المأساة مستمرة.. شهادات تكشف إضطهاد الصين ضد الإيغور

  • أبناء الإيغور في الصين يتعرضون للإضطهاد بشكل كبير
  • بكين تحاول إسكات أبناء الإيغور بسبب نشاطهم الحقوقي

سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على شهادات لناشطين من أقلية الإيغور قالوا إن أقاربهم واجهوا الإضطهاد والعنف لأعوام طويلة، وذلك بسبب نشاطهم الحقوقي وسعيهم لكشف ممارسات الصين الفظيعة بحق أبناء الإيغور في شينجيانغ.

وفي حديثه، يقول الناشط الإيغوري عبد الولي أيوب إن ابنة شقيقه قتلت داخل مركز للاعتقال في شينجيانغ وذلك عقاباً لها على نشاطها الحقوقي الذي سلط الضوء على محنة الإيغور.

وكانت الضحية ميهرياي إركين متخصصة في مجال الزراعة، وبعد وفاتها زعمت السلطات الصينية أن الشابة توفيت بعد إصابتها بالمرض.

وأشار أيوب إلى أنّ “الناس لا يعانون هناك فقط من التقيد وتغيير عقائدهم وثقافاتهم فحسب، بل يجري تعذيبهم وقتلهم أيضاً”. وأضاف: “الحكومة الصينية تستخدم أساليب التهديد بقتل أقاربنا حتى نصمت ونفقد الأمل”.

وفي سياق كلامه، كشف أيوب أن شقيقه كان مسؤولاً محلياً في الحزب الشيوعي الصيني، وقد أبلغ ابنته ميهرياي في العام 2016 أن هناك حملة قمع ويخشى أن يكون أحد ضحاياها.

وابتكر الأب طريقة لكي يطمئن ابنته التي كانت متواجدة في طوكيو على سلامته، وذلك عبر إرسال أيقونة “إيموجي” لوجه مبتسم كل صباح عبر تطبيق “وي تشات”.

إلا أنه في أحد الأيام، لم يصل إلى لابنة ذاك “الوجه المبتسم”. وعلى الفور، بادرت بالاتصال بوالدتها التي أخبرتها أن والدها قد جرى اقتياده إلى أحد معسكرات الاعتقال التي تضم مئات آلاف السجناء من الإيغور.

وإثر ذلك، راحت الشابة تبكي يومياً وخسرت الكثير من وزنها نظراً لقلقها على والدها، بحسب شهادة إحدى صديقاتها في العاصمة اليابانية طوكيو.

ومع هذا، كانت ميهرياي تتلقى رسائل صارمة من والدتها، بضغط من السلطات الصينية، حتى تخبر عمها بالتوقف عن نشاطه الحقوقي أو أن تعود هي إلى البلاد.

وبعد نحو عامين من اعتقال والدها، قررت ميهرياي العودة إلى الصين في يونيو/حزيران 2019، وقد أبلغت صديقتها من المطار أنها ترغب في العثور على والدها حتى لو كان الثمن حياتها.

ويقول أيوب إنه يعتقد بأن السلطات الصينية اعتقلت ميهرياي في فبراير/شباط 2020 للانتقام منه بعد أن ساعد وسائل الإعلام الدولية على الإبلاغ عن وثيقة حكومية مسربة توضح كيفية تعقب الإيغور واختيارهم للاحتجاز.

وأكد الرجل الإيغور أنّ العائلة تسلمت جثمانها، لكن مسؤولي الأمن طلبوا منهم عدم استقبال ضيوف في جنازتها وإخبار الآخرين بأنها توفت في المنزل.

في المقابل، زعمت حكومة شينغيانغ إن ميهرياي عادت من الخارج في يونيو/حزيران 2019 لتلقي العلاج الطبي. وفي 19 ديسمبر/أيلول، توفيت في مستشفى في كاشغر بسبب فشل في الأعضاء نتيجة فقر الدم الحاد.

وقالت الحكومة في بيانها أنه منذ أن ذهبت إلى المستشفى حتى وفاتها، كان عمها وشقيقها الأصغر يعتنيان بها دائماً.

وقبل عودتها إلى الصين، بدا أن ميهرياي شعرت بأن عودتها إلى الصين ستكون ذات نهاية مأساوية. وقالت ميهرياي في رسائل نصية إلى عمها عندما حاول ثنيها عن العودة إلى المنزل: “كلنا نغادر وحدنا، الأشياء الوحيدة التي يمكن أن تصاحبنا هي حب الله وابتسامتنا”.

ومع هذا، قالت ميهرياي في إحدى الرسائل: “أنا خائفة جداً، وآمل أن أقتل برصاصة واحدة”، وذلك في دلالة إلى خوفها من التعرض للتعذيب مثلما يحصل مع باقي أبناء الإيغور.

شاهد أيضاً: خرجوا من “جحيم شينجيانغ”.. عائلة كندية تروي تجربتها مع الإيغور