أثار الأزمة الأوكرانية تكبر شيئاً فشيئاً وخاصة على روسيا

  • موجة العقوبات الأخيرة على روسيا هي الأكثر إيلامًا وتأثيرًا وذكاءً في الوقت نفسه
  • اعتمدت العقوبات هذه المرة على دقة التصويب، فتوجهت نحو كل عناصر “القوة الناعمة” الروسية

بدأت أثار الأزمة الأوكرانية تكبر شيئاً فشيئاً وخاصة على روسيا التي طالتها الكثير من العقوبات، إذ رغم التاريخ الطويل للعقوبات والعقوبات المضادة، إلا أن موجة العقوبات الأخيرة التي بدأت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في يوم 24 فبراير المنصرم هي الأكثر إيلامًا وتأثيرًا وذكاءً في الوقت نفسه، كونها استهدفت هذه المرة الدائرة المحيطة بالكرملين، التي تنفق على مشاريعه الخارجية الدعائية، ويشتري عبرها ولاءات بعض القيادات السياسية فيما يسمى روسيًا “المحيط القريب”، بل وفي بعض البلدان الأوروبية أيضا.

اعتمدت العقوبات هذه المرة على دقة التصويب، فتوجهت نحو كل عناصر “القوة الناعمة” الروسية من إعلام، وفن، ورياضة، وما خلف هذه القطاعات من مصالح مالية وقوى اجتماعية ستتعرض لأضرار كبيرة، وهي التي برع الكرملين في استخدامها على المستويين المحلي والدولي لتبييض سمعته، والترويج لسياساته.

علاوة على ذلك قالت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إن المجلس يدرس قانونا لحظر استيراد النفط الروسي وأن الكونغرس يعتزم اعتماد عشرة مليارات دولار هذا الأسبوع كمساعدات لـ أوكرانيا ردا على الغزو العسكري الروسي لها.

من جهة أخرى أفادت عدة وسائل إعلام أمريكية، أن منصة الفيديو على الإنترنت نتفليكس علقت خدمتها في روسيا احتجاجا على غزوها لأوكرانيا، وكان عملاق الفيديو قد أوقف في وقت سابق من هذا الأسبوع عملياته لشراء الحقوق وإنتاجاته الخاصة في روسيا.

على الصعيد المحلي في روسيا اعتقل أكثر من 4600 شخص في أنحاء روسيا خلال تظاهرات ضد الغزو الروسي لأوكرانيا، وفق ما أعلنت مجموعة تعنى برصد الاحتجاجات.

كرة الأزمة الروسية تتدحرج ولا يبدو أنها في الطريق إلى الحل.. أقله في المدى المنظور.