هونغ كونغ شهدت عمليات تصويت منخفضة المشاركة في ظل مراقبة صينية

  • تصويت لاختيار لجنة انتخابات 2021 في هونغ كونغ
  • نسبة منعدمة من المشاركة مع تصويت أقل من 5000 شخص
  • غياب المرشحين المؤيدين للديمقراطية في ظل سياسات صينية مضادة
  • أول اقتراع في ظل قانون الولاء السياسي لبكين

اختتمت عمليات التصويت، الأحد، في هونغ كونغ في الانتخابات العادية للقطاعات الفرعية لاختيار لجنة انتخابات 2021، في أول تصويت بعد سلسلة من القرارات الصينية للسيطرة على الإقليم.

وشارك في التصويت أقل من 5000 شخص من هونغ كونغ يوم الأحد من مؤيدي المرشحين للجنة الانتخابات، الموالية لبكين، والتي ستختار الزعيم القادم للمدينة وبعض أعضاء الهيئة التشريعية.

وغاب المرشحون المؤيدون للديمقراطية عن أول انتخابات في هونغ كونغ، منذ أن قامت بكين بفرض قانون الأمن الشامل.

وقالت كاري لام ، الرئيسة التنفيذية لهونغ كونغ ، صباح الأحد: “إن الهدف الكامل لتحسين النظام الانتخابي هو ضمان إدارة الوطنيين لهونغ كونغ”.

وكان يحق لنحو 4800 شخص، أي ما يعادل 0,06 % من سكان المدينة البالغ عددهم 7,5 ملايين نسمة، أي أقل من عدد عناصر الشرطة البالغ ستة آلاف ينتشرون لضمان عدم خروج أي تظاهرة أو حدوث اضطرابات أثناء عملية التصويت.

ولدى إغلاق مراكز الاقتراع، بلغت نسبة مشاركة المقترعين المخولين التصويت 86%، بحسب السلطات.

وفي عام 2016، قبل التعديل، كان نحو 233 ألفا من سكان هونغ كونغ يتمتعون بحق التصويت.

وسيتم تعيين الغالبية العظمى من الأعضاء الـ 1500 بشكل تلقائي أو سيتم اختيارهم من قبل مجموعات المصالح الخاصة، وسيتم شغل فقط المقاعد ال 364 المتبقية عن طريق التصويت.

ويُعد هذا الاقتراع الأول الذي يجري في ظل نظام جديد بحيث يتعين التحقق من الولاء السياسي لجميع المتقدمين لشغل وظيفة حكومية وأهليتهم حتى لا يشكلوا تهديداً للأمن القومي الصيني.

في كانون الأول/ديسمبر، ستختار اللجنة 40 عضواً من بين 90 في المجلس التشريعي للمدينة، ويتم اختيار 30 من قبل مجموعات المصالح الخاصة و20 فقط بشكل مباشر.

والعام المقبل، سيتم اختيار الحاكم المقبل لهونغ كونغ، بموافقة الصين.

هونغ كونغ أصبحت دمية بيد بكين

يعتبر المنتقدون أن هذا الاجراء يسد الطريق أمام المعارضة المؤيدة للديمقراطية، ويجعل من هونغ كونغ مرآة للصين التي يقودها الحزب الشيوعي.

وقال ناثان لوو، الناشط المؤيد للديموقراطية الذي فر إلى بريطانيا العام الماضي، لوكالة فرانس برس إن “سكان هونغ كونغ محرومون تماما من العمليات الانتخابية”.

وأضاف أن “جميع المرشحين للانتخابات سيصبحون دمى متحركة خاضعة بالكامل لسيطرة بكين، بدون أي منافسة كبيرة”.

واعتبر تيد هوي، النائب السابق الذي انتقل إلى أستراليا، أن النظام السياسي في هونغ كونغ أصبح الآن “ختماً تتحكم به بكين بالكامل”.

وقال لوكالة فرانس برس “إنها أكثر من مجرد ديمقراطية تتم إدارتها. إنها سيادة مطلقة تحاول التظاهر بأنها متحضرة”.

تعهدت الصين أن تحتفظ هونغ كونغ بالحريات الديموقراطية والحكم الذاتي لخمسين عامًا بعدما أعادتها اليها بريطانيا سنة 1997. لكن بكين بدأت بإحكام قبضتها على المدينة في أعقاب تظاهرات عام 2019.

في العام نفسه، أثار الفوز الساحق للمرشحين المؤيدين للديمقراطية في انتخابات مجالس المقاطعات، وهي الهيئات الوحيدة التي يمكن لأهالي هونغ كونغ انتخاب جميع أعضائها بالاقتراع العام، استياء الصين.

وفرضت بكين قانونا للأمن القومي غيّر صورة المدينة المعروفة بحرياتها السياسية، بالاضافة إلى النظام السياسي الجديد.

وأوقف العديد من شخصيات المعارضة، وتم إغلاق مقار عشرات المجموعات المؤيدة للديمقراطية، بينها الصحيفة الأكثر انتشارا في المدينة، وغادر عشرات الآلاف من السكان هونغ كونغ.

وفي انتكاسة أخرى سجلت الاحد، أعلن اتحاد نقابات العمال، أكبر تجمع نقابي مؤيد للديموقراطية في الإقليم مع 140 ألف عضو، أنه سيحل نفسه الشهر المقبل.