حكومة طالبان من رجال الجماعة ولا مكان للقوى السياسية أو النساء

تغريدة نشرتها كريستينا لامب صحفية “تايمز” البريطانية حول حكومة طالبان الجديدة، وكأنها مرآة تعكس صورة الجماعة، ما بين الوعود الكثيرة والوقائع المغايرة لتلك الوعود.

 

كتبت لامب: “حكومة طالبان بها 33 ملا و4 أشخاص تحت عقوبات من الولايات المتحدة، ولا توجد أي امرأة أو أي شخص آخر من المجموعات السياسية الأخرى، ابن الملا عمر هو وزير الدفاع، طالبان تقول إنها تغيرت لكن خطهم ثابت دائما”.

 

 

 

طالبان بين وعود واهية وحقائق تثبت أنها لا تتغير

 

أخبار الآن استضاف فانوس بصير في وقت سابق خلال حوار خاص، وحينها حدثها عن موقف المرأة الأفغانية بعد سيطرة طالبان، وكل ما يلي على لسانها:

 

“منذ أيام شاهدت الأخبار وعينوا شخصا للرياضة والنشاطات، الشخص الذي قدموه كرئيس للرياضة كان في السجن لأنه خطط هجمات اغتيال للرياضيين والآن هو رئيس الرياضة، وذكر كل رياضات الرجال لكنه لم يقل كلمة عن النساء”.

 

طالبان ترى النساء لا شيء في المجتمع نحن مثل صفر بالنسبة لهم لا شيء”.

 

 

“طالبان تعتقد أنها تمنح حقوقا للمرأة بأنها ستسمح لهن بالذهاب إلى المدارس والعمل، لكن هذا لن يحدث، قد يمنحوا بعض الحقوق بسبب ضغط الأمم المتحدة، وأنهم يظهرون أنهم تغيروا وأنهم سيمنحون المرأة حقوقها مثل الرجال، لكن هذا لن يحدث قط”.

 

“الأمر أشبه بالسجن وقفص ذهبي كل شيء متاح لكننا في سجن، الأمر سيؤثر على عقولنا سنكون محبطين ونخسر الأمل، هذا هو موقف النساء الأفغانيات ليس لديهن أمل، خسروا أعمالهن ومستقبلهن وكل شيء، ظللن في المنزل لأسبوعين، لدي تواصل مع زميلاتي اللاتي استمرين في أفغانستان، وأخبرنني أنهن في المنزل ولا يمكنهن الخروج”.

 

“في الماضي كلما شعرنا بالملل كنا نخرج لاحتساء القهوة أو أي شيء، الآن كل هذا انتهى، هذا هو حكم طالبان ولن يسمحوا لنا بأي شيء، لديهم الكثير من القيود. هناك مثلها للرجال، المجتمع بالنسبة للرجال هو ذاته لأن طالبان لديهم نفس الفكر تجاه الرجال، لكن هذا لن يؤثر كثيرا عليهم، لأن الرجال يمكنهم الخروج وحدهم، لكن النساء لا يمكنها ذلك بسبب القيود، إن أرادت الخروج وحدها فهناك عقاب أو الخروج بمحرم سواء أخ أو زوجك أو والدك، في أي مكان لابد من محرم”.

 

“إذا أردت البقاء في أفغانستان فهذه قوانيننا ويجب اتباعها هذا سجن، ونحن السجانون، أنتم مثل مجرمين وهناك عقاب للجرائم هكذا تفكر طالبان”.

 

“بالنسبة للنساء، فلا يوجد مستقبل لهن في ظل حكم طالبان، هذا مستحيل، سنرى ما سيحدث”.

 

لا مكان للنساء

 

المقابلة كانت قبل أيام قليلة من إعلان طالبان تشكيل حكومتها، التي أثارت جدلا كبيرا بعد أن عينت سراج الدين حقاني قائد شبكة حقاني كوزير للداخلية، وهو ضمن أكثر الإرهابيين المطلوبين من مكتب التحقيقات الفيدرالي بسبب عدد من الهجمات الإرهابية.

 

 

الحكومة الجديدة لطالبان شُكلت بالكامل من الرجال، وبالتحديد من رجال الجماعة وعناصرها الأبرز وبعضهم حتى تورط في هجمات إرهابية قاتلة خلال آخر 20 عاما.

 

يقود الحكومة الملا محمد حسن أخوند، وهو أحد مؤسسي الجماعة ويتواجد ضمن القائمة السوداء للأمم المتحدة.

 

الحكومة التي أعلنتها جماعة طالبان، وفقا لشبكة “بي بي سي” بمثابة خطوة رئيسية في تشكيل حكومة دائمة من طالبان، وأوضحت أن التحديات التي ستواجهها الحكومة الجديدة ستكون كبيرة للغاية، ليس فقط لاستقرار اقتصاد الدولة، ولكن أيضا لاستقطاب الاعتراف الدولي.

 

وكانت طالبان قد قالت في وقت سابق إنها ترغب في تشكيل حكومة تتضمن كل فئات الشعب الأفغاني، وهو ما لم يحدث، نظرا لأن كل أعضاء حكومة الثلاثاء الذين تم الإعلان عنهم من قادة الجماعة نفسها ولا توجد امرأة واحدة.

 

نص البيان الذي ألقاه القائد الأعلى هبة الله أخوندزادة قال إن الحكومة ستطبق الشريعة، وأوضح أن الجماعة ترغب في “علاقات صحية وثرية مع الجيران وكل الدول وستكون قائمة على التواصل والاحترام المتبادل”.

 

ويعد هذا هو الظهور الأول العلني لهبة الله، وأول رسالة يظهر خلالها منذ تولي طالبان السيطرة على كابول في الشهر الماضي.

 

تعيينه كرئيس للوزراء تراه التقارير على أنه تسوية نظرا لأن هناك صراعا داخليا في الوقت الحالي بين القوى العظمى في جماعة طالبان.

 

بعد الإعلان عن الحكومة الجديدة، يوجد العديد من لحظات الترقب بين المتابعين وحتى الشعب الأفغاني نفسه، بين الصراع الداخلي لرجال القاعدة وطالبان وحقاني، والصراع الداخلي في طالبان نفسها، ورد فعل المقاومة التي أعلنت أن الحكومة المعينة ليست شرعية، وكذلك المجتمع الدولي الذي لم يُعلن رأيه بعد في الحكومة التي تضم إرهابيا مطلوبا كوزير للداخلية.