أسباب انهيار القوات العسكرية في أفغانستان أمام طالبان.. تقرير يكشف الكثير

  • الأحداث الخطيرة في أفغانستان شدّت أنظار العالم بشكل كبير
  • لدى “طالبان” 80 ألفاً من المقاتلين مقارنة بـ300 ألف و 699 جندياً بالاسم يخدمون الحكومة الأفغانية
  • ليس لدى الجيش الأمريكي وسائل كافية لمعرفة قدرة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية عند الحاجة للعمل بشكل مستقل

تتجه أنظار العالم إلى الأحداث الخطيرة في أفغانستان التي سقطت بشكل كامل بيد جماعة “طالبان” وذلك خلال أشهر قليلة فقط.

ونشرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية تقريراً تحت عنوان: “حكاية جيشين: لماذا أثبتت القوات الأفغانية أنها لا تضاهي طالبان؟”، وقد سردت فيه أسباب انهيار الأجهزة الأمنية الحكومية أمام الجماعة المتشددة.

وأشار التقرير إلى أنّه لدى “طالبان” 80 ألفاً من المقاتلين مقارنة بـ300 ألف و 699 جندياً بالاسم يخدمون الحكومة الأفغانية. ومع ذلك، فقد جرى اجتياح البلاد بأكملها فعلياً في غضون أسابيع، بينما استسلم القادة العسكريون من دون قتال في غضون ساعات.

وأضاف التقرير: “إنها حكاية جيشين، أحدهما ضعيف التجهيز ولكن لديه دوافع إيديولوجية عالية، والآخر مجهز بشكل جيد من الناحية الشكلية، ولكنه يعتمد على دعم الناتو، وقيادته سيئة وينخرها الفساد”.

ومع هذا، فقد لفت التقرير إلى أنّ هيئة مراقبة الإنفاق على المساعدات الأمريكية في أفغانستان “حذّرت الشهر الماضي من أنه ليس لدى الجيش الأمريكي وسائل كافية، أو لا توجد بالأساس، لمعرفة قدرة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية عند الحاجة للعمل بشكل مستقل عن القوات الأمريكية، على الرغم من إنفاق 88.3 مليار دولار أمريكي على جهود إعادة الإعمار ذات صلة بالأمن في أفغانستان حتى مارس/آذار 2021”.

وأوضح تقرير “ذا غارديان” أنّ هيئة المراقبة وجدت أنّ الجيش الأمريكي يبالغ باستمراره في التفاؤل بشأن القدرة العسكرية الأفغانية، على الرغم من عدم وجود دليل موثوق به لإجراء هذا التقييم.

وأوضح التقرير أنّ “رحيل آلاف المتعاقدين الأمريكيين، الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة مع طالبان في عام 2020، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على استدامة قوات الدفاع والأمن الوطنية الأفغانية، ولا سيما قدرتها على صيانة الطائرات والمركبات”.

ويقول التقرير إنّ “هيئة الرقابة حذرت مراراً وتكراراً من الآثار المدمرة للفساد داخل القوات الأفغانية التي لم تتمكن من الحفاظ على قوتها واستعدادها القتالي بشكل موثوق”، وأضاف: “بخصوص 88.3 مليار دولار تم إنفاقها، قالت هيئة الرقابة: السؤال عما إذا كان هذا المال قد أنفق بشكل جيد سيتم الرد عليه في نهاية المطاف من خلال نتيجة القتال على الأرض”.

وذكرت “ذا غارديان” أنه من المرجح أن يراجع الكونغرس الأمريكي التحذيرات الواضحة التي أطلقها تقرير هيئة الرقابة، لأنه يسعى إلى فهم سبب لماذا انهار الجيش الأفغاني أمام طالبان في غضون أسابيع رغم الإنفاق الضخم على تدريبه، مما ترك السياسيين الغربيين مصدومين ومذهولين”.

وأوضحت الصحيفة أنّ “التقرير يثير تساؤلاً حول سبب اعتقاد إدارة بايدن أنه من الآمن ترك القوات الأفغانية بمفردها بعد عقود من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على أشياء أساسية، بما في ذلك الغطاء الجوي ومساعدات لوجستية ودعم التدريب.

وأضافت: “في غضون ذلك، كان مستوى هجمات طالبان يتزايد. ففي 3 أشهر منذ 29 فبراير/شباط 2020، تاريخ اتفاق الولايات المتحدة وطالبان، كان هناك عدد أكبر بكثير من الهجمات التي شنتها الحركة مقارنة بنفس المدة خلال العام السابق. كذلك، كانت هناك مشكلة أخرى تتمثل في مواجهة الحكومة المركزية لأزمة مالية حادة نجمت عن فقدان الإيرادات الجمركية وتراجع تدفقات المساعدات”.

واعتبرت “ذا غارديان” أيضاً أنّ “الخوف كان عاملاً إضافياً، فمع تحول الزخم لصالح طالبان، وهو ما عززته وسائل التواصل الاجتماعي لطالبان، أصبحت سرعة الأحداث مدفوعة بالخوف من الانتقام وتسوية الحسابات الشخصية تحت غطاء الاستيلاء، لا سيما في مدينة كبيرة مثل كابول”.

وبينما لم تقدم الحكومة الأفغانية أي رواية مقابلة، استمر الانسحاب الأمريكي وبات لا يمكن وقفه، ولا سيما بعد سحب قرابة 90% من القوات في 5 يوليو/تموز.

وتضمنت عملية الانسحاب 984 شحنة طائرات من طراز C-17 نقلت من أفغانستان، وتم تسليم أكثر من 17 ألف قطعة من المعدات، وتسليم 10 منشآت، بما في ذلك مطار باغرام، إلى وزارة الدفاع الأفغانية.

وقال تقرير “سيغار”، مكتب المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان، إنه “حتى مارس/آذار تم تخصيص 88.3 مليار دولار لإعادة الإعمار المرتبط بالأمن، مقارنة بـ 36 مليار دولار للحكم والتنمية، ومع ذلك فقد اكتشف أن البنتاغون دائما ما وجد أنه صعب للغاية تقييم القدرات القتالة والإدارية للقوات الأفغانية”.

ووجد التقرير أنه منذ العام 2005 كان “الجيش الأمريكي يسعى لتقييم جاهزية القوات التي كانوا يدربونها للمعركة، ولكن بحلول عام 2010 أقر بأن إجراءات المراقبة والتقييم الخاصة به فشلت في قياس جوانب غير ملموسة، مثل القدرة على القيادة ومستوى الفساد”.

وانتقد التقرير اتجاه السياسيين والقادة العسكريين البارزين للبحث عن الأخبار الجيدة، مشيراً إلى أن ذلك كان اتجاهاً في نقل الأخبار للقيادات الأعلى.

شاهد أيضاً: حشد أفغاني يتسلق طائرة عسكرية في مطار كابول