طالبان تواجه أزمة اقتصادية حادة والأفغان يعانون الفقر والجوع

  • تدهور الأوضاع الإنسانية في أفغانستان  في ظل غياب الدولة وحضور القمع
  • نقص السيولة النقدية تدفع بالجميع إلى استخدام نظام الحوالة
  • 14 مليون أفغاني تترصدهم المجاعة

يواصل الجوع والفقر إنهاك معظم سكان أفغانستان، فاستيلاء طالبان على مقاليد الحكم أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل غير مسبوق، فالغياب الكامل لهياكل الدولة والحضور القوي لفوهات الأسلحة دفعت بالأفغان إلى حافة الفقر المدقع وأفقدتهم وظائفهم ومصادر دخلهم وهو ما تسبب في مضاعفة معاناتهم.

فبين مطرقة القمع والخوف من بطش عناصر طالبان وبين سندان الجوع والفقر، يعاني المواطن الأفغاني من أجل توفير لقمة عيشه ونفقات عائلته، وتتعمّق معاناته، مع ارتفاع الأسعار وشح مستلزمات الحياة الضرورية، وانهيار الخدمات، في ظل عدم وجود بوادر على نهايتها، في الأفق القريب.

استخدام نظام الحوالة من أجل توفير السيولة

طالبان تواجه أزمة نقص السيولة النقدية والأفغان تحت نار الأزمات الاقتصادية

مع غلق البنوك وأغلب الصرافات يكافح الجميع  نقص الأموال، ما دفع طالبان وتجار الحوالات إلى كبح جماح النشاط للحفاظ على السيولة، وكانت طالبان قد استخدمت نظام الحوالة للمساعدة في تمويل تمردهم وتستخدمه الآن العديد من الأسر للحصول على المساعدة من الأقارب من بلدان مختلفة، فبدون النقد الذي توفره الحوالات ستتوقف الحياة الاقتصادية في أجزاء كاملة من أفغانستان.

فبعد أن جفت المساعدات الخارجية والدولية التي تمثل نصف الناتج الاقتصادي، وتدهور قيمة العملة الأفغانية وتجميد احتياطيات البلاد البالغة 9.4 مليار دولار، لم يبقَ غير الطرق البديلة عبر الحوالات المنتشرة في شوارع أفغانستان.

المجاعة تهدد نحو 14 مليون مواطن أفغاني

طالبان تواجه أزمة نقص السيولة النقدية والأفغان تحت نار الأزمات الاقتصادية

سيطرة طالبان على الحكم ولّدت أزمة اقتصادية كبيرة وبسبب عزل الجماعة عن النظام المصرفي الدولي قد يخسر ملايين الأفغان المكاسب التي حققوها خلال العقدين الماضيين، فعلى الرغم من نمو البطيء للاقتصاد في أفغانستان إلا أنه بلغ في عام 2021 خمسة أضعاف الحجم الذي كان عليه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فقد أصبحت الكهرباء متوفرة على نطاق واسع في البلادو أصبحت الهواتف الذكية والإنترنت أمر شائع.

إذ ساعدت الأموال الأجنبية على مدى عقدين من الزمن في إعادة الإعمار في أفغانستان حيث أنفقت الولايات المتحدة أكثر من 145 مليار دولار تم استخدام جزء كبير منه لإنشاء قوات الأمن الأفغانية .

سوء الأوضاع الإنسانية والمعيشية في أفغانستان، والمجاعة التي تهدد نحو 14 مليون مواطن، بعد الفوضى التي شهدتها البلاد إثر سيطرة حركة طالبان على مقاليد الحكم لم تُبقِ أمام الأفغان خيارا غير الهروب من الأوضاع التي دفعت بوطنهم إلى هاوية سحيقة لا سبيلا للخروج منها قريبا.