تنظيم القاعدة يخسر الكثير من نفوذه في أفغانستان

  • لم يعد تنظيم القاعدة في أفغانستان كما هو عندما كان قائماً تحت حكم أسامة بن لادن
  • موت ابن لادن أدى إلى تراجع التمويل المخصص لنشاط هذا التنظيم
  • القاعدة تحاول النهوض من جديد والعودة إلى مسرح الأحداث

 

لم يعد تنظيم القاعدة في أفغانستان كما هو عندما كان قائماً تحت حكم أسامة بن لادن، فالولايات المتحدة قتلت الكثير من زعمائه، إضافة إلى غياب زعيمه الحالي أيمن الظواهري، بينما يبقى الكثير من قادته الآخرين هاربين.

موت ابن لادن أدى إلى تراجع التمويل المخصص لنشاط هذا التنظيم، الذي نجح بن لادن في تأمينه. وكنتيجة لذلك، لم تعُد معسكرات التدريب الواسعة النطاق موجودة في أفغانستان كما كان الوضع قبل 9/11.

لكن أحد تقارير الأمم المتحدة يقدّر أن التنظيم المتشدد ما زال يضم حوالي 400 إلى 600 مقاتل في أفغانستان، وهم يقاتلون إلى جانب جماعة “طالبان” بشكل دوري، ويشاركون في جمع الأموال وصنع القنابل. كما تكثر الروابط الاجتماعية التي تجمع التنظيمين عبر الزيجات بين المجموعتين.

بيد أن المفاوضين الأمريكيين وفي محاولة منهم لمعالجة هذه المسألة، حثّوا الجماعة على منع تنظيم “القاعدة” من استخدام أفغانستان كملاذ للهجمات الدولية، وعليه تزعم طالبان بأنها استجابت للطلب الأمريكي، وطردوا عناصر القاعدة من أماكن تواجدهم.

حوادث جرت في أفغانستان تسلط الضوء على طموحات “القاعدة” التي ما زالت موجودة في أفغانستان، وتثبت أن هذا التنظيم المتطرف ما زال يسعى لأن يحكم البلاد أو يجد موطئ قدم له من جديد.. ففي تشرين الأول/أكتوبر 2020، قتلت قوات العمليات الخاصة الأفغانية أبو محسن المصري، وهو العنصر الثاني الأهم في تنظيم “القاعدة” في أفغانستان، وأُدرج اسمه منذ عدة سنوات على قائمة أكثر الإرهابيين مطلوبية لـ”مكتب التحقيقات الفيدرالي” الأمريكي.

ووفقاً لبعض المسؤولين في الاستخبارات الأفغانية، اكتشفت قوات العمليات الخاصة في خلال المداهمة رسائل من المصري يخبر فيها نظراءه من “القاعدة” في سوريا أن أفغانستان قد تعود قريباً إلى موقعها ما قبل هجمات الحادي عشر من سبتمبر كمركز محوري للجماعة الإرهابية.

علاوةً على ذلك، سرعان ما تلت هذه المداهمة غارتان جويتان أمريكيتان ضد أهداف لتنظيم “القاعدة” في محافظة إدلب السورية، ما أدى إلى تخمين أن رسائل المصري أشارت أيضاً إلى تورّط عناصر القاعدة في سوريا بالتآمر ضد أهداف أمريكية.

كل هذا يدل على أن القاعدة تحاول النهوض من جديد والعودة إلى مسرح الأحداث، معتمدة على الظروف الدولية المواتية لذلك، ولكن.. وفق توقعات الخبراء لا الظروف ولا المجتمع الدولي سيسمحان بعودة تنظيم متطرف قتل وشرد الكثير.