إيران تراهن على صمود اقتصادها تجنباً للتنازلات في محادثات فيينا

  • إيران تراهن على قدرتها على تحمل العقوبات الاقتصادية حتى تبقى على موقفها في مفاوضات الاتفاق النووي
  • أشارت وول ستريت جورنال في تحليلها إلى أن العقوبات الأمريكية ألحقت الضرر بالاقتصاد الإيراني
  • عادت إيران لإجراء جولة مفاوضات سابعة مع الدول الغربية، والتي لم تفض حتى الآن لأي نتيجة
  • تعتمد إيران على محاولة تحسين شروطها في المفاوضات التي تجري بالتقدم بشكل أكبر في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب

 

أفاد تحليل نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، أن إيران تراهن على قدرتها على تحمل العقوبات الاقتصادية حتى تبقى على موقفها في مفاوضات الاتفاق النووي.

وأشارت الصحيفة في تحليلها إلى أن العقوبات الأمريكية ألحقت الضرر بالاقتصاد الإيراني، ما تسبب بارتفاع معدلات البطالة وهبوط القدرة الشرائية للعملة، الأمر الذي ساعد على تأجيج الاضطرابات خلال السنوات الماضية.

ويقول مسؤولون إيرانيون إن اقتصاد البلاد “مرن وسيبقى على قيد الحياة حتى لو انهارت المحادثات مع الولايات المتحدة والقوى العالمية”.

وعادت إيران لإجراء جولة مفاوضات سابعة مع الدول الغربية، والتي لم تفض حتى الآن لأي نتيجة.

ويعزو التحليل المشاكل الاقتصادية التي تعانيها إيران إلى “سنوات من سوء الإدارة والفساد في ظل حكومات متعاقبة”، وتعاظمت التحديات بعد أن انسحبت إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي وأعادت العقوبات على طهران.

وتضرر الناتج الاقتصادي الإيراني، حيث انخفض نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى النصف منذ إعادة فرض العقوبات، وفقاً لبيانات البنك الدولي، كما ارتفع التضخم وانخفضت العملية الإيرانية بشكل حاد، لتصل إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، فيما يتوقع البنك الدولي أن يتجاوز الدين العام لإيران 50 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

ونقلت وول ستريت جورنال عن محللين أن الاقتصاد الإيراني “من غير المرجح أن يتحمل سنوات من العقوبات المستمرة من دون مواجهة المزيد من الاضطرابات”.

قال هنري روما، من مجموعة أراسيا للصحيفة إنه يجد صعوبة في عدم رؤية ذلك كله يؤدي إلى احتجاجات وزيادة في الضغط على الحكومة للقيام بشيء ما.

وأضاف روما أن استجابة الحكومة عادة على الاحتجاجات تكون بالعنف”، مشيراً إلى أن الإيرانيين أقنعوا أنفسهم بأن الاتفاق النووي لا يستحق العناء، وأنهم يقللون من شأن الأجزاء المفيدة للاقتصاد، ويبالغون بشكل كبير في قدرتهم على الاستمرار لفترة طويلة”.

وخرج الإيرانيون أكثر من مرة إلى الشوارع مطالبين بظروف معيشية أفضل، ويطالبون بضغط أكبر على الحكومة للعودة للاتفاق النووي الذي قد يعني تحرير مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة في الخارج، وفتح اقتصادها أمام التجارة العالمية.

وقال مسؤولون أمريكيون كبار لم تسمهم الصحيفة، إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن تتحرك لتشديد تطبيق العقوبات ضد إيران مع تعثر الجهود الدبلوماسية لاستعادة الاتفاق النووي.

وأضافوا أن الولايات المتحدة سترسل وفداً رفيع المستوى إلى الإمارات التي تعتبر ثاني أكبر شريك تجاري لإيران.

وتعتمد إيران على محاولة تحسين شروطها في المفاوضات التي تجري بالتقدم بشكل أكبر في إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب.

وباشرت الولايات المتحدة “تحضيرات” في حال إخفاق السبل الدبلوماسية لتسوية أزمة البرنامج النووي الإيراني، ما يؤشر إلى أن واشنطن لم تعد تؤمن كثيرا بنجاح المباحثات التي استؤنفت الخميس في فيينا.

وبحثت الولايات التي تواصل تشديد لهجتها حيال إيران في الأسابيع الأخيرة، مع إسرائيل الخميس في البنتاغون في إجراء مناورات عكسرية مشتركة للتصدي لطموحات طهران النووية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي إنه نظراً لاستمرار تقدم البرنامج النووي الإيراني، طلب الرئيس من فريقه الاستعداد لاحتمال فشل السبل الدبلوماسية. هذا يتطلب تحضيرات”، مشيرة إلى “عقوبات إضافية” على طهران.

وأضافت “اقترحنا سبيلا دبلوماسيا وهذا السبيل لا يزال مفتوحا. ونحن نتحضر لسلوك سبيل آخر” في حال الضرورة.