وأوضحت لجنة التحكيم أن المؤلف الذي تشكل روايتا “باراديس” (“الجنة”) الصادرة عام 1994 و”باي ذي سي” (“قرب البحر”، 2001) أشهر مؤلفاته، مُنح الجائزة نظراً إلى سرده “المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار
ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات”.
وكان غورنة الذي تربطه بشبه الجزيرة العربية جذور عائلية، فرّ من أرخبيل زنجبار الواقع في المحيط الهندي إلى إنكلترا في نهاية ستينات القرن العشرين، اي بعد خمس سنوات على استقلال المستعمرة البريطانية السابقة واتحادها
مع تنجانيقا في دولة واحدة هي تنزانيا، في مرحلة كانت فيها الأقلية المسلمة تتعرض للاضطهاد. ولم تتسن له العودة إلى زنجبار إلاّ في العام 1984 لرؤية والده الذي كان ينازع.
ومع أن غورنة يكتب منذ أن كان في الحادية والعشرين، فقد أصدر عشر روايات منذ العام 1987 إضافة إلى مؤلفات أخرى. وتدور أحداث روايته الجديدة “أفترلايفز”،وهي تتمة “بارادايس”، في مطلع القرن العشرين حيث انتهت حقبة
الاستعمار الألماني في تنزانيا.
الفائز بنوبل الآداب: اللاجئون الأفارقة لا يأتون إلى أوروبا فارغي الأيدي
دعا الفائز بنوبل الآداب للعام 2021 الروائي عبد الرزاق غورنةأوروبا إلى اعتبار اللاجئين الوافدين إليها من إفريقيا بمثابة ثروة، وشدد الكاتب المقيم في المنفى ببريطانيا بعد هروبه من تنزانيا على أن هؤلاء “لا يأتون فارغي
الأيدي”.
وقال غورنة في مقابلة مع مؤسسة نوبل إن “كثيرين من هؤلاء (…) يأتون بدافع الضرورة، ولأنهم بصراحة يملكون ما يقدّمونه. وهم لا يأتون فارغي الأيدي”، داعيا إلى تغيير النظرة إلى “أشخاص موهوبين ومفعمين بالطاقة”.
يتميّز الروائي عبد الرزاق غورنا المولود في زنجبار والمقيم في بريطانيا بأعماله التي تغوص في آثار الاستعمار والهجرة على الهوية.
وهو كوفئ بالجائزة الأدبية الأرقى تقديرا لسرده “المتعاطف والذي يخلو من أي مساومة لآثار الاستعمار ومصير اللاجئين العالقين بين الثقافات والقارات”، بحسب لجنة التحكيم التي أشادت بـ “تمسّكه بالحقيقة وإحجامه عن
التبسيط”.