تنطلق دورة الألعاب الأولمبية الشتوية الجمعة في بكين وسط أجواء معقدة بسبب قيود صارمة فرضها وباء كورونا، وأجواء جيوسياسية متوترة، وانتقادات حقوقية بارزة، على ما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال“.

وبسبب مكافحة الوباء، تنظم الصين الألعاب الشتوية داخل فقاعة صحية تطلق عليها “الحلقة المغلقة”، وهي تمنع الزوار الأجانب من التنقل بعيدا عن السكن والمنشآت الرياضية منعا لتفشي الفيروس التاجي.

وبالإضافة إلى ذلك، يواجه الرياضيون مزيجا من القضايا حول الصحة والسلامة والسياسة وحرية التعبير، بينما يتنافسون في أحد أهم الأحداث الرياضية في حياتهم.

وبذل الرياضيون قصارى جهدهم لتجنب الإصابة بكوفيد-19 في الأيام التي سبقت الألعاب، حيث بقي البعض بعيدا عن أحبائهم لأسابيع أو شهور، في وقت يترك فيه كثيرون هواتفهم في بلدانهم بسبب مخاوف تتعلق بالتجسس.

ونصحت عدة لجان أولمبية وطنية، بما في ذلك الولايات المتحدة، الرياضيين باستخدام الهواتف التي تستخدم لمرة واحدة (غير الذكية) لتجنب المراقبة الحكومية المحتملة.

وقال المتزلج الأميركي السابق، نوح هوفمان، إن بعض المتسابقين في رياضته يشعرون أن سلامتهم الشخصية في خطر.

وسلطت نجمة التنس الصينية بينغ شواي الضوء على هذا القلق، وهي التي اختفت عن الأنظار في أوائل نوفمبر بعد أن “أجبرت” على ممارسة الجنس مع نائب رئيس الوزراء السابق، تشانغ غاولي، خلال علاقة متقطعة، كما ذكرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد تحتج حكومات على انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في الصين وتحذر من تهديدات الأمن السيبراني المدعومة من الدولة، علما بأن دول عدة منها الولايات المتحدة ستقاطع هذه الألعاب دبلوماسيا.

وقالت كلير إيغان، الرياضية الأولمبية الأميركية في البياثلون، وهي رياضة تجمع بين التزلج على الجليد والرماية، “إن الرياضيين في رياضتي متحمسون للذهاب إلى الألعاب الأولمبية”.

وأضافت: “على الجانب الآخر، يخشى الكثير منا أن هذا الحدث تستضيفه الصين على وجه التحديد”.

وأفادت متحدثة باسم بعثة الولايات المتحدة أن ثلاثة من أصل 215 شخصا على متن الرحلة التي هبطت، الجمعة، في بكين أثبتت إصابتهم بفيروس كورونا، من بينهم رياضي واثنان من الإداريين.

وقالت إن الثلاثة أصيبوا بفيروس كوفيد سابقا، لكن نتائجهم جاءت سلبية مرارا قبل مغادرتهم الولايات المتحدة.

ولم تظهر أعراض على الأشخاص الثلاثة بينما عزلوا في انتظار نتائج الاختبار التأكيدي. ورفضت المتحدثة تحديد هوية الأشخاص لأسباب تتعلق بالخصوصية.

وبلغ معدل الحالات الإيجابية للرياضيين ومسؤولي البعثات من جميع الدول الذين وصلوا إلى بكين 1.5 بالمئة خلال الفترة من 23 إلى 29 يناير، وفقا لبيانات من اللجنة المنظمة للألعاب الشتوية.

ويطالب منظمو أولمبياد بكين بتطعيم جميع المشاركين في الألعاب أو الخضوع للحجر الصحي لمدة 21 يوما قبل المشاركة في الألعاب.