أزمة اقتصادية ومشاكل سلاسل امدادات في بريطانيا
حاول رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حشد أنصار حزبه المحافظ في المؤتمر السنوي للحزب، الذي يعقد اليوم وغدا وسط تعهدات بإصلاحات واسعة، تهدف الى وقف اعتماد اقتصاد بريطانيا على “العمالة الأجنبية الرخيصة”.
وتأتي هذه التعهدات وسط غضب شعبي يعود الى مشاكل سلاسل الإمدادات التي ظهرت في الأسابيع الأخيرة عبر التهافت على محطات البنزين لشراء الوقود ورفوف المحلات التجارية الخاوية وتحذيرات المتاجر من صعوبات مقبلة تتعلق بتوفير متطلبات عيد الميلاد القادم.
وعلى الرغم من تشديد زعيم المحافظين، إلا أن هذه الأزمة ستنتهي في الأمد القريب وأنها ناجمة عن “قوة التعافي الاقتصادي في البلاد”.
أزمات الضرائب والهجرة وسائقي الصهاريج
لكن يبدو أن أوقاتا عصيبة تنتظر جونسون، إذ أن حكومته تتعرض للهجوم ليس فقط بسبب تداعيات كوفيد، بل أيضا بسبب سلسلة من الأزمات المتصاعدة مثل الضرائب والهجرة.
وكانت الحكومة قد سعت إلى تحميل كوفيد مسؤولية النقص في سائقي الصهاريج الأجانب، الأمر الذي أدخل بريطانيا في أزمة توزيع غير مسبوقة للوقود على المحطات، لكن بريكست كان قد حدّ في كانون الثاني(يناير) من حرية دخول عمال دول الاتحاد الاوروبي الى بريطانيا.
وأدت أزمة المحروقات الناجمة عن نقص السائقين أيضا إلى تعطيل تسليم البضائع للمتاجر في جميع أنحاء البلاد، حتى بات مشهد الرفوف الفارغة في المحلات أمرا مالوفا.
ومع اقتراب عيد الميلاد، هناك تحذيرات من نقص في إمدادات الطعام ولعب الأطفال بسبب مشاكل التوصيل ونقص العمال الموسميين الذين كان الكثير منهم يأتي في السابق من أوروبا.
جونسون في مواجهة الأزمات
يمكن لجونسون أن يضيف إلى انجازاته إطلاق لقاح ناجح مضاد لكوفيد نال موافقة سريعة وشهد حتى الآن تلقيح أكثر من 82 بالمئة من السكان بجرعتين.
لكن هذا لن يخفي الغضب المستمر تجاهه بسبب طريقة استجابته للجائحة وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 136 ألفا، بالإضافة إلى الزبائنية في توقيع عقود التلزيمات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا.
كما أنه خاطر أيضا بخسارة دعم زملائه المحافظين لخرقه تعهدا انتخابيا بعدم زيادة الضرائب، بعد إعلانه عن تمويل هائل لقطاع الرعاية الصحية الذي يعاني من أزمة.
وبالنسبة إلى بريكست، أثار جونسون غضب بروكسل بتهديده بتعليق الترتيبات التجارية الجديدة مع إيرلندا الشمالية، وتأخيره التنفيذ الكامل لعمليات التفتيش عند الحدود للواردات من دول التكتل.
وهو يواجه في الوقت نفسه انتقادات لعدم قيامه بما يكفي لمعالجة تزايد أعداد المهاجرين الآتين من فرنسا عبر بحر المانش.
والسبت تجمع متظاهرون بعضهم يلوح بأعلام الاتحاد الأوروبي بالقرب من مكان انعقاد مؤتمر المحافظين في مانشستر في شمال غرب بريطانيا.
أحد المتظاهرين رفع لافتة كُتب عليها “حكومة محافظين فاسدة. انهم كاذبون وغشاشون ودجالون، أخرجوهم الآن”.
والأسبوع الماضي وجه كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض انتقادات حادة إلى جونسون واصفا إياه بأنه مجرد شخص مهووس بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون خطة، وإن كان لا يزال يحافظ على شعبيته.
وقال ستارمر منبها جونسون حول سياساته الاقتصادية “لدينا أزمة وقود وأزمة رواتب وأزمة سلع وأزمة غلاء معيشة، كل هذا في الوقت نفسه”.
