الحزب الحاكم يرى نفسه فوق القانون وليس مسؤولا أمام أي شخص آخر غير قادته

 

  • السياسي البارز أجبر نجمة التنس الصينية على ممارسة الجنس في منزله
  • ظهور بنغ شواي لم يبدد المخاوف في الأوساط الرياضية حول سلامتها

حالة جدل واسعة في وسائل الإعلام العالمية، وكذلك الأوساط الرياضية، صاحبت اختفاء نجمة التنس الصينية بينغ شواي (35 عامًا) لمدة ثلاثة أسابيع، وذلك بعد اتهامها السياسي الصيني البارز تشانغ جاولي (75 عامًا)، بالاعتداء الجنسي، والضغط المستمر عليها لاستمرار العلاقة، وذلك في رسالة مفتوحة وجهتها لها على حسابها الشخصي بموقع التغريدات الصيني “Weibo”، إلا أن ظهورها لم يبدد المخاوف، ولم يُنهِ حالة الجدل.

ظهرت بينغ شواي في عدد من المباريات نهاية الأسبوع الماضي، وكذلك في مكالمة فيديو مع رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية توماس باخ، ولكنها فشلت في تبديد الشكوك بين زملائها الرياضيين والمنظمات العالمية حول سلامتها.

واتهمت منظمة العفو الدولية اللجنة الأولمبية الدولية وباخ بالمشاركة في “تبييض انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان” من قبل الصين، وذلك قبل دورة الألعاب الأولمبية في فبراير من العام المقبل- وذلك حسب رويترز.

بنغ شواي

مكالمة الفيديو بين رئيس اللجنة الأولمبية الدولية توماس باخ ولاعبة التنس الصينية بينغ شواي (روتيرز)

وفي منشورها، الذي يُقرأ على أنه رسالة مفتوحة إلى جاولي، والذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء الصيني من 2013 حتى 2018، قالت نجمة التنس بينغ شواي: “كان يوجد علاقة على فترات متقطعة امتدت على الأقل 10 سنوات. فتحت قلب أمامك، لكن لماذا كان عليك العودة إلي مرة أخرى، أخذتني إلى منزلك لإجباري على ممارسة الجنس معك؟ نعم، لم يكن لدي أي دليل، وكان من المستحيل ببساطة الحصول على دليل. لم أستطع وصف مدى شعوري بالاشمئزاز، وكم مرة سألت نفسي هل ما زلت إنسانة؟ أشعر وكأنني جثة”.

بينغ شواي: مارست الجنس معه أول مرة في تياجين

بينغ شواي أضافت في منشورها، أنها التقت تشانغ لأول مرة، ومارست الجنس معه في تيانجين، إلا أنه بعد وقت قصير من تقاعده، اتصل مرة أخرى من خلال طبيب رياضي وعمل على إحياء العلاقة. مضيفة: “بما أنك لا تنوي تحمل المسؤولية، فلماذا لا تزال تبحث عني، وتجبرني على ممارسة الجنس معك في منزلك؟”

كما أكدت بينغ شواي أن زوجة تشانغ، كانغ جي كانت على علم بالعلاقة. وكما هو الحال مع زوجات أغلب القادة السياسيين في الصين، لا يُعرف سوى القليل عنهن، بما في ذلك عمرها.

بينغ شواي

تم التقاط هذه الصورة لبينغ شواي بعد ظهورها وهي توقع على كرات سلة كبيرة في بكين (رويترز)

تم حذف منشورها بعد وقت قصير من نشره وتم حظر الموضوع عبر الإنترنت في الصين. وبعد كل هذه الفترة، حرص نائب رئيس الوزراء السابق المتهمة بالاعتداء الجنسي صامتًا وبعيدًا عن الأنظار، محافظًا على ستار السرية الذي تختبئ خلفه النخبة السياسية في الصين.

تشانغ، الذي تقاعد في عام 2018، والذي اختفى عن الأنظار، لم يعلق على اتهام نجمة التنس، وكذلك الحكومة الصينية.

من ناحيته، قال ألفريد وو، الأستاذ المشارك في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في سنغافورة: “إن السماح لتشانغ بالخروج للتحدث سيؤدي إلى فقدان السمعة، وهو الأمر الذي لا يرده، خاصة قبل دورة الألعاب الشتوية في فبراير 2022”.

وأضافت بينغ شواي: “حتى لو قرر الحزب اتخاذ إجراء تأديبي داخلي ضد تشانغ، فإنه لن يتم الإعلان على الفور، وسيتم الانتظار حتى تهدأ العاصفة”.

آخر ظهور للسياسي المتهم

آخر ظهور لتشانغ كان فى الأول من يوليو الماضي، عندما كان حاضرًا في إحدى المناسبات في الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني الحاكم. وفي الفترة من عام 2007 إلى 2012، كان تشانغ هو الزعيم السياسي الأبرز في مدينة تيانجين.

وكنائب لرئيس الوزراء، كان مسؤولا عن الشؤون الاقتصادية، بما في ذلك مبادرة الحزام والطريق التي وقعها الرئيس شي جين بينغ، وترأس “مجموعة صغيرة رائدة” تشرف على الألعاب الأولمبية الشتوية قبل تسليمه إلى نائب رئيس الوزراء الحالي هان تشنغ في عام 2018.

الصمت ليس جديدًا على المسؤولين الصينيين

وقال الخبراء إن صمت تشانغ يتفق مع الطريقة التي تعامل بها قادة الحزب في الماضي مع ادعاءات تتراوح بين اتهامات بالفساد في أوراق بنما والشائعات حول العلاقات خارج نطاق الزواج. وفي إطار حملته الكاسحة لاستئصال الفساد، طالب شي مسؤولي الحزب بأن “يكونوا قادرين على اجتياز أصعب الاختبارات” للأخلاق السياسية والمهنية والأسرية.

والخيار الوحيد لتشانغ هو الصمت، وفقا لتشن داويين، الأستاذ المشارك سابقا في جامعة شنغهاي للعلوم السياسية والقانون ومقره الآن في شيلي، حيث يتابع القضية عن كثب.

وقال تشن إنه “إذا أنكر ذلك، فلن يكون ذا مصداقية، لأنه نتيجة لحملة شي لمكافحة الفساد، يعرف الجميع في الصين الآن أنه من الشائع أن يستخدم المسؤولون الصينيون السلطة لممارسة الجنس”.

وعادة ما لا تذكر الاتهامات بسوء السلوك الجنسي من جانب المسؤولين إلا بعد التحقيق في الجرائم السياسية أو الاقتصادية، التي تضاف تقريبا كعامل مشدد.

وأوضح وو تشيانغ، وهو مؤلف مقيم في بكين، يعمل سابقا في جامعة تسينغهوا، إن “الحزب يرى نفسه فوق القانون وليس مسؤولا أمام أي شخص آخر غير قادته”.

وقال تشن الأستاذ المشارك السابق بجامعة شانغهاي للعلوم السياسية والقانون: “إذا اعترف بادعاء بنغ شواي، فإنها يمكن أن تصبح رمزًا يمكن للحركة النسوية في الصين الالتفاف حوله، مما قد يشكل تحديا لقوة الحزب”.