وثائق باندورا تكشف خفايا الثراء الخفي للدائرة المقربة من فلاديمير بوتين

  • سعر شقة صديقة بوتين في موناكو 3.6 مليون يورو سنة 2003
  • سفيتلانا كريفونوجيخ من حياة متواضعة إلى ثراء فاحش
  • “وثائق باندورا” تتضمن حوالى 11,9 مليون وثيقة

في موناكو، الملاذ الضريبي للأثرياء الدوليين تم إجراء صفقة سرية في سبتمبر 2003 الصفقة هي شقة خاصة يقع أسفلها كازينو فخم، وقّع على العقد كاتب عدل محلي وسعرها  3.6 مليون يورو ، شقة فاخرة في الطابق الرابع، وموقفين للسيارات ، ومخزن ، واستخدام حمام سباحة في مجمع مونتكارلو للمشاهير.

من الشرفة ، يمكن للمالك الجديد أن يتأمل مرسى موناكو المتلألئ ، الممتلىء خلال فصل الصيف باليخوت الفخمة، ويتكفل الأمن بفرض الهدوء والسكينة للسكان، كانت هوية مشتري الشقة الحقيقي غامضة لكن المشتري المعلن هي شركة خارجية مدرجة في جزر فيرجن البريطانية، وكانت الشركة مملوكة بدورها من قبل أخريين مسجلين في بنما – Sefton Securities ، ولاحقًا Radnor Investments SA.

بفضل المستندات الموجودة في أوراق باندورا ، تم التعرف على مشتري الشقة، وهي امرأة تبلغ من العمر 28 عامًا في عام 2003، وكانت غير معروفة في ذلك الوقت اسمها سفيتلانا كريفونوجيخ.

وبعد بضع سنوات، في مطلع الألفية أصبحت كريفونوجيخ ثرية للغاية واستحوذت على شقة في مجمع مرموق في مسقط رأسها في سان بطرسبرج ، وممتلكات في موسكو، ويختًا وأصولًا أخرى تقدر قيمتها بنحو 100 مليون دولار.

كان لكريفونوجيخ صعود خيالي وثراء فاحش، فهي من عائلة متواضعة و نشأت في بيئة متوسطة، وفي عام 2020 زعم الموقع الاستقصائي Proekt  أحد المنافذ الإعلامية المستقلة القليلة المتبقية في روسيا  أن كريفونوجيخ أقامت صداقة مع بوتين عندما كان نائب عمدة سان بطرسبرج وزعمت أنها أصبحت حبيبته. وبغض النظر عن طبيعة علاقتهما ، يبدو أنهما كانا مقربين حيث تشير الأدلة إلى أنهما سافرا معًا على نفس الطائرة مرات عدة.

في مارس 2003، أنجبت كريفونوجيخ ابنة، إليزافيتا، أو لويزا وقالت Proekt أن بوتين هو والد لويزا، الكرملين لم يعلق على الأمر، فبوتين لا يناقش حياته الخاصة، وتطلق هو وزوجته ليودميلا في عام 2013.

قصة كريفونوجيخ ليست مجرد قصة حب مزعومة تلاشت مع الوقت بل يتعلق الأمر بالمال، وكيف استخدم بعض أعضاء الدائرة المقربة من بوتين موناكو كمركز لشؤونهم المالية، حيث نما النفوذ الروسي في موناكو على مدى العقدين الماضيين.

ويستند التحقيق الذي أُطلق عليه اسم “وثائق باندورا” وساهم فيه نحو 600 صحافي، إلى حوالى 11,9 مليون وثيقة مصدرها 14 شركة للخدمات المالية، وسلط الضوء على أكثر من 29 ألف شركة “أوفشور”.
وربما لم يرد ذكر اسم بوتين مباشرة في الوثائق إلا أنه يرتبط عبر شركاء بأصول في موناكو وأماكن أخرى.

وكشفت الوثائق عن أن كونستانتين إرنست وهو إعلامي ساهم في صناعة صورة بوتين، وبث الأخبار الدعائية التي تتوافق مع أجندة الكرملين منذ تسعينات القرن الماضي ونُسب إليه الفضل في المساعدة في تكوين الشخصية السياسية للرئيس الروسي.

ودافع إرنست في مقابلة صحفية سابقة عن فشل القناة الأولى الروسية التي ترأسها في الإبلاغ عن ثروة عائلة بوتين المزعومة. بعد ذلك أسند أليه حفلي الافتتاح والختام لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي.

تكشف الوثائق عن أن إرنست حصل على حصة سرية تبلغ 23٪ في صفقة قيمتها مليار دولار، في صفقة روسية لشراء ٣٩ دار سينما تعود للحقبة السوفياتية وممتلكات أخرى في موسكو، عن طريق قرض من بنك قبرصي مملوك جزئيًا لبنك مرتبط بالكرملين، بعد 9 أشهر من الأولمبياد.

بيعت العقارات في مزاد بنصف قيمتها الخاضعة للضريبة، في مزاد أدارته الحكومة الروسية، وطعن ناشط حقوقي روسي في المزاد بمزاعم شبهات فساد وأن المزاد صك بطريقة تهدف لاستبعاد الجميع باستثناء الشركة التي يمتلك فيها إرنست حصة.

كشفت الوثائق أن البنك التابع للكرملين، ساعد في تمويل الصفقة، وطلب عدم مشاركة السجلات التي توثق ارتباط إرنست بالقرض مع سجلات حكومة جزر فيرجن البريطانية.