نهاية مسيرة الرياضة النسائية بعد عودة طالبان إلى كابول
- منة أسدي، بطلة كاراتيه أفغانية، مثلت أفغانستان في دورة ألعاب جنوب آسيا 2010.
- فازت منة بميداليتين فضيتين في بطولة جنوب آسيا للكاراتيه 2012.
- منة، لاجئة أفغانية في إندونيسيا، من أقلية الهزارة المستهدفة من قبل طالبان.
- غالبية اللاجئين الأفغان في إندونيسيا هم من الهزارة.
- مع عودة طالبان إلى كابول، تخشى منة أن تنتهي مسيرة الرياضيات.
تقوم بطلة الكاراتيه الأفغانية، منة أسدي، بحمل الحقيبة الثقيلة كجزء من روتينها التدريبي، لكنها تخشى أن اللاعبات اللاتي ما زلن في وطنهن قد خسرن بالفعل معركتهن للمنافسة الآن بعد عودة طالبان إلى السلطة.
منة هي واحدة بين رياضيات كثر يبدو أن مشهد النهاية على مسيرتهن قد بات وشيكا، بعد أن سيطرت طالبان على الحكم في البلاد، في ظل ما تكنه الجماعة الإرهابية لقضايا المرأة.
غادرت منة أفغانستان عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها وذهبت إلى باكستان، حيث بدأت تدريب الكاراتيه ثم مثلت أفغانستان في دورة ألعاب جنوب آسيا 2010.
تقول منة: “أشعر بالبؤس، فقدت الأمل، وفقد الناس في بلدي الأمل.. الوضع في بلدنا خطير للغاية.
عادت إلى كابول في العام التالي وفتحت ناديًا للقتال، لكنها اضطرت إلى الفرار مرة أخرى بسبب العنف الذي واجهته. وانتهى بها الأمر في إندونيسيا مع زوجها وابنتها البالغة من العمر عامًا واحدًا.
بلد ثالث
وقالت منة لرويترز في استوديو في سيساروا، وهي بلدة جنوب جاكرتا، حيث تعلم الكاراتيه للاجئين الذين يأملون، مثلها، في إعادة التوطين في بلد ثالث.
عندما حكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001، كان تفسيرهم الصارم للشريعة الإسلامية – الذي تم تطبيقه بوحشية في بعض الأحيان – يفرض على النساء عدم استطاعتهن العمل ولا يمكن للبنات الذهاب إلى المدرسة. كان على النساء أن يغطين وجوههن وأن يرافقهن قريب ذكر ليغامرن بالخروج من منازلهن.
مع عودة طالبان إلى كابول، تخشى منة مما يعنيه ذلك بالنسبة للتقدم الذي يحرزه مواطنوها.
وتضيف: “شعب بلدنا يشعرون بالرعب، لا يتوقعون هذا الوضع، أعني تدمير كل الإنجازات والقيم في المجتمع الأفغاني”.
وقالت الفتاة البالغة من العمر 28 عامًا، وهي أيضًا من أقلية الهزارة: “تم تدمير كل الإنجازات والقيم، وستكون هذه لحظة مظلمة على الناس، وخاصة بالنسبة للنساء والفتيات”.
هذا الأسبوع، تحطمت أحلام لاعبة التايكواندو، زكية خودادادي، بأن تصبح أول متنافسة أفغانية في دورة الألعاب البارالمبية بسبب الاضطرابات في كابول.
قالت منة، التي كانت اللاعبة الوحيدة التي مثلت أفغانستان في بطولة جنوب آسيا للكاراتيه 2012، حيث فازت بميداليتين فضيتين: “انتهى كل شيء للرياضيات”.
وتكمل: “لقد منعوا النساء والفتيات من الذهاب إلى المدرسة ومنعوا عليهن ممارسة الأنشطة، وهكذا جاءت أحلك الأيام مرة أخرى للنساء في أفغانستان”.
حاول قادة طالبان طمأنة الأفغان والمجتمع الدولي بأن الفتيات والنساء سيكون لهن الحق في التعليم والعمل، لكن مينا وآخرين كثيرين يشككون في قراراتهم.
وقالت منة: “إنهم جماعة متطرفة، ولا يؤمنون بحقوق الإنسان أو حقوق المرأة”.
كانت هناك بالفعل تقارير تفيد بأن بعض النساء قد تم طردهن من وظائفهن مع تقدم حركة طالبان عبر أفغانستان.
وتكمل منة بأسى”لن يتغيروا أبدا.. إنهم نفس طالبان”
وحول وضع ذويها تقول لاعبة الكاراتيه الأفغانية: أقاربنا في وضع سئ، وهم عالقون في طي النسيان، وكل الناس يسيطر عليهم الخوف، ولا يعرفون شيئًا عن الوضع.
وتتابع: “بدأت طالبان في تفتيش الباب تلو الباب وهم يسألون عن الأشخاص الذين يعملون في الحكومة وغيرهم من النشطاء الاجتماعيين”.
غالبية اللاجئين الأفغان في إندونيسيا هم من الهزارة، الذين استهدفوا منذ عقود على يد متشددون، بما في ذلك طالبان وداعش، بسبب عرقهم ومعتقداتهم الدينية الشيعية في الغالب.
أقلية الهزارة
تعدّ أقلية الهزارة ثالث أكبر جماعة عرقية في أفغانستان، ويتبع هذا المجتمع المذهب الشيعي، ومن ثمّ يواجه منذ زمن طويل تمييزا واضطهادا في كل من أفغانستان وباكستان اللتين تسود فيهما أغلبية سُنية.
واتهمت منظمة العفو الدولية حركة طالبان، التي استولت على السلطة في أفغانستان، بتعذيب وقتل عدد من أقلية الهزارة الشيعية والتنكيل بهم.
وتضمن تقرير للمنظمة الحقوقية شهادات مروعة لأعمال قتل وقعت في أوائل شهر يوليو/تموز الماضي بولاية غزني جنوب شرقي أفغانستان.
ومنذ أن استولت طالبان على العاصمة كابل يوم الأحد، وهي تحاول الظهور بصورة أكثر تسامحًا. لكن منظمة العفو الدولية تقول إن وقائع القتل تعدّ “مؤشرا مخيفا” لنظام حكم الحركة المتشددة.