أمريكا تؤكد أن تحركات روسيا الآن لا تستدعي تفعيل قوة الردع

  • لم يستبعد ديمتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أن تفكر بلاده في استخدام الأسلحة النووية
  • ادعى بيسكوف أن روسيا هاجمت أهدافًا عسكرية فقط
  • ماريوبول تتعرض للقصف والجنود الروس يحاربون الأوكرانيين داخل المدينة
  • أصبحت مدينة ماريوبول هدفاً رئيسياً للهجوم الروسي

 

اعترف المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن روسيا لم تحقق بعد أيًا من أهدافها العسكرية في أوكرانيا.

ولم يستبعد ديمتري بيسكوف في مقابلة مع شبكة “سي إن إن” أن تفكر بلاده في استخدام الأسلحة النووية ضد ما تعتبره “تهديدًا وجوديًا”.

ورد بيسكوف عند سؤاله عن الظروف التي سيستخدم فيها بوتين القدرة النووية الروسية، قال “إذا كان يمثل تهديدًا وجوديًا لبلدنا، فيمكن أن يكون كذلك”.

وكان بوتين ألمح إلى استخدام الأسلحة النووية ضد الدول التي اعتبرها تمثل “تهديدًا” لروسيا.

في فبراير الماضي، قال الرئيس الروسي في بيان متلفز: “بِغَضّ النظر عمّن يحاول الوقوف في طريقنا، أو خلق تهديدات لبلدنا وشعبنا، يجب أن يعلموا أنّ روسيا ستردّ على الفور، وستكون العواقب كما لم تروها من قبل”.

وفي نهاية الشهر الماضي، أعلن بوتين وضع قوة “الردع” في الجيش الروسي، وهو تعبير يمكن أن يشمل عنصرا نوويا، في حال التأهب.

وصرح بوتين خلال لقاء مع قادته العسكريين نقله التلفزيون “آمر وزارة الدفاع ورئيس هيئة الأركان بوضع قوات الردع في الجيش الروسي في حال التأهب الخاصة للقتال”.

وعن الأهداف التي حققتها موسكو في أوكرانيا بعد نحو شهر من المعارك، أجاب بيسكوف: “حسنًا ليس بعد. لم يحقق بعد”.

كما زعم المتحدث أن “العملية العسكرية الخاصة، التعبير الذي يستخدمه الكرملين لوصف الغزو الروسي لأوكرانيا، تجري بشكل صارم وفقًا للخطط والأغراض التي تم تحديدها مسبقًا”.

وادعى بيسكوف أن روسيا هاجمت أهدافًا عسكرية فقط، على الرغم من التقارير العديدة عن الضربات الجوية الروسية ضد أهداف مدنية تأوي الأوكرانيين العاديين.

في سياق متصل أكد مسؤول كبير في البنتاغون أن الولايات المتحدة تراقب القوات الروسية لكشف نقلها مواد بيولوجية أو كيميائية إلى أوكرانيا.

وقال في إيجاز للصحافيين عن الأوضاع في أوكرانيا إن واشنطن تراقب أي حركة روسية لوضع شحنات كيميائية أو بيولوجية في الذخائر، مثل الصواريخ والقذائف، كما تراقب التحركات النووية الروسية باستمرار، مضيفاً “لم نرصد تغيرا على سلوك روسيا النووي يستدعي تفعيل خطط الردع”، وتابع أن التصريحات الروسية حول استخدام الأسلحة النووية خطيرة جدا.

وبيّن أن الولايات المتحدة ترصد مناقشات لدى الروس لاستدعاء المزيد من الإمدادات والجنود، مشيرا إلى أن الوضع الأمني في أوروبا تغير بصرف النظر عن نتيجة الحرب في كييف.

وأردف قائلاً: “تقديرات الأميركيين أن القوات الروسية ربما تستدعي جنوداً للالتحاق بالمعركة في أوكرانيا، وعلى الأرجح من أراضي دول حيث تنتشر قوات روسية”.

وفيما يخص مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية، قال المسؤول إن ماريوبول تتعرض للقصف والجنود الروس يحاربون الأوكرانيين داخل المدينة، لكن المقاومة الأوكرانية شرسة وتدافع عن المدينة.

كما لفت إلى أن “تقديرات الأمريكيين أن القوات الروسية تريد القضاء على أي مقاومة في ماريوبول ثم تجمع القوات القادمة من الشمال باتجاه الجنوب”.
وكشف أيضاً أن هناك 5 إلى 7 سفن في بحر آزوف قصفت على محيط ماريوبول خلال الساعات 24 الماضية.

إلى ذلك أوضح المسؤول أن “تقديرات الأمريكيين أن القوات الروسية تعاني من سوء إمدادات في الغذاء والطاقة، بما في ذلك عدم توفّر الطاقة للسفن”.

وقال إن “بعض الجنود الروس يعانون من البرد القارس وأصيبوا بسبب البرد وخرجوا من ساحة المعركة”.
كما صرح أن موسكو قصفت أوكرانيا حتى الآن بأكثر من 1100 صاروخ، مشيراً إلى أن “القوات الروسية قصفت المدنيين والمباني السكنية خلال الأيام العشرة الماضية”، لافتاً إلى أنه “ربما يرقى ذلك إلى جرائم حرب”.

تأتي تلك التصريحات بعد أن قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن اتهامات روسيا الكاذبة بأن كييف تمتلك أسلحة بيولوجية وكيماوية توضح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يفكر باستخدامها بنفسه في الحرب على أوكرانيا.

يذكر أن العملية العسكرية الروسية التي أطلقت في 24 فبراير الماضي، استدعت استنفاراً أمنياً غير مسبوق في أوروبا، فيما تضافرت كافة الدول الغربية لدعم أوكرانيا بالسلاح والمساعدات الإنسانية.

في حين فرض الغرب عقوبات قاسية ومؤلمة على الروس، طالت العديد من القطاعات والشركات، والمصارف، فضلاً عن رجال الأعمال والأثرياء، والسياسيين والنواب.

وأصبحت مدينة ماريوبول هدفاً رئيسياً للهجوم الروسي ولحق بها الدمار على نحو كبير، ولكن وردت أيضاً أنباء عن تكثيف الهجمات على مدينة خاركيف ثاني كبرى المدن الأوكرانية.