لماذا يصر الحزب الشيوعي الصيني على قاعدة “صفر كورونا”؟

  • يرى الحزب الشيوعي أن عودة انتشار فيروس كورونا مرة أخرى في الصين سيهدد الاستقرار الاجتماعي
  • يرى الخبراء أن قرارات شي جين بينغ تتعارض مع التوجه العالمي الذي يشجع على التعايش مع فيروس كورونا
  • “تسونامي” أوميكرون سيصل إلى بكين عاجلا أم آجلا، وهذه المتحورة على ما يبدو ستوجه ضربة قوية لإداراة الحزب الشيوعي

 

على الرغم من فداحة القرارات التي اتخذها مسؤولو الحزب الشيوعي الصيني منذ ظهور فيروس كورونا، إلا أن التفرد في السلطة يعمي بصيرتهم في التعامل مع الجائحة حتى اليوم، والمتضرر الأكبر الشعب الصيني.

قاعدة “صفر كوفيد” التي يطبقها الحزب الحاكم في الصين، من خلال حجر ملايين السكان لمنع تفشي الفيروس مرة أخرى، قد تكون هذه القاعدة قد خفضت أعداد الإصابات من جهة، لكنها كانت كارثية من جهة أخرى على الاقتصاد، بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

الصحيفة أشارت إلى أن السلطات في مدينة شيان في غرب الصين لم تتردد في تعمد إهانة الأشخاص الذين خالفوا الإجراءات الاحترازية بإجبارهم على السير في الشوراع ببدلات واقية من الفيروس، بعد أن فرضت على سكان المدينة البالغ عددهم 13 مليون نسمة الحجر الصحي قبل أكثر من شهر من دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين.

لماذا يصر الحزب الشيوعي الصيني على قاعدة “صفر كوفيد”؟

يرى الحزب الشيوعي أن عودة انتشار فيروس كورونا مرة أخرى في الصين سيهدد الاستقرار الاجتماعي، لكن ما لا يعرفه الحزب أن التشبث بهذه القرارات هو الذي سيدمر المجتمع الصيني والاقتصاد وكذلك السياسة، كيف ذلك؟

يرى الخبراء أن قرارات شي جين بينغ تتعارض مع التوجه العالمي الذي يشجع على التعايش مع فيروس كورونا، لكن بكين تسير في الاتجاه المعاكس بل وتدفع هذه الكلفة من الآن، حيث ارتفع الإنفاق الصيني في 2020 و 2021 نتيجة سياسية الإغلاق التام، وفق صحيفة الغارديان.

والكلفة الأخرى تتمثل في هجرة شركاء بكين التجاريين مع استمرار البلاد في الإغلاق، والتوجه نحو دول تتعايش مع الفيروس.

العلماء في الصين بالإضافة إلى الشعب في حد ذاته، على ضوء الواقع الراهن من جهة والتجارب البحثية من جهة أخرى، قادرون وفق المراقبين على تخطي الوضع المتأرج في الصين في الفترة الأخيرة لولا عدم تدخل الحزب الشيوعي الصيني وتسييس المرحلة الوبائية لصالح أجندة داخلية وخارجية.

“تسونامي” أوميكرون سيصل إلى بكين عاجلا أم آجلا، وهذه المتحورة على ما يبدو ستوجه ضربة قوية لإداراة الحزب الشيوعي، التي تحاول إظهار الصين بأنها بلاد خالية من الفيروس وقادرة على منع انتشاره.

والتحدي الآخر، والمهم لقاعدة “صفر كوفيد” خلال الأيام المقبلة، ألا وهو دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها بكين، حيث ستقام هذه الدورة على الرغم من المقاطعة الدبلوماسية من بعض القوى الغربية، ووسط إصرار بكين على عدم السماح للجماهير من خارج البلاد بحضور الفعاليات.

“صفر كوفيد”، قاعدة قد تفقد الحزب الشيوعي الصيني نفوذه في مختلف أنحاء العالم، وخاصة فيما يتعلق بمشروع الحزام والطريق، أليس من الأجدر أن يترك الحزب تسيس هذا الملف وتفوض العلماء بإدارته، ألا يعي حزب شي جين بينغ أن ما نعيشه اليوم من ظروف استثنائية، هو بسبب سوء إدارته.