عين الصين على أفغانستان.. الاقتصاد أولاً

  • الصين تؤكد دعمها لجماعة “طالبان” التي تخوض حرباً توسعية في أفغانستان
  • الرسالة الصّينية باتجاه أفغانستان كانت واضحة من خلال التسليم بوجود “طالبان”
  • ما يهم الصّين اليوم هو ضمان أمن أفغانستان واستغلالها في سبيل مبادرة الحزام والطريق التي تقودها

تضعُ الصين عينها على أفغانستان بقوّة وتؤكد دعمها لجماعة “طالبان” التي تخوضُ حرباً توسعيّة في البلاد.

وفي الواقع، فإنّ الرسالة الصينية باتجاه أفغانستان كانت واضحة من خلال التسليم بوجود “طالبان”، وهذا ما ترجمته تصريحات المسؤولين الصينيين.

وفي تصريح سابق، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان أن الوزير وانغ يي أكد أمام وفدٍ لـ”طالبان” زار الصين قبل أيام، أن الجماعة الأفغانية قوة عسكرية وسياسية حاسمة في أفغانستان.

ولم تكن هذه الزيارة المشار إليها عادية، بل كشفت عن توجه كبير لبكين للدخول إلى أفغانستان بقوة عبر “طالبان”، وذلك لترسيخ الوجود الاقتصادي عقب الانسحاب الأمريكي الكامل من البلاد في سبتمبر/أيلول المقبل. ووفقاً لموقع “scmp“، فإنه من أجل النفوذ الصيني، تعهد وزير الخارجية وانغ يي بدعم بكين لدور “طالبان” في إعادة إعمار أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة.

وسبق أن أعربت جماعة “طالبان” عن ترحيبها باستثمارات بكين في إعادة إعمار أفغانستان التي مزقتها الحرب. وفي تصريح سابق، قال المتحدث السياسي باسم “طالبان” سهيل شاهين إن “الصين دولة صديقة نرحب بها لإعادة إعمار أفغانستان وتنميتها”.

وفعلياً، فإن ما يبدو هو أنّ هو أنّ بكين ستصوغ استراتيجيتها الخاصة مع جارتها بعد أن وصفت السياسة الأمريكية اتجاه الدولة التي مزقتها الحرب بـ”الفاشلة”، كما أنها تحرص على حماية مصالحها مع انسحاب القوات الأجنبية.

وبشكل أساسي، فإن ما يهم الصين اليوم هو ضمان أمن أفغانستان واستغلالها في سبيل مبادرة الحزام والطريق التي تقودها، وذلك تنفيذاً لمصالحها. وبعبارة أوضح، فإنّ الصين تريدُ أن تستولي على أفغانستان بعد الولايات المتحدة، وذلك في إطار سياستها التوسعية من بوابة الاستثمارات وفرض الهيمنة الاقتصادية.

انخراط الصين مع طالبان يخدم مصالح الجانبين

إلى ذلك، يقول ريتشارد غياسي، الزميل البارز في مركز ليدن الآسيوي في هولندا، إن “انخراط الصّين مع طالبان يخدم مصالح الجانبين”، ويضيف: “لقد أدركت الصّين تماماً أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في أفغانستان من دون دور سياسي لطالبان”.

ومع هذا، فقد أوضح غياسي أنه “بالنسبة لطالبان، كان التعامل مع الصّين والاعتراف بها بمثابة تعزيز لشرعيتها”، بحسب “scmp”.

من جهته، قال يان وي ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة نورث ويست في الصّين، إنه من الضروري لكل من طالبان والصّين التعامل مع بعضهما البعض، نظراً إلى النفوذ الكبير للجماعة في أفغانستان.

بعدٌ أمني

وإضافة لذلك، فإنّ بكين تنظر إلى توثيق العلاقات مع “طالبان” على أنه أمر حاسم لجهودها في مكافحة الإرهاب وللمصالح الاقتصادية في المنطقة.

وقال جو دينقو، الزميل الباحث في جامعة شرق الصّين للمعلمين والمتخصصين: “يمكن لطالبان الأفغانية أن تلعب دوراً فريداً في كبح التهديد الأمني ​​الذي تفرضه حركة تركستان الشرقية الإسلامية على الصّين“.

وفي الواقع، فإنّ “طالبان” تتصدى لحركة تركستان الشرقية الإسلامية باعتبارها تمثل “تهديداً مباشراً للأمن القومي الصّيني”، وتقول بكين إن الحركة تنشط في إقليم شينجيانغ بأقصى غرب الصّين. اليوم، فإن من مصلحة بكين بقاء “طالبان” لأنها تحميها من تلك حركة “تركستان” بشكل كبير.

 

شاهد أيضاً: ترحيب الصّين بـ طالبان.. حيث التناقض واضطهاد لا ينتهي للإيغور