الحكومة الإثيوبية تأمل في الإسراع بإيصال المساعدات الطارئة إلى تيغراي

  • أعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس “هدنة إنسانية مفتوحة” سارية المفعول بشكل فوري في تيغراي
  • قالت حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد في بيان أنها “ملتزمة ببذل أقصى جهد لتسهيل التدفق الحر للمساعدات الإنسانية
  • رحبت بريطانيا وكندا بإعلان الهدنة، وخصوصا أن الدول الغربية دأبت في السابق على حض الطرفين للموافقة على وقف إطلاق النار

 

أعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس “هدنة إنسانية مفتوحة” سارية المفعول بشكل فوري في تيغراي، قائلة إنها تأمل في الإسراع بإيصال المساعدات الطارئة الى هذه المنطقة في شمال البلاد حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة.

ومنذ اندلاع الحرب في شمال إثيوبيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، لقي الآلاف مصرعهم واضطر عدد أكبر إلى النزوح مع اتساع نطاق الصراع من تيغراي إلى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

وقالت حكومة رئيس الوزراء أبيي أحمد في بيان أنها “ملتزمة ببذل أقصى جهد لتسهيل التدفق الحر للمساعدات الإنسانية الطارئة إلى منطقة تيغراي”.

وأضافت “من اجل نجاح الهدنة الانسانية على النحو الأمثل، تدعو الحكومة المتمردين في تيغراي الى وقف كافة الأعمال العدائية والانسحاب من المناطق التي احتلوها”.

وأملت الحكومة “في أن تؤدي هذه الهدنة إلى تحسن كبير في الوضع الإنساني على الأرض وتمهد الطريق لحل النزاع في شمال إثيوبيا دون مزيد من إراقة الدماء”.

وأرسل أبيي أحمد الجيش الفدرالي الى شمال أثيوبيا في تشرين الثاني/نوفمبر للإطاحة بجبهة تحرير شعب تيغراي التي كانت تتمرد على سلطته منذ أشهر.

لاحقا استعادت القوات المتمردة التابعة للجبهة في 2021 اقليم تيغراي، لكن النزاع امتد منذ ذلك الحين الى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين.

وتسبب النزاع الذي استمر 17 شهرا تقريبا بأزمة إنسانية خطيرة في شمال إثيوبيا حيث يحتاج أكثر من تسعة ملايين شخص لمساعدة إنسانية بحسب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

ونزح أكثر من 400 ألف شخص من تيغراي، كما أن المنطقة تخضع أيضا لحصار فعلي بحسب وصف الأمم المتحدة.

وقال الوكالة الأممية إن النزاع حال “دون ايصال المواد الغذائية والوقود إلى تيغراي منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر”.

واتهمت الولايات المتحدة حكومة أبيي بمنع وصول المساعدات إلى المحتاجين، في حين حملت السلطات الأثيوبية المتمردين مسؤولية عرقلة وصولها.

أنباء سارة

ورحبت بريطانيا وكندا بإعلان الهدنة، وخصوصا أن الدول الغربية دأبت في السابق على حض الطرفين للموافقة على وقف إطلاق النار.

وقالت السفارة البريطانية في إثيوبيا على تويتر “ترحب المملكة المتحدة بقرار حكومة إثيوبيا إعلان هدنة إنسانية مفتوحة، وضمان وصول المساعدات بدون عوائق إلى تيغراي. ندعو سلطات تيغراي إلى الرد بالمثل”.

أما سفارة كندا في إثيوبيا وجيبوتي فاعتبرت على تويتر أن الإعلان “نبأ سار لأن المساعدات مطلوبة بشكل عاجل في شمال إثيوبيا”.

ومنذ شهور يسعى دبلوماسيون بقيادة أولوسيغون أوباسانجو مبعوث الاتحاد الأفريقي الخاص الى القرن الأفريقي للتوسط في محادثات سلام بدون إحراز تقدم واضح حتى الآن.

واعتبر محللون هذه الهدنة خطوة مهمة، لكنهم حضوا الحكومة على متابعة الإعلان بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى تيغراي.

وقال ويليام دافيسون كبير محللي مجموعة الأزمات الدولية في إثيوبيا “إن التسليم غير المشروط وغير المقيد للمساعدات يمكن أن يساعد أيضا في خلق ثقة كافية تمهد الطريق لمحادثات وقف إطلاق النار، وفي النهاية الدخول في حوار”.

نقص الامدادات

يحتاج أكثر من تسعة ملايين شخص إلى مساعدات غذائية في جميع أنحاء عفر وأمهرة وتيغراي، وفقا لبرنامج الأغذية العالمي.

لكن المنظمات الإنسانية اضطرت إلى تقليص نشاطها بشكل متزايد بسبب نقص الوقود والإمدادات.

وقالت الوكالة الأممية هذا الأسبوع إن “عمليات برنامج الأغذية العالمي في منطقة تيغراي توقفت ولم يتبق سوى مخزون وقود للطوارئ وأقل من واحد بالمئة من مخزون الغذاء المطلوب”.

وأدى تقدم جبهة تحرير شعب تيغراي إلى بلدة عفر لمفاقمة الوضع وزيادة الحاجة إلى مساعدات الطوارئ في المنطقة.

والطريق البري من سيميرا عاصمة عفر إلى ميكيلي عاصمة تيغراي هو الوحيد العامل للوصول إلى المنطقة، حيث تقدر الأمم المتحدة أن مئات الآلاف يعيشون في ظروف شبيهة بالمجاعة.

وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق “وقف إطلاق النار من جانب واحد” في تيغراي في حزيران/يونيو العام الماضي، بعد أن حققت جبهة تحرير تيغراي نجاحات عسكرية مفاجئة واستعادت المنطقة من القوات الفدرالية.

لكن القتال اشتد في النصف الثاني من عام 2021، وادعى المتمردون في وقت ما أنهم على بعد 200 كيلومتر من العاصمة أديس أبابا قبل أن يصلوا إلى طريق مسدود.