موسيقيات أفغانيات يتحدثن عن المعاناة بعد سيطرة طالبان

“وكأن ذكرى كاملة من حياتي تحولت إلى رماد” وصف حزين لكنه دقيق للغاية من نيجين كابالواك الموسيقية الأفغانية في حوار مطول أجرته مع وكالة “رويترز” الإخبارية حول سيطرة طالبان وتبعاتها على الموسيقيات الأفغانيات.

نيجين ونظيرة والي، موسيقيتان أفغانيتان فرتا من بطش طالبان وخشية على حياتيهما بسبب عزفهما للموسيقى، تحدثتا حول ساعات الرعب عقب سيطرة الجماعة على كابول وأفغانستان.

في البداية تحدثت نيجين كابالواك قائدة أوركسترا أفغانية، قائلة: “كنت تحت الكثير من الضغط. كنت أرتدي سترة بدون أكمام داخل المنزل، جلبت معطفا طويلا وارتديته، كنت أفكر أنه في حال أتوا فجأة (طالبان) وشاهدوني هكذا، لقتلوني فورا”.

وواصلت “كانت لدي طاولتين بهما زخارف قمت بإخفائهما بسرعة، لم أتمكن من تدميرهما، لذا حاولت إخفاءهما فقط، كان لدي مجلد به كل المقابلات التي أجريت معي واحتفظت بها، قمت بحرقه، وصوري مع الموسيقيين بأدوات موسيقية، كانت ضمن ألبوم صور، حرقت كل هذا، شعرت بشعور سيء للغاية، كأن ذكرى كاملة من حياتي تحولت إلى رماد”.

 

وتابعت “حينما اقتربت طالبان من كابول، التزم الجميع منازله، لم يخرج أحد، خاصة الموسيقيين من النساء، أنا واثقة أن جميعهم شعروا مثلما شعرت، أننا لن نكون قادرين على العزف مجددا”.

 

وأتمت “وأننا لن نعزف الموسيقى مرة أخرى، وفكروا كيف ستقوم (طالبان) بتدمير أدواتهم، وأنهم سيحرقون المدرسة عن بكرة أبيها، هذا كل ما كنا نفكر به، أنا واثقة أن طلاب الموسيقى لم يفكروا في أي شيء آخر في هذه المرحلة”.

سنقاتل حتى الرمق الأخير ضد طالبان

فيما تحدثت نظيرة والي عازفة ديلروبا أفغانية، قائلة: “في الوقت الحالي يحاول طلبة الموسيقى ألا يظهروا عبر الإنترنت وحينما يفعلون ذلك، عندها نتحدث مرة في الأسبوع، بعضهم يختفي تماما عن الأنظار، وقاموا بتحطيم أدواتهم الموسيقية كليا، ولا يرغبون في أن يراها أي أحد”.

وواصلت “بعضهم حاول بصعوبة الخروج من أفغانستان، قلبي يرتعد من الخوف عليهم، لأنه حاليا بوجود طالبان، لا يمكنك توقع ما سيحدث لهم سواء في اللحظة التالية أو بعد 30 دقيقة حتى”.

 

وأتمت “لا يهم كم تحاول طالبان تدمير ثقافتنا ومجتمعنا، الموسيقى والثقافة في دمائنا، لا يمكن أخذها منا، لن نستسلم أبدا، سنقاتل حتى الرمق الأخير من أجل حقوقنا، لن نستسلم قط”.