طالبان: الأفغان بحاجة لمساعدات بدون “تحيّز سياسي”

  • حال الطقس فاقمت معاناة الأفغان
  • جمّد المجتمع الدولي مساعدات وأصولا بمليارات الدولارات

بعد أن استولت على الحكم بالقوة في أفغانستان، وعدت جماعة طالبان المجتمع الدولين بتجربة حكم مختلفة، عن تلك التي كانت لها قبل ثلاثة عقود، وذلك في محاولة “لطمأنة” المجتمع الدولي، حتى تستمر مساعداته الإنسانية لأفغانستان. إلا أنها- وفق خبراء- تسير على نفس النهج، من خلال قمع النساء، ومنع الفتيات من الذهب إلى المدرسة والجامعة، وكذلك العمل،

ناشدت طالبان المجتمع الدولي، الجمعة، تقديم مساعدات إنسانية عاجلة من دون “تحيّز سياسي”، مشيرة إلى أن الثلوج والفيضانات التي شهدتها البلاد مؤخرا فاقمت معاناة الشعب الأفغاني.

وارتفعت معدلات البطالة والتضخم منذ سيطرت طالبان على أفغانستان في منتصف آب/اغسطس.

وجمّدت الولايات المتحدة أصولا أفغانية بمليارات الدولارات فيما تعطّل وصول المساعدات بدرجة كبيرة.

وحذّرت وكالات إغاثية دولية من أن أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة قد يعانون الجوع خلال الشتاء.

وفي مناشدة مسجّلة بالصوت والصورة، قال نائب رئيس الوزراء الأفغاني عبد الغني برادر إن العالم ملزم بالمساعدة.

وقال “في مختلف الأماكن حاليا، لا يملك الناس الغذاء ولا المسكن ولا الملابس الشتوية ولا المال”. وأضاف “على العالم أن يدعم الشعب الأفغاني من دون أي تحيّز سياسي وأن ينفّذ التزاماته الإنسانية”.

وغطت الثلوج معظم مناطق وسط وشمال أفغانستان خلال الأيام الماضية فيما شهدت مناطق في الجنوب فيضانات.

ويواجه العديد من الأفغان صعوبات جمة في تحمل تكاليف التدفئة، فيما تشهد البلاد انقطاعا متكررا للكهرباء.

وأشار برادر إلى أن حال الطقس فاقمت “الوضع الحساس” أساسا للشعب الأفغاني، مؤكدا أن طالبان على استعداد للمساعدة في توزيع المساعدات الدولية في أنحاء البلاد.

وقال في أول مناشدة مباشرة صادرة عن قيادي رفيع في طالبان بشأن تدهور الوضع الإنساني “ندعو المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية وجميع الدول إلى عدم نسيان شعبنا المسكين”.

مساعدات بعيدا عن متناول طالبان

غطّت الثلوج الكثيفة الجمعة كابول، التي لم تتساقط عليها الثلوج بشكل دوري منذ سنوات، ما أثر على الطيران وحركة السير وأجبر الأعمال التجارية على إغلاق أبوابها.

ولم يعترف أي بلد رسميا بعد بحكومة طالبان ويواجه الدبلوماسيون مهمة شائكة تتمثّل في إيصال المساعدات إلى البلاد مع تجنّب دعم الحركة الإسلامية المتشددة.

لكن في كانون الأول/ديسمبر، أعربت دول مسلمة عن عزمها على العمل مع الأمم المتحدة للإفراج عن الأصول المجمّدة، خصوصا تلك التي تجمّدها الولايات المتحدة.

وكان الاجتماع الخاص الذي عقدته منظمة التعاون الإسلامي أكبر مؤتمر يتناول الوضع في أفغانستان منذ سقطت الحكومة المدعومة من واشنطن في آب/أغسطس وعادت طالبان إلى السلطة.

وفي كانون الأول/ديسمبر أيضا، تبنى مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا اقترحته الولايات المتحدة يساعد في إيصال المساعدات إلى الأفغان، مع السعي لإبقاء أي تمويل بعيدا من متناول طالبان.
ورحّبت سلطات طالبان بهذا القرار ووصفته بأنه “خطوة جيّدة”.

ويسمح قرار مجلس الأمن الدولي بإيصال المساعدات إلى البلاد لمدة عام من دون انتهاك العقوبات الدولية الرامية لعزل طالبان.