دعم الصين الدبلوماسي المستمر لموسكو أثار مخاوف متجددة بشأن طموحاتها العالمية

  • غزو روسيا لأوكرانيا أيقظ عملاقاً نائماً وهو التحالفات الغربية
  • وجود رئيس الصين على رأس السلطة لفترة طويلة يجعل “الدائرة حوله تضيق

 

رغم التحديات التي فرضها الغزو الروسي لأوكرانيا على الدول الغربية، خاصة الآثار السلبية عللى الاقتصاد العالمي، إلا أن تحليلا نشره موقع مجلة Foreign Affairs الأمريكية، يقول إن ما جرى أيقظ “عملاقا نائما” هو التحالفات الغربية التاريخية مثل حلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي و”منحها إحساسا متجددا بالهدف من وجودها”.

أكبر خطأ”

كما أن الحرب، وفق المجلة، نبهت إلى موقف الصين من العالم، وأعطت أدلة على الاتجاه الذي ستذهب إليه بكين في أي صراع محتمل، مضيفا أن “قرار الزعيم الصيني شي جين بينغ، بإصدار بيان الشهر الماضي يحدد شراكة “بلا حدود” مع موسكو كان أكبر خطأ في السياسة الخارجية له خلال ما يقرب من 10 سنوات في السلطة”، سواء علم بالغزو الروسي لأوكرانيا قبل إصدار البيان أم لم يعلم.

وأضافت المجلة أن الإعلان إلى جانب دعم بكين الدبلوماسي المستمر لموسكو، قوض سمعة الصين وأثار مخاوف متجددة بشأن طموحاتها العالمية، كما أنه أيضا كان “سببا في إثارة الدعوات إلى تايوان لتحسين قدراتها الدفاعية”.

"مساندة موسكو" .. هل تعجل بنهاية رئيس الصين؟

الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الوطني لنواب الشعب الصيني في قاعة الشعب الكبرى في 11 مارس 2022 في بكين(غيتي)

دعم “غير حكيم”

ووصفت المجلة دعم الرئيس الصيني لموسكو بأنه “غير حكيم”، كما أنه “ليس أول خطأ كبير له في السياسة الخارجية”.

وأضافت “كلف قرار تشي بالانتقام من مسؤولي الاتحاد الأوروبي في مارس الماضي ردا على العقوبات المفروضة على انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ بكين صفقة استثمار طال انتظارها مع أوروبا”، كما “إن تهديداته تجاه تايوان تدفع واشنطن وتايبيه إلى التقارب بينهما وتجبر القوى الإقليمية الأخرى، مثل أستراليا واليابان، على إعلان مصلحتها الملحة في أمن تايوان”.

وسلط التحليل الضوء أيضا على الخلاف الهندي الصيني، واشتباك الجيش الصيني عام 2020 مع الجيش الهندي في وادي غالوان باعتباره “واحدا من إخفاقات متصاعدة تسلط الضوء على اتجاه متزايد الوضوح، حيث كلما أصبح الرئيس الصيني أكثر قوة وزادت سلطته المباشرة على سياسة بكين الخارجية، كلما كانت النتائج أكثر سلبية بالنسبة للمصالح الاستراتيجية للصين على المدى الطويل”.

ويضيف التحليل أنه “مع استعداد شي لتولي ولاية ثالثة مدتها خمس سنوات كزعيم للصين في المؤتمر ال20 المقبل للحزب، وكما أثبتت مناورة بوتن المتهورة في أوكرانيا، فإن الزعيم الاستبدادي المحاط بالمتملقين والذي تغذيه المظالم التاريخية والطموحات الإقليمية يشكل احتمالا خطيرا”.

ويحذر التحليل من أن وجود الرئيس الصيني على رأس السلطة لفترة طويلة يجعل “الدائرة حوله تضيق”، ويصبغ الدولة كلها بأفكار الرئيس فيما تنزوي المعارضة بعيدا غير قادرة على إحداث تأثير.

ويقول إن المعارضة الداخلية لسياسة شي الخارجية القومية والعدوانية المتزايدة موجودة بوضوح ومن المرجح أن تنمو مع تأثير قراراته سلبا على مصالح الصين، ولكن في الوقت نفسه، لا يوجد الكثير مما يمكن أن يفعله أي خصم محتمل لتقييد الرئيس الصيني الذي يمارس حاليا السلطة السياسية والبيروقراطية بقوة ساحقة.

"مساندة موسكو" .. هل تعجل بنهاية رئيس الصين؟

الصين صدرت للعالم أزمة صحية هي الاخطر منذ قرون في عهد الرئيس الحالي ( غيتي)

فريق من “المتملقين”

ويشير التحليل إلى الصعوبة التي تواجه المحللين العالميين وصناع السياسات لفهم الاتجاه الذي يسير فيه تشي، حيث تحاول مؤسسات الدولة، ومنها وزارة الخارجية على سبيل المثال “تكرار الإشارات الصادرة عن مكتب تشي” بدلا من رسم سياسة الدولة الخارجية.

ويضيف “كما ستستمر دائرة مستشاري شي في التقلص، لأن اتخاذ القرارات الفعالة يتطلب من هؤلاء المستشارين تقديم وجهات نظر متنافسة، لكن من يقدمون وجهات نظر تختلف مع ما يريد شي يتم “عزلهم” بسرعة.

وأكد أنه “لا يزال هناك الكثير لنتعلمه حول كيف توصل بوتين إلى الاعتقاد بأنه قادر على تحقيق نصر سريع على أوكرانيا، لكن العلامات المبكرة تشير إلى أن مستشاريه العسكريين ضللوه بشأن الحالة الحقيقية للجيش الأوكراني، وهذا تذكير مأساوي بمدى أهمية المعلومات الدقيقة لأي منظمة سياسية، خاصة في الأنظمة الأكثر انغلاقا واستبدادا”.

ومع تقاعد مستشاري الرئيس الصيني ذوي الخبرة قريبا، سيكون تشي محاطا على نحو متزايد بقادة كبار أصغر سنا وأكثر خبرة وأكثر مرونة، وفيما أن ما يحتاجه شي هو فريق من المتنافسين ذوي الآراء، من المرجح أن يكون لديه في المستقبل هو مجموعة من الرجال الذين يقولون “نعم” باستمرار”، وفقا للتحليل.