غوتيريش: كورونا يمثل “إنذارا ونحن نغط في نوم عميق”

 

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن العالم “يسير في الاتجاه الخاطئ”، داعيا الدول إلى التحرك واتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة كوفيد-19 والتغير المناخي.

وقال في مؤتمر صحافي إن كوفيد-19 يمثل “إنذارا ونحن نغط في نوم عميق”.

وفي كلمة له قبل اجتماعات الجمعية العامة التي تبدأ في نيويورك في 21 أيلول/سبتمبر، أسف غوتيريش لأن الدول المصنعة للقاحات لم تتمكن من زيادة الإنتاج لتحقيق هدف تطعيم نحو 70 بالمئة من سكان العالم بحلول النصف الأول من 2022.

وأضاف “أظهر الوباء فشلنا الجماعي في التعاون واتخاذ قرارات مشتركة من أجل الصالح العام، حتى في مواجهة حال طوارئ عالمية فورية تهدد حياتنا”.

ورفض غوتيريش دعوات لتأجيل قمة المناخ الرئيسية للأمم المتحدة المعروفة باسم “كوب 26” المقرر عقدها في اسكتلندا في تشرين الثاني/نوفمبر.

كان ناشطون في المجال المناخي دعوا إلى إرجاء القمة بسبب غياب الإنصاف في توزيع اللقاحات فضلا عن تفشي وباء كوفيد وصعوبات لوجستية تعترض تنظيم الحدث.

وقال غوتيريش “إرجاء قمة كوب ليس أمرا جيدا”، مضيفا “كانت هناك حالات إرجاء عدة. القضية ملحة للغاية”.

وحض غوتيريش الولايات المتحدة والصين على بذل مزيد من الجهود لمكافحة تغير المناخ، قائلا “نحن بحاجة إلى مشاركة أقوى من جانب الولايات المتحدة، وتحديدا لتمويل قضايا التنمية المتعلقة بالمناخ (…) كما نحتاج الى جهود إضافية من الصين في ما يتعلق بتخفيف الانبعاثات”.

وقال “نتفهم أن هناك مشاكل في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ولكن هذه المشاكل يجب ألا تتعارض مع حاجة البلدين لبذل قصارى جهدهما لضمان نجاح” قمة “كوب 26”.

في 21 أيلول/سبتمبر، عشية الجمعية العامة، ينظم غوتيريش قمة مناخية مغلقة مع حوالى أربعين مشاركًا، من أجل زيادة تعبئة مع اقتراب قمة “كوب 26”.

ولفت إلى أن “الخيارات التي نتخذها، أو التي لا نتخذها اليوم، قد تؤدي إلى توقفٍ جديد أو إلى اختراق جديد نحو مستقبل أكثر اخضرارًا وأفضل وأكثر أمانًا”.

واعتبر غوتيريش أن “الوقت حان الآن لاستعادة التضامن العالمي وإيجاد طرق جديدة للعمل معًا من أجل الصالح العام”، متحدثا عن اهمية إنشاء منصة طوارئ في حالة حدوث أزمة عالمية جديدة واستحداث منصب لمبعوث للأمم المتحدة للأجيال المستقبلية أو عقد “قمة عالمية حول المستقبل” في عام 2023.

وأشار إلى أن نتائج هذه القمة “يمكن أن تتناول قضايا مثل الحماية الاجتماعية الشاملة، والتغطية الصحية الشاملة، والسكن اللائق والتعليم للجميع والعمل اللائق، في إطار اقتصاد عالمي أكثر إنصافا واتحادا”، بحيث يكون ذلك “ممكنا في كل مكان”.

وقال “حان الوقت للتفكير على المدى الطويل، لتقديم المزيد للشباب والأجيال المستقبلية”.

وكرر غوتيريش دعواته إلى “خطة تطعيم عالمية” لمواجهة كوفيد-19، مشددا على ضرورة اتخاذ “إجراءات عاجلة وجريئة لمواجهة الأزمة الثلاثية (المتمثلة في) تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث الذي يدمر الكوكب”. غير أن دعواته هذه لم تلق آذانا صاغية حتى الآن.