الجيش الروسي يعاني ضعفاً لوجستياً ومعنوياً

  • عدم وجود قائد ميداني دفع كبار الضباط إلى الخطوط الأمامية لحل المشكلات التكتيكية
  • الأسبوع الماضي، فجرت القوات الأوكرانية السفينة الحربية الروسية “أورسك”

 

أرجع مسؤولون أمريكيون سبب الخسائر الفادحة للجيش الروسي في أوكرانيا إلى عدم وجود قائد حرب في الميدان لاتخاذ القرارات وإدارة العمليات العسكرية من موسكو، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وقال مسؤولون ومحللون إن الوحدات الجوية والبرية والبحرية الروسية المشاركة في ساحة المعركة مفككة، وتعاني من ضعف الخدمات اللوجستية وانخفاض الروح المعنوية للجنود، وأشاروا إلى مقتل ما بين 7-15 ألف عسكري روسي في المعركة.

وأكدوا أن عدم وجود قائد ميداني دفع كبار الضباط إلى الخطوط الأمامية لحل المشكلات التكتيكية، التي تتركها الجيوش الأمريكية والأوروبية لصغار الضباط أو كبار المجندين، ما تسبب في مقتل 7 جنرالات على الأقل.

ويرى مسؤولون عسكريون أمريكيون أنه من الصعب إدارة حملة عسكرية من مسافة 500 ميل. وقالوا إن المسافة وحدها يمكن أن تؤدي إلى انفصال بين القوات في المعركة وخطط الحرب التي يتم وضعها في موسكو.

وأوضحوا أن الآلية العسكرية التي تدير بها موسكو الحرب غير قادرة على التكيف مع المقاومة الأوكرانية السريعة والذكية.

وقال مسؤول أمريكي كبير ثان إن الجنود الروس، الذين تم تعليمهم عدم القيام بخطوة واحدة دون تعليمات صريحة من رؤسائهم، شعروا بالإحباط في ساحة المعركة.

يعني هذا النهج أن تنقل القيادة في موسكو التعليمات إلى الجنرالات في الميدان، والذين ينقلونها بعد ذلك إلى الجنود، الذين يُطلب منهم اتباع هذه التعليمات بغض النظر عن الوضع على الأرض.

وقال الجنرال المتقاعد ويسلي كلارك، الذي شغل منصب القائد الأعلى لقوات حلف شمال الأطلسي في أوروبا خلال حرب كوسوفو: “يظهر فشل القيادة في الأخطاء التي يتم ارتكابها”.

وفي الأسبوع الماضي، فجرت القوات الأوكرانية السفينة الحربية الروسية “أورسك” التي رست في جنوب أوكرانيا.

سأل الجنرال كلارك واصفًا الحادث: “من سيكون مجنونًا لدرجة أنه يأمر برسو سفينة في ميناء قبل تأمين المنطقة أولاً؟”.

وقال المسؤولون إن المخططين الروس الذين أرسلوا السفينة إلى الميناء لم يهتموا بالخطر المحتمل، ما يظهر أنه لا أحد يشكك في القرارات الصادرة عن القيادة.

وأكد محللون عسكريون أن أخطاء القيادة في موسكو أدت إلى مقتل الجنرالات الروس لدى الجيش الروسي في المعركة.

والأربعاء، كشف مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تصله معلومات مضللة عن أداء قواته في أوكرانيا من قبل مستشاريه، بحسب ما أفادت وكالة “أسوشيتد برس”.

وتظهر النتائج الاستخباراتية التي رفعت عنها السرية مؤخرا، وفقا لما نقلت الوكالة عن مسؤول أمريكي، رفض الكشف عن هويته، أن بوتين لم يكن على علم بأن الجيش كان يستخدم مجندين إلزاميين في أوكرانيا، ولا بفقدانهم.

وكان بوتين قال سابقا إن الجنود والضباط المحترفين فقط هم من يشاركون في العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

وقال المسؤول إن النتائج تظهر “انهيارا واضحا في تدفق المعلومات الدقيقة” إلى بوتين، وتظهر أن كبار مستشاري بوتين “يخشون إخباره بالحقيقة”.

وأوضح رئيس وكالة التجسس البريطانية أن مستشاري ومساعدي الرئيس الروسين فلاديمير بوتين، يخشون إخبار قائدهم بتفاصيل تعثر غزو قواته لأوكرانيا والذي بدأ في 24 فبراير الماضي.

وذكر، جيريمي فليمنغ، رئيس تلك الوكالة التي تعرف باسم “هيئة الاتصالات الحكومية البريطانية” أن معلومات مخابراتية جديدة أظهرت أن بعض الجنود الروس في أوكرانيا رفضوا تنفيذ الأوامر وخربوا عتادهم وأسقطوا بطريق الخطأ إحدى طائراتهم.

وشدد على أن بوتين قد “أساء تقدير” قدرات الجيش الروسي التي كانت هائلة في يوم من الأيام، وأنه قد استهان في الوقت نفسه بإمكانيات المقاومة لدى الشعب الأوكراني وقوة شكيمة الإدارة لدى الأمريكيين والأوروبيين، الذي عاقب موسكو بعقوبات وسط تنسيق كبير محكم.

ولفت المسؤول الاستخباراتي خلال خطاب ألقاه، في الجامعة الوطنية الأسترالية في كانبيرا إلى اعتقاد وكالته بأن مستشاري بوتين يخشون إبلاغه بالحقيقة”، وفقا لوكالة رويترز.

ومضى يقول “رأينا جنوداً روساً – لديهم نقص في الأسلحة وانخفاض في الروح المعنوية – يرفضون تنفيذ الأوامر ويخربون أسلحتهم، بل وأسقطوا بطريق الخطأ إحدى طائراتهم”.