إعلام داعش يتعثر ويظهر ضعف وتشتت التنظيم

  • يعكس تدهور الآلة الدعائية التابعة لداعش الخسائر على مستوى الأرض والأيديولوجيا التي تكبدها التنظيم في السنوات الأخيرة
  • هزائم داعش على الأرض وجهت ضربة كبيرة لمركزه الدعائي
  • أدت العمليات الأمنية والاستخباراتية المختلفة إلى كبح القدرات الفنية للتنظيم وحرمانه من معظم منصاته الإعلامية

 

يعكس تدهور الآلة الدعائية التابعة لـ داعش والتي عرفت سابقاً بتطورها الخسائر على مستوى الأرض والأيديولوجيا التي تكبدها التنظيم في السنوات الأخيرة.

أظهرت القنوات الدعائية لتنظيم داعش على وسائل التواصل الاجتماعي تدهوراً كبيراً في الأشهر الأخيرة، إذ اقتصر محتوى معظم المنشورات على النصوص فقط، في حين كانت الصور ومقاطع الفيديو النادرة التي نشرت بمستوى منخفض جداً من الجودة.

ويعكس هذا التوجه الخسائر المتزايدة التي تكبدها التنظيم في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفغانستان ومناطق أخرى من العالم.

فهزائم داعش على الأرض وجهت ضربة كبيرة لمركزه الدعائي، حيث إن العديد من أفراد طواقم التنظيم الرئيسية المسؤولة عن الدعاية والترويج قتلوا أو اعتقلوا بعد تدمير ما يسمى بـ “الخلافة”.

ومنذ ذلك الحين، أدت العمليات الأمنية والاستخباراتية المختلفة إلى كبح القدرات الفنية للتنظيم وحرمانه من معظم منصاته الإعلامية.

وفق تقرير لمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فإن أبواق “داعش” الإعلامية اقتصرت خلال 2020 على مواقع (فيسبوك)، و(تويتر)، و(تليغرام)، التي كان يتم إغلاقها باستمرار بالتنسيق بين الدول و(غوغل) و(تويتر) و(فيسبوك)، وكذا صحيفته الأسبوعية الناطقة بالعربية، وأيضاً وكالة أنبائه الخاصة بالأحداث الميدانية، فيما لم يصدر التنظيم أي عدد من مجلاته المعروفة التي كان يصدرها قبل ذلك بعدد من اللغات الأجنبية.

وأكد المرصد أنه كان للذئاب المنفردة في الغرب نصيب كبير من محتوى الخطاب الإعلامي للتنظيم، لا سيما بعد حادثة استهداف المدرس الفرنسي نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حيث وجهت أبواق التنظيم تحريضاً واضحاً لـ(الذئاب المنفردة)، وشجعتهم على ارتكاب عمليات إرهابية، مشيراً إلى أنه كان لما يعرف بـ “بروباغندا الدمج” نصيب كبير في خطاب (داعش)، وهذه (البروباغندا) يعتمد عليها التنظيم في حالة ضعفه، أو في الأماكن التي يصعب عليه تنفيذ عمليات فيها.

وتعتمد هذه (البروباغندا) على مخاطبة المشاهد أو القارئ أو المستمع، كأنه واحد من أفراد التنظيم (أي دمج)، وأنه جزء مما يتعرضون، ليأتي بعد ذلك تحريضه على القيام بعمليات إرهابية.
وبما أن التنظيم لم يعد قادراً على مواصلة ادعاء النصر العسكري أو التباهي بخلافة “مثالية”، فقد باتت منشوراته اليوم تقتصر على رسائل نصية بسيطة لا يمكن في معظم الأحيان التحقق من صحة محتواها.