أفغانستان.. انهيار الاقتصاد فور استيلاء طالبان على السلطة

  • 22.8 مليون شخص سوء تغذية حاد
  • 8.7 مليون على وشك المجاعة

يوزع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأموال النقدية في العاصمة الأفغانية على حوالي 3000 أسرة تضررت بشدة من الأزمة الإنسانية المتنامية في البلاد منذ استيلاء طالبان على السلطة.

وحذرت وكالات الاغاثة العالمية من ان اكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة سيواجهون الجوع هذا الشتاء وسط تدهور سريع في الاقتصاد ووقف المساعدات الدولية بعد عودة الإسلاميين الى السلطة. ووزعت الوكالة التابعة للأمم المتحدة 7000 أفغاني (74 أو 66 يورو) على كل أسرة تم تحديدها لتلقي المساعدات.

تواجه أفغانستان “تسونامي من الجوع” بسبب نقص الأموال اللازمة للاستمرار في تقديم المساعدات الغذائية، حيث تقف البلاد على شفا انهيار اقتصادي، وفقا لمسؤولة بارزة في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة.

في مقابلة مع الأسوشيتدبرس، حذرت ماري إيلين ماكغرارتي، رئيسة برنامج الأغذية العالمي في أفغانستان، إن أكثر من نصف سكان أفغانستان يواجهون صعوبة في توفير متطلباتهم من الغذاء هذا الشتاء.

حثت ماكغرارتي المجتمع الدولي على تغليب الضرورات الإنسانية على المناقشات السياسية وتجنب وقوع كارثة بالحرص على استمرار المليارات من المساعدات إلى الدولة التي تحكمها طالبان.
وفقا لتقديرات منظمة الأمم المتحدة الإنسانية، يعاني 22.8 مليون شخص سوء تغذية حاد، بينهم 8.7 مليون على وشك المجاعة.

أضافت ماكغرورتي خلال توقفها في بروكسل: “ليس لدينا ما يكفي من المال للدخول إلى عام 2022. ما نطلق عليه قطاع العمل الإنساني في أفغانستان يحتاج إلى 4.4 أربعة مليارات دولار للأشهر الـ 12 المقبلة للقيام باستجابة شاملة. وبالنسبة لبرنامج الأغذية العالمي”، نحتاج إلى 2.6 مليار للقيام بالحد الأدنى الذي نحتاج إلى القيام به في عام 2022″.

تعثر الاقتصاد الأفغاني المعتمد على المساعدات عقب استيلاء طالبان على السلطة في منتصف أغسطس/ آب عقب انسحاب فوضوي للقوات الأمريكية وقوات وحلف شمال الأطلسي.

جمد المجتمع الدولي أصول أفغانستان في الخارج وأوقف التمويل لعدم استعداده للعمل مع حكومة طالبان نظرا لسمعتها بالوحشية خلال حكمها السابق قبل 20 عاما.

إلى جانب أزمة كوفيد-19 والجفاف، كان لنقص التمويل عواقب وخيمة نتيجة لارتفاع كبير في التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية بأكثر من 50 في المائة خلال الشهرين الماضيين.

قالت ماكغرورتي إنها التقت مؤخرا بمزارعين كبار السن خلال رحلة إلى ولاية بادخشان شمال شرق البلاد، وأخبروها أنهم لم يواجهوا مثل هذه المحنة على الإطلاق على الرغم من العيش تحت حكم 19 حكومة سابقة.

وأضافت: “على الرغم من عقود من الصراع، لم يسبق لهم من قبل وقفوا في صفوف رافعين أيديهم للحصول على الدعم الإنساني. هذه هي المرة الأولى على الإطلاق لهم، وقد أخبروني أن الجوع أسوأ من الصراع الذي عاشوه على مدى خمسة عقود”.

طالبت ماكغرارتي المجتمع الدولي على الاستمرار في تقديم الأموال إلى أفغانستان، مؤكدة أن التمويل يمكن أن يصل إلى البلاد بصورة مستقلة عن طالبان.

وعد حكام كابول الجدد، عقب بسط الكاملة على البلاد، بالتسامح والتعددية فيما يتعلق بالمرأة والأقليات العرقية. لكن أفعالهم حتى الآن، بما في ذلك إعادة فرض قيود على النساء وتعيين حكومة كاملة من الرجال، أثارت قلق المجتمع الدولي وعدد كبير من المانحين.

قالت ماكغرارتي: “عملنا لسنوات في أفغانستان، في المناطق المتنازع عليها، الأموال تأتي مباشرة إلى الوكالات. نحن نعمل مع شركائنا، ونعمل مباشرة مع المجتمعات”.

وأشارت إلى أن برنامج الأغذية العالمي تمكن من توزيع الغذاء في مواقع رئيسية عبر المرتفعات الشمالية الشرقية والوسطى من البلاد في فترة الشتاء السابقة. لكنها قالت إن ثلوج الشتاء بدأت بالفعل في إغلاق بعض الطرق الرئيسية في البلاد، مما يجعل الحاجة إلى المساعدة أكثر إلحاحا.

تساءلت “هل يمكنك تخيل عدم القدرة على إطعام أطفالك الصغار؟ كما يمكنك تخيل عدم قدرتك على الحفاظ على دفء هؤلاء الأطفال الصغار أيضا؟
أوضحت ماكغرارتي أن الأفغان يواجهون الآن خيار إما الجوع أو مغادرة بلادهم.

وأضافت: “أن أفغانستان قاب قوسين أو أدنى من الكارثة”.