خبراء المناخ: كوكبنا سيشهد زيادة “غير مسبوقة” في الظواهر الجوية القصوى

تقرير خبراء الأمم المتحدة للمناخ يكشف أن قدرة الغابات والتربة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون قد تتراجع
بعض عواقب الاحترار المناخي ستبقى “غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين”
غوتيريش يعتبر أن تقرير الخبراء الجديد هو “إنذار أحمر للبشرية”

حذر تقرير صدر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ والتابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من أن الكوكب سيشهد زيادة “غير مسبوقة” في الظواهر الجوية القصوى مثل موجات الحر أو الأمطار الغزيرة حتى لو تمكن العالم من الحد من ارتفاع درجة الحرارة بمعدل 1,5 درجة مئوية.

ووفقاً للخبراء، ستكون هذه الحوادث غير مسبوقة في تاريخ البشرية في “الحجم” و”التكرار” والوقت من العام الذي تضرب فيه أو المنطقة الجغرافية المتأثرة.

ومع هذا، فقد حذر العلماء أيضاً من اجتماع ظواهر قصوى مثل موجة حر مع جفاف وأمطار وفيضانات – يمكن أن تسبب “تأثيرات كبيرة وغير مسبوقة”.

كذلك، كشف الخبراء الأمميون أن قدرة الغابات والتربة والمحيطات على امتصاص ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية، من المرجح أن تتراجع مع استمرار الانبعاثات، وهو أمر يهدد الجهود المبذولة للحد من ظاهرة الاحترار المناخي إلى مستويات مقبولة.

وعلى مدى العقود الستة الماضية، نجحت مصارف الكربون هذه في إزالة 56% من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من النشاطات البشرية من الغلاف الجوي، ما يحد من ظاهرة الاحترار المناخي. لكنها قد تصبح “أقل فعالية” في المستقبل، وفقا لتقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

ووسط ذلك، فإن الخبراء قالوا أيضاً إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى “غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين”.

وبغض النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع “لقرون بل لآلاف السنين” خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية. كذلك، يقدّر التقرير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.

ومع هذا، فقد لفت الخبراء في تقريرهم إلى أن مسؤولية البشرية عن ظاهرة الاحتباس الحراري “لا لبس فيها”، موضحين أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريباً منذ القرن الـ19

وفي السياق، قالت فاليري ماسون ديلموت الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء: “من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه”.

صورة تعكس متوسط الارتفاع في مستوى سطح البحر بالنسبة لعام 1900. المصدر: bbc

إنذار أحمر للبشرية

بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تعقيباً على تقرير خبراء المناخ التابعين للأمم المتحدة الذي نُشر الاثنين إنه “يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي يدمر الكوكب”.

ولفت غورتيريش في بيان إلى أن تقرير الخبراء الجديد وهو الأول من نوعه منذ 7 سنوات هو “إنذار أحمر للبشرية”، وأضاف: “انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا”.

ويتوقع أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية قرابة العام 2030، أي قبل 10 سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل 3 سنوات، وفقا للتقرير الجديد الصادر عن خبراء المناخ في الأمم المتحدة.

وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة، أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس، بحلول العام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات الدفيئة، وفق تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.