرق أوكرانيا وجنوبها”، وإن هذا الأمر سيتيح مساعدة الانفصاليين الموالين لموسكو الذين يحكمون ترانسدنيستريا من 1992.

وفي تصريحه قال الجنرال الروسي إن “السيطرة على جنوب أوكرانيا هي أيضا ممر إلى ترانسدنيستريا حيث نرصد هناك أيضا حالات اضطهاد للسكان الناطقين بالروسية”.

وقالت وزارة الخارجية المولدوفية للصحيفة ” إن هذه التصريحات لا أساس لها وتتعارض مع موقف الاتحاد الروسي الداعم لسيادة جمهورية مولدافيا وسلامتها الإقليمية داخل حدودها المعترف بها دوليا”.

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم “إنه من غير المرجح أن يكون الجيش الروسي، المتورط في معركة للسيطرة على شرق أوكرانيا” قادرا على شق مسار باتجاه ترانسدنيستريا.

وأضافوا أنه “على الرغم أن ترانسدنيستريا تدعمها موسكو وتستضيف قوات روسية، فهذا لا يعني أن سكانها يريدون المشاركة في الحرب”.

ترانسدنيستريا.. والعلاقات القديمة مع السوفييت

يوضح تقرير واشنطن بوست أن ترانسدنيستريا هي منطقة انفصالية في مولدافيا، يريد سكانها الحفاظ على العلاقات السوفيتية القديمة، حيث لا تزال تماثيل لينين باقية، وتهيمن على تعاملاتها المالية شركة احتكارية.

كانت مولدافيا التي يبلغ عدد سكانها 2.6 مليون نسمة، الدولة الواقعة بين أوكرانيا ورومانيا، جزءا من رومانيا في وقت سابق، خلال عهد الاتحاد السوفيتي، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، أعلنت مولدافيا استقلالها، لينشأ في أول التسعينيات أول صراع أهلي مع الانفصاليين في ترانسدنيستريا.

هذا ويلفت التقرير إلى أن ترانسدنيستريا تقع على طول حدود مولدافيا مع أوكرانيا، ويبلغ عدد سكانها حوالي 500 ألف نسمة، ولا توجد أي دولة تعترف بها حتى روسيا، فيما تعترف سلطات مولدافيا بأنها لا تسيطر عليها.

ويضيف أن قوات روسية تتمركز في هذه المنطقة كـ”قوات حفظ سلام”، يقدر عددهم بـ 1500 جندي.

منظمة فريدوم هاوس، تصنف ترانسدنيستريا على أنها “ليست حرة” إذ يوجد هيمنة سياسية على المصالح الاقتصادية، ناهيك عن قمع المعارضة.

ترقب حول الخطوة الروسية القادمة

خلال حقبة التسعينيات كانت روسيا تسعى نحو إنشاء رابط جغرافي مع ترانسدنيستريا، وفق ما نقلت الصحيفة عن حديث المحلل السياسي أنطوان بارباشين، لموقع ريدل المتخصص بالشؤون الروسية.

وتابع أن “المنطقة ذاتها ليس لها قيمة استراتيجية كبيرة لموسكو، وإرسال قوات إلى هناك من شأنه خلق مشاكل أكثر لروسيا، وقد يؤدي إلى عقوبات دولية إضافية، ويدمر علاقة موسكو مع مولدافيا التي تعتبر دولة محايدة قالت إنها لن تنظيم للناتو”.

التقرير لفت إلى أن روسيا سعت إلى الحفاظ على “مناطق نفوذ” في أوروبا الشرقية، وهي تواصل دعمها لهذه المنطقة بالغاز الطبيعي.

ولفت التقرير إلى تصريحات الجنرال الروسي، لإنشاء طريق إلى السكان الناطقين باللغة الروسية، والذي يزعم أنهم يعانون من “الاضطهاد”، وهو الأمر الذي استندت روسيا إليه مرارا وتكرارا لتبرير هجومها على أوكرانيا.

وفي أوائل مارس بعدما بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا تقدمت ترانسدنيستريا بطلب للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي، وطالب قادة المنطقة الانفصالية بإنشاء “دولتين مستقلتين”.

ولدى تكبد روسيا خسائر فادحة في الغزو على أوكرانيا، أعادت موسكو توجيه جهودها العسكرية للسيطرة على منطقة دونباس شرقي أوكرانيا، بعد الفشل بالاستيلاء على كييف.