كوريا الشمالية.. ما سرّ ملامح القيادات مطموسة في الصور؟

نشرت وسائل إعلام رسمية في كوريا الشمالية في وقت مبكر من يوم الجمعة صورا لما قالت إنها أحدث تجارب صاروخية أجرتها الدولة الاشتراكية هذا الأسبوع، والتي رصدها جيرانها، وأفادت وكالة الأنباء المركزية الكورية أن التجارب التي أجريت يومي الثلاثاء والخميس كانت على “نظام صواريخ كروز بعيد المدى” و”صاروخ موجه تكتيكي أرض-أرض”.

لم تذكر قصة وكالة الأنباء المركزية الكورية تاريخ هذه الزيارة. كانت وجوه بعض المسؤولين حول زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ غير واضحة أو منقطة في الصور التي نشرتها في الأصل وكالة الأنباء المركزية الكورية على موقعها على الإنترنت.

مع كشفها عن تجاربها الصاروخية.. لماذا تخفي كوريا الشمالية وجوه قياداتها في الصور؟

كوريا الشمالية تخشى العقوبات الأمريكية ضد مسؤوليها

مراقبون للشأن الكوري الشمالي، اعتبروا هذا الإجراء خطوة احترازية من الشمالية التي تسعى لحماية مسؤوليها بعد أن سبق وفرضت الولايات المتحدة عقوبات مالية على مسؤولين كبار مرتبطين ببرنامج بيونغ يانغ لأسلحة الدمار الشامل، بعد تجاربها الصاروخية البالستية.

فقد عمدت واشنطن مؤخرا على فرض عقوبات على قيادات في بيونغ يانغ بسبب أدوارهم في الحصول على معدات وتقنيات لصالح البرامج الصاروخية، وهو الذي تراه واشنطن تحدّ صارخ للقوى الكبرى في العالم وللمجتمع الدولي.

مع كشفها عن تجاربها الصاروخية.. لماذا تخفي كوريا الشمالية وجوه قياداتها في الصور؟
السلطات الكورية الشمالية، في محاولة منها للملمة خصوصيات ملفها النووي عالميا،  أعربت في الماضي عن قلقها من استخدام هويات المسؤولين المرتبطين ببرامج أسلحتها في عقوبات ضد بيونغيانغ. يأتي ذلك في الوقت الذي تلاحق فيه واشنطن الحزب الشيوعي الحاكم، وزعيمه كيم جون اونغ، مقترحة أمام الأمم المتحدة فرض مزيد من العقوبات الدولية بسبب التجارب الصاروخية المتكررة لبيونغ يانغ منذ سبتمبر الماضي وجميعها كان ينتهك قرارات مجلس الأمن الدولي كما دعت الى ملاحقة مسؤولي النووي الكوري الشمالي.

مع كشفها عن تجاربها الصاروخية.. لماذا تخفي كوريا الشمالية وجوه قياداتها في الصور؟

التجارب الصاروخية لكوريا الشمالية تضمنت صواريخ عابرة بعيدة المدى

نفذّت كوريا الشمالية هذا الأسبوع عددا قياسيا من التجارب الصاروخية، تضمنت، وفق ما أعلنت وسيلة إعلام رسمية الجمعة، صواريخ عابرة بعيدة المدى وصواريخ بالستية قصيرة المدى.
ويقول المحلل هونغ مين من المعهد الكوري للتوحيد الوطني في سيول إن عمليات الإطلاق في كانون الثاني/يناير جزء من الخطة الخمسية “لتحسين ترسانة كوريا الشمالية الاستراتيجية”.
ويضيف “الصواريخ العابرة التي أطلقت الثلاثاء هي امتداد للنوع نفسه من الصواريخ التي اطلقت منذ أيلول/سبتمبر الماضي مع تحسينات في المدى والسرعة”.

مع كشفها عن تجاربها الصاروخية.. لماذا تخفي كوريا الشمالية وجوه قياداتها في الصور؟

وتشكل سلسلة العمليات هذه ردا على جهود كوريا الجنوبية لتحسين نظام الأسلحة الخاص بها ، مع اختبارات 2021 لصواريخ فرط صوتية وصواريخ بالستية جديدة أطلقتها غواصة، حسب هونغ. ويوضح أن “الشمال يظهر أنه يطور أيضا صواريخ لمواجهة ما يملكه الجنوب”.
وأثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالمية ودفعت إلى عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة ردا على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية.

 

ويأتي ذلك في مرحلة حساسة في المنطقة، إذ تستضيف الصين الحليف الرئيسي الوحيد لنظام كوريا الشمالية، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير، بينما تُجري كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في آذار/مارس.
وتستعد بيونغ يانغ للاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاد والد كيم، الزعيم الراحل كيم جونغ إيل في شباط/فبراير، ثم الذكرى العاشرة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ الزعيم المؤسس للبلاد، في نيسان/أبريل.

 “نصف عام مليء بالأحداث”

ويقول الخبير أنكيت باندا من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لفرانس برس “يجب أن نتوقع نصفا أول من العام مليئا بالأحداث”. ويضيف أن الحاجة إلى الاحتفال بهذه “الذكرى السنوية المهمة” تساعد في تفسير هذه الجولة الأخيرة من الاختبارات.
ويتابع أن القلق من كوفيد-19 قد يجبر بيونغ يانغ على تعديل جدول تدريباتها الشتوية والتحول إلى اختبارات الصواريخ لضمان “دعاية إيجابية” بشأن الدفاع الوطني تجاه سكانها.
ويضيف “قد يكون هذا أكثر أهمية في وقت يسير الاقتصاد الوطني بشكل سيئ ويمكن أن يهدد تراجع الإنتاج الزراعي ببلوغ ظروف قريبة من المجاعة”.
وتعاني كوريا الشمالية من حصار فرضته على نفسها لتجنب انتشار وباء كوفيد. وقد استأنفت مؤخرا التجارة مع جارتها الصينية.