شوغالي: فرص نجاح نجل القذافي في الانتخابات الرئاسية منعدمة

  • شوغالي منفذ مخططات روسيا في استنزاف ليبيا
  • مساعد طباخ بوتين عودة القذافي للحكم سيكون ضربة قوية

ستبوء جهود سيف القذافي في الوصول إلى رئاسة ليبيا بالفشل، بحسب مكسيم شوغالي الذي يعمل كمستشار سياسي لـ يفغيني بريغوجين، رجل الأعمال الروسي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين والمعروف باسم “طباخ بوتين”، تصريحات تشير إلى تخلي الكرملين عن القذافي بعد فشله في الترشح.

فحسب وجهة نظر شوغالي الذي كان أحد الأعمدة الأساسية لجهود الكرملين لدعم سيف القذافي في الانتخابات الرئاسية الليبية المؤجلة، لا توجد احتمالات بأن يصبح نجل القذافي رئيسًا، وذلك حسب تصريحه في مقابلة في موسكو، ملقيًا باللوم على الولايات المتحدة لإحباط طموحات سيف القذافي، كما أوضح شوغالي أن نجل القذافي شخصية غير مقبولة بالنسبة للولايات المتحدة، حيث أن النظام السياسي ضده.

وقال مساعد طباخ بوتين الذي أمضى 18 شهرًا في سجن ليبي بعد أن اتهمته الحكومة بالتآمر للتدخل في الانتخابات الرئاسية الليبية لصالح القذافي:

“إن عودة عائلة القذافي للحكم بعد 10 سنوات سيكون حدثًا فريدًا من نوعه في العالم وسيمثل ضربة كبيرة”.

كما حذر شوغالي من خطر تجدد الصراع إذا لم يُسمح للقذافي بالترشح أو اعتقد أنصاره أنه خسر الانتخابات بشكل غير عادل واصفا ذلك بالقنبلة الموقوتة”.

ومكسيم شوغالي، موظف لدى منظمة أفريك، وهي منظمة يديرها يفغيني بريغوجين وهي متخصصة في التلاعب والتدخل في الإنتخابات الليبية. بريغوجين هو الرجل المسؤول عن التدخل الروسي في 20 دولة أفريقية، من خلال سيطرته على مجموعة مرتزقة الفاغنر الروسية.

لقد سعى الكرملين دائما لدعم ترشح القذافي للانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 24 ديسمبر الماضي، وأجلت إلى موعد لاحق.

وضغط الكرملين بشدة من أجل إطلاق سراح شوغالي، الذي أشار إلى أنه التقى ثلاث مرات بسيف القذافي الذي ظهر في منتصف العام 2021 بعد سنوات من السجن والعزلة وسط تهم بارتكاب جرائم حرب.

نكسة للكرملين وأمل لليبيين.. شوغالي يجزم بأن سيف القذافي لن يحكم البلاد

مكسيم شوغالي، يعمل كمستشار سياسي لـ يفغيني بريغوجين، رجل الأعمال الروسي المقرب من الرئيس فلاديمير بوتين والمعروف باسم “طباخ بوتين”

نكسة الكرملين

تصريحات شوغالي تكمن أهميتها في نقطتين، الأولى أن روسيا تحاول فرض فكرة عودة سيف القذافي إلى السلطة، ولكن يبدو أنها فشلت. وهذه نكسة كبيرة للكرملين.

الثانية، أن هذا التخلي عن القذافي بعد فشل مهمته الروسية، يُظهر مدى السرعة التي يمكن أن يتخلى بها الكرملين عن أدواته وكذلك التخلي عن دعمها، ما أن تدرك أنها أصبحت لا تصلح.

أما الجيد في هذه التصريحات، أن فشل المشروع الروسي يزيد بشكل كبير من فرص الليبيين في إيجاد حلول سياسية فيما بينهم، بعيدا عن أي تدخل أجنبي.

ولطالما جذبت ليبيا الغنية باحتياطيات النفط والغاز خلال السنوات الأخيرة قوى عالمية وإقليمية تتنافس على النفوذ في حرب أهلية احتدمت بشكل متقطع منذ الإطاحة بالقذافي وقتله في انتفاضة 2011. وانتقد بوتين مرارًا الغرب في الإطاحة بالقذافي بينما تتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها موسكو، التي خسرت مليارات الدولارات في عقود في عهد القذافي، بمحاولة تخريب جهودهم لدعم السلطات المؤقتة التي تدعمها الأمم المتحدة.

عقوبات على طباخ بوتين

ويخضع طباخ بوتين لعقوبات بسبب عقود توفير خدمات الطعام في الكرملين، والعقوبات الأمريكية سببها تدخله المزعوم في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016.

وجرت معاقبة شركته شبه العسكرية الخاصة “فاغنر” في 13 ديسمبر من قبل الاتحاد الأوروبي لارتكاب انتهاكات بما في ذلك التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو الإعدام التعسفي.

ورفضت مفوضية الانتخابات مؤخرًا السماح لشوغالي بالعودة إلى ليبيا كمراقب تصويت بعد عام من إطلاق سراحه من السجن وسُلم إلى روسيا قبل محاكمته وذكرت شبكة بلومبرغ أنه في العام 2020، اتهم المدعون العامون الليبيون شوغالي بتقديم استشارات سياسية بشكل غير قانوني للقذافي بشأن محاولته الرئاسية المحتملة.

وكانت ليبيا محط أنظار الكرملين في السنوات الأخيرة حيث استضافت روسيا محادثات السلام وغالبًا ما وجدت موسكو نفسها على خلاف مع الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في ليبيا.