الصين وروسيا ترفضان حضور قمة المناخ في اسكتلندا

على الرغم من اعتبارها وفق مراقبين “قمة الفرصة الأخيرة” إلا أن روسيا والصين تعمدتا على ما يبدو عدم حضور قمة الـ26 للتغير المناخي في غلاسكو باسكتلندا رغم دعوات الكثير من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة لحضور القمة المناخية وسط تصاعد الجدل حول مسؤولية الدول عن زيادة نسبة الاحتباس الحراري والاستخدام المفرط لموارد الطاقة على كوكب الأرض.

  • موسكو بررت عدم حضور زعيمها للقمة بسبب تقنية الفيديو
  • انتقادات شديدة وجهت لموسكو وبكين لعدم حضورهما قمة الفرصة الأخيرة
  • الصين وروسيا تعتبران من أكثر دول العالم تصديرا للتلوث

ما أثار حنق زعماء الدول المشاركة والتي بلغ عددها نحو 120 دولة وكذلك المنظمات الدولية، أن أكبر مصدري التلوث في العالم، أي الصين وروسيا لم يحضرا قمة المناخ رغم النتائج الكارثية التي يعيشها كوكب الأرض على وقع تفاقم ظواهر التلوث والانبعاثات الحرارية، زاد من وقعها تفشي فيروس كورونا منذ أواخر عام 2019.

وأعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن  عن “خيبة أمله” لغياب الصين وروسيا عن القمة. وقال: “لا شيء يمكن أن يحلّ محلّ المفاوضات وجهًا لوجه من أجل التعاون العالمي”، في إشارة واضحة إلى غياب بوتين وبينغ عن قمة غلاسكو.

الصين روسيا

الرئيس الأمريكي جو بايدن – رويترز

كما شجبت بريطانيا رفض بوتين حضور قمة غلاسكو معتبرة أنها “رسالة ازدراء قاسية” لرئيس وزرائها بوريس جونسون.

الصين روسيا

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون – رويترز

وكان المكتب الصحفي للكرملين أفاد بأن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لن يشارك في قمة غلاسكو للمناخ “كوب26” في اسكتلندا، في حين أدلى الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف في تصريحات صحفية سابقة، أن بوتين لن يحضر قمة المناخ في غلاسكو، سواء بشكل شخصي أو عن طريق الفيديو كونفرنس، لأن غلاسكو لا تنص على إمكانية المشاركة عن طريق التداول بالفيديو.

ويرى مراقبون أن موسكو وبكين تعمدتا عدم حضور قمة غلاسكو كنوع من الضغوط السياسية والمساومة على ملفات اقتصادية واستراتيجية مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الرغم من أهمية قمة المناخ وما رافقها من مناشدات لإنقاذ كوكب الأرض من خطر التلوث.

الصين روسيا

قمة غلاسكو في اسكتلندا – رويترز

ما سبق دفع ليس فقط زعماء دول بل منظمات دولية إلى انتقاد الدولتين، معتبرين أنهما فضلتا مصالح بلادهما على مصلحة إنقاذ كوكب الأرض من براثن تلوث هما من أكبر المسببين لهذه الظاهرة.

الصين وروسيا: كبار مصدري التلوث في العالم

الصين وروسيا وفق عشرات التقارير الصادرة عن منظمات دولية ومراكز أبحاث، تعتبران على رأس القائمة للدول الأكثر تصديرا للتلوث في العالم، فالصين وحتى الآن تعتمد بشكل واسع على الفحم كمصدر للطاقة، وهو يعد أحد أكثر مصادر الطاقة ضررا بالبيئة. وتعتمد محطات الطاقة الصينية على الفحم بنسبة 60%.

وسجل في الصين ما يقرب من 14 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في 2019، أي ما يعادل 29% من الإجمالي العالمي، فيما أصدر البنك الدولي تقريرًا أكد فيه أن “مئات الآلاف من حالات الوفاة المبكرة وحالات أمراض الجهاز التنفسي الخطيرة نتجت عن التعرض للهواء الصناعي المُلوث في الصين، وأصبحت العديد من الممرات المائية غير مناسبة إلى حد كبير للاستخدام البشري المباشر، بسبب حدوث تلوث صناعي بشكل خطير”.

كما أسهبت عشرات التقارير الصحفية حول مشكلة التلوث في الصين، وكيف بات هذا التلوث لا يشكل عبئًا كبيرًا على المدى الطويل على الشعب الصيني فحسب، بل وتحديًا سياسيًا للحزب الشيوعي الحاكم”.

ووفقا لوزارة الصحة الصينية، جعل التلوث الصناعي السرطان السبب الرئيسي للوفاة في الصين، كما قتل تلوث الهواء المحيط وحده مئات الآلاف من المواطنين في كل عام، وحُرم نحو 500 مليون شخص في الصين من مياه شرب نظيفة وآمنة.

أبرز مسببات التلوث في العالم

أكدت وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)  أن 6 عناصر أساسية تشكل السبب الرئيسي لتلوث الهواء في كوكب الأرض، وهي أول أكسيد الكربون، والرصاص، وأكاسيد النيتروجين، والمركبات العضوية المتطايرة، وثاني أكسيد الكبريت، والمخلفات الصلبة.

ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تلوث في الهواء وفق بيانات وكالة حماية البيئة:

  • انبعاثات السيارات
  • احتراق الوقود
  • الغبار والأتربة
  • الصناعة
  • استخدام المذيبات
  • الحرائق
  • المركبات المتطايرة العضوية المستخدمة في الزراعة
  • النفايات المشعة

جدير بالذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) في مدينة غلاسكو الاسكتلندية انعقد بعد إخفاق قمة مجموعة العشرين في الالتزام بموعد تم تحديده في 2050 للوصول إلى مستوى صفري لانبعاثات الكربون وهو الأمر الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه شرط للحيلولة دون تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

ولم تعترف محادثات مجموعة العشرين في روما سوى “بالأهمية الرئيسية” للوصول إلى مستوى صفري للانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري بحلول منتصف القرن أو نحو ذلك دون تحديد جدول زمني للتخلص التدريجي للدول من الفحم. ولم تخرج المحادثات بوعود قاطعة للحد من انبعاثات غاز الميثان وهو غاز آخر من الغازات المسببة لارتفاع درجات الحرارة.