الفحم في شتاء أفغانستان يتلف الرئتين والهواء لكنه أساسي من أجل البقاء

  • كابول سادس أسوأ مدينة في العالم من ناحية جودة الهواء
  • ارتفعت أسعار الفحم بنسبة 9% في أفغانستان

يصل الفحم بالأطنان من المناجم في شمال أفغانستان إلى سوق قريبة من كابول حيث يشتري سكّان المدينة الفحم للتدفئة شتاءً، ليستنشقوا بذلك هواء هو بين الأكثر تلوثًا في العالم في ظلّ غياب بديل هذا الشتاء وسط أزمة اقتصادية حادّة.
ويقول العامل عبد الغفار كريمي (35 عامًا) “يعتمد الراتب على عدد الزبائن، نتقاضى 200 إلى 300 أفغاني يوميًا (بين 1,90 و2,85 يورو)”.

هكذا هو الفحم في أفغانستان.. سبب للبقاء والموت
وكان كريمي يعمل في المنجم سابقًا حيث كان يتقاضى أجرًا أعلى، أي “500 أفغاني يوميًا (4,75 يورو)”، إلّا أنه غيّر وظيفته لأنها كانت “خطرة جدًا”، علمًا أن الحوادث في المناجم تقتل سنويًا الكثير من العمال.  ويشير تاجر الفحم عبد الله رحيمي إلى أن “الناس يأتون إلى هذه السوق لأنها أرخص من سوق كابول” ويُباع فيها طنّ الفحم بعشرة آلاف أفغاني (95 يورو) في مقابل 14 ألف أفغاني (132 يورو) في المدينة.

هكذا هو الفحم في أفغانستان.. سبب للبقاء والموت

أزمة بيئية خطيرة في أفغانستان

رغم أزمة البيئية في أفغانستان إلا أن كابول كانت بعيدة عن مناقشات مؤتمر الأطراف حول المناخ “كوب 26” الذي عُقد في غلاسكو والتي حدّدت أن الفحم من المسببات الرئيسية للتغير المناخي.
وتُعدّ أفغانستان وهي إحدى أفقر الدول في العالم، من الملوّثين الصغار وبحسب البنك الدولي، نتج عن كلّ فرد أفغاني نسبة تلوث بثاني أكسيد الكربون أقل بـ75 مرة من التلوث الذي أصدره الفرد الأميركي خلال العام 2018.
إلّا أن الهواء الملوث يعيث فسادا بأجواء كابول فيصبح الهواء الذي يغطّي العاصمة الأفغانية كلّ شتاء، ثقيلًا ومؤذيًا بسبب الدخان الذي ينبعث من المدافئ المنزلية التي تُشغّل على الفحم والخشب وجميع النفايات التي يُمكن حرقها مثل النفايات المنزلية وإطارات السيارات.
وصنّفت منظمة جودة الهواء السويسرية “آي-كيو-اير” مدينة كابول على أنها سادس أسوأ مدينة في العالم من ناحية جودة الهواء بعد نيودلهي في الهند ولاهور في باكستان. ويقول عبد الله رحيمي “لو كان لدينا كهرباء وغاز، لما استخدم الناس الفحم”، لكن “سعره مقبول” ولا يستطيعون “القيام بغير ذلك”.

هكذا هو الفحم في أفغانستان.. سبب للبقاء والموت

الحوادث في المناجم تقتل سنويًا الكثير من العمال/ (أ ف ب)

شراء الفحم من أجل البقاء

يسبّب التلوث في أفغانستان أمراضا تنفسية خطيرة إلّا أن مسألة البيئة في كابول هي أبعد من أن تكون مصدر القلق الرئيسي. فمنذ أن تولّت حركة طالبان السلطة في منتصف آب/أغسطس الماضي، جفّت المساعدات الدولية وتعطّل الاقتصاد بشكل جزئي، فيما ازدادت البطالة وتفشّى الفقر والجوع والأجور لم تعد تُدفع والفحم يُباع بكميّات أقلّ.
ويقول عبد الله رحيمي “كنّا نبيع حمولة شاحنة أو شاحنتين يوميًا. الآن، نحتاج إلى 15 أو 20 يومًا”. وارتفعت أسعار الفحم بنسبة 9% خلال العام الماضي، ويعود ذلك إلى ارتفاع تكاليف النقل.

هكذا هو الفحم في أفغانستان.. سبب للبقاء والموت