مخاوف من انخفاض إمدادات القمح على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا

  • ارتفعت أسعار القمح العالمية بشكل كبير عقب غزو روسيا لجارتها الأوروبية
  • لطالما كان الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء سببا أساسيا للاضطرابات في جميع أنحاء العالم

 

حمّل غزو روسيا لجارتها الأوروبية دول الشرق الأوسط والعالم تكاليف أعلى لاحتياجاتها الكبيرة من واردات القمح رغم استعداد أوكرانيا لحصاد معظم حقولها الشاسعة من الحبوب هذا الصيف، فضلا عن امتلاكها 30 مليون طن من القمح المخزن.

ومع دخول الحرب الكارثية أسبوعها السابع، تتزايد المخاوف من أن يؤدي نقص الإمدادات إلى خفض الإنتاج بنسبة تصل إلى الثلث.

يقول دميترو غروشيتسكي، وهو مزارع يمتلك ما يقرب من 30 ألف فدان من الأراضي الزراعية بالقرب من مدينة أومان المركزية، ويدير أيضا شركة بيانات زراعية تراقب المحاصيل في أوكرانيا وروسيا والدول المجاورة لصحيفة واشنطن بوست: “العام الماضي كان قياسيا في إنتاج القمح للبلد بأكمله”.

وأضاف “في الواقع أوكرانيا مليئة بالحبوب. مخزوننا ممتلئ. لكننا لا نستطيع تصديرها الآن، ما يعني أن المزارعين الأوكرانيين وبقية العالم، في وضع صعب”.

وارتفعت أسعار القمح العالمية بشكل كبير عقب غزو روسيا لجارتها الأوروبية في 24 فبراير، مدفوعة بمخاوف من أن الصراع قد يحرم السوق العالمية من إمدادات من البلدين وكلاهما من كبار مصدري الحبوب.

وماتزال جميع موانئ أوكرانيا المطلة على البحر الأسود مغلقة بسبب الحصار الروسي الذي يشمل الألغام العائمة. وبحسب واشنطن بوست، فقد مُنعت سفينة حربية تابعة للبحرية الأوكرانية من الوصول إلى مخازن الحبوب في أكبر ميناء أوكراني في أوديسا.

وبعد 20 عاما من الاستثمار في البنية التحتية من المزارع إلى الموانئ، فإن القمح الأوكراني المُصدَّر بالقطار هو مجرد جزء ضئيل مما يصدر عن طريق البحر.

وبدون دخل التصدير، سيتجه الاقتصاد الزراعي الصناعي العملاق في أوكرانيا نحو التوقف، ما يهدد بإفلاس المزارعين ويزيد من احتمالية أن تشهد سوق الحبوب العالمية، وغيرها من الإمدادات الغذائية التي تعتمد عليها، ندرة أسوأ بشكل متزايد حتى في الحالة غير المحتملة بانتهاء الصراع قريبا، وفقا لواشنطن بوست.

وقد أخبر المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة ديفيد بيزلي مجلس الأمن أن أسعار المواد الغذائية ترتفع بالفعل. ويعتمد ثلث سكان العالم على القمح كمواد غذائية أساسية.

ولطالما كان الغضب من ارتفاع أسعار الغذاء سببا أساسيا للاضطرابات في جميع أنحاء العالم.

وقد بدأت آثار الحرب على إمدادات الطاقة والأسمدة تنتشر بالفعل من خلال سلاسل التوريد الزراعية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية لكل فرد في العالم تقريبا.

وفي السياق ذاته، بدأت وتيرة صادرات القمح الروسية في التسارع بعد التباطؤ الذي شهدته عقب غزو روسيا لأوكرانيا، إذ تساعد أسعارها الأقل مقارنة بالكثير من منافسيها في تأمين مبيعات.