روسيا تكرر قصة اعترافها بانفصال أوسيتيا وأبخازيا

تسارعت وتيرة تطورات الأزمة الأوكرانية الروسية، وذلك بعد التصعيد الروسي مساء أمس الإثنين، حيث اعترف فلاديمير بوتين بانفصال منطقتي لوغانسك ودونيتسك شرقي أوكرانيا.

وتعاقبت ردود الأفعال العالمية على هذا التصعيد الروسي تجاه أوكرانيا، حيث أدانت معظم دول العالم ما تقوم به روسيا من انتهاكات لسيادة الدولة الأوكرانية.

ويمهد هذا الاعتراف الروسي الطريق لموسكو من أجل إرسال قوات عسكرية إلى المناطق الانفصالية بشكل علني، باستخدام الحجة القائلة بأنها تتدخل كحليف لحماية هذه المناطق من أوكرانيا.

ما هي قصة انفصال أوسيتيا وأبخازيا عن جورجيا؟

ووفقًا لتقرير نشرته وكالة رويترز“، يأتي اعتراف روسيا بـاستقلالالجمهوريتين الانفصاليتين في أوكرانيا إعادة لما قامت به موسكو تجاه جورجيا قبل نحو 14 عامًا. حيث اعترفت روسيا في عام 2008 باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية، وهما منطقتان جورجيتان منفصلتان.

وخاضت المنطقتان الانفصاليتان حربًا قصيرة مع جورجيا، وهي الحرب التي تدخلت فيها موسكو أيضًا، قبل أن تعترف بـاستقلالالمنطقتين.

وفي ذلك الوقت، أرسلت روسيا آلاف الجنود إلى المنطقتين، وألحقت قواتها هزيمة بالجيش الجورجي، كما هددت أيضًا بالسيطرة على العاصمة تبليسي. 

وأسفرت الحرب الخاطفة التي استمرت خمسة أيام عن هزيمة تبيليسي واعتراف موسكو في 26 أغسطس 2008 باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.

كما قررت موسكو أيضًا منح الجنسية الروسية لسكان المنطقتين لاحقًا.

وأدى اتفاق سلام تفاوض عليه الرئيس الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، إلى انسحاب القوات الروسية، لكن موسكو اعترفت باستقلال منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا واحتفظت منذ ذلك الحين بوجود عسكري كبير فيهما.

وتعتبر جورجيا المنطقتين الجنوبيتين تحت الاحتلال العسكري الروسي، كما أعلنت جورجيا حينها قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي اعترفت بـاستقلالالمنطقتين، مثل فنزويلا ونيكاراغوا وناورو.

ووفقًا لتقرير وكالةرويترز، فقد استخدمت روسيا الاعتراف بالمناطق الانفصالية لتبرير وجود عسكري مفتوح فيجمهورية سوفيتية سابقة مجاورة، في محاولة لإحباط تطلعات جورجيا في الانضمام إلى حلف الناتو لأجل غير مسمى، وذلك بحرمانها من السيطرة الكاملة على أراضيها.

وأوضح تقريررويترزأن نفس هذه الاعتبارات تنطبق على أوكرانيا، مع التصعيد الروسي والاعتراف بانفصال منطقتي لوغانسك ودونيتسك، في سيناريو شبه متطابق لما حدث في جورجيا قبل 14 عامًا.