“داعش” و “القاعدة” يتوسعان في إفريقيا

  • “داعش” و “القاعدة” يشكلان تهديداً في معظم أنحاء إفريقيا
  • الجماعات الإرهابية تزدهر طالما كان الضغط عليها غائباً أو مهملاً
  • هناك مخاوف من تمدد الإرهاب في أفغانستان

حذرت الأمم المتحدة، الخميس، من أن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيمي “داعش” و “القاعدة”، تشكل تهديداً متزايداً في معظم أنحاء إفريقيا.

وقال تقرير أعده فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة المكلف بتتبع التهديدات الإرهابية في جميع أنحاء العالم إنّ الجماعات الإرهابية مثل “داعش” و “القاعدة” تتوسع في العديد من الأماكن، محذراً في الوقت نفسه من أن إفريقيا هي الآن “المنطقة الأكثر تضرراً من الإرهاب”.

وأشار التقرير إلى أنّه في العديد من المناطق الإفريقية، تكتسب هذه الجماعات الإرهابية الدعم وتهدد المزيد من الأراضي وتحصل على أسلحة أيضاً وتجمع المزيد من الأموال.

ومع هذا، فقد لفت الفريق الأممي في تقريره إلى أن الجماعات الإرهابية تزدهر طالما كان الضغط عليها غائباً أو مهملاً.

وفي مالي حيث تقوم فرنسا بإنهاء مهمتها لمكافحة الإرهاب، يقول التقرير الأممي إن الإرهابيين المرتبطين بالقاعدة قد عززوا نفوذهم ويطالبون بشكل متزايد بالمناطق المأهولة بالسكان.

كذلك، فإن الانسحاب العسكري الأمريكي والتخفيض الجزئي لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال قد تركا القوات الخاصة الصومالية “تكافح لاحتواء” حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.

وانخفضت الهجمات الإرهابية في أوروبا وأمريكا الشمالية، لكن خبراء الأمم المتحدة يتوقعون أن يكون هذا مؤقتاً لأن العنف الإرهابي تم قمعه بشكل مصطنع من خلال التدابير التي اتخذت إبان جائحة “كورونا”. وفي الوقت نفسه، يعتقد الخبراء أن خطر التطرف عبر الإنترنت زاد أثناء عمليات الإغلاق.

ماذا عن سوريا والعراق؟

ووسط كل ذلك، فقد ذكر التقرير أنّ تنظيم داعش “أعاد تأكيد وجوده إلى حد ما في العراق” هذا العام في مواجهة “ضغوط مكافحة الإرهاب المستمرة”.

وهذا الأسبوع فقط ، تبنى تنظيم “داعش” تفجيراً في بغداد أدى إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل. ويقول مراقبو الأمم المتحدة أنه وفقاً للدول الأعضاء ، لا يزال لدى داعش “النية والقدرة على الحفاظ على تمرد طويل الأمد في الصحراء السورية” على الحدود مع العراق.

وفي أماكن أخرى في سوريا، يشير التقرير إلى أن “الجماعات المتحالفة مع “القاعدة” تواصل السيطرة على منطقة إدلب” حيث يزيد عدد المقاتلين الإرهابيين عن 10 آلاف.

ويلفت التقرير إلى إن الدول الأعضاء تشعر بالقلق من أن المقاتلين قد ينتقلون من تلك المنطقة إلى أفغانستان إذا أصبحت البيئة هناك أكثر ملاءمة.

ومع تحقيق “طالبان” مكاسب سريعة في جميع أنحاء أفغانستان، هناك مخاوف واسعة النطاق من سيطرة الجماعة على البلاد والسماح لها بأن تصبح مرة أخرى منصة للإرهاب الدولي.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن القاعدة موجودة في 15 مقاطعة أفغانية على الأقل ، وتعمل “تحت حماية طالبان من أقاليم قندهار وهلمند ونيمروز”.

وفي مقابلة مع شبكة “CNN” هذا الأسبوع، قال المتحدث باسم “طالبان” سهيل شاهين إن الجماعة قد تعهدت “بعدم السماح لأي فرد أو جماعة أو كيان باستخدام أفغانستان ضد الولايات المتحدة وحلفائها ودول أخرى”، وزعم أنه “لا مكان للإرهابيين في أفغانستان تحت حكم طالبان”.

غير أنّ منسق فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة المكلف بتتبع التهديدات الإرهابية إدموند فيتون براون قال: “طالبان لم تقطع علاقتها مع القاعدة”، مشيراً إلى أن توسع تلك الجماعة في أفغانستان “لا يمنح المجتمع الدولي الكثير من الثقة في أنها تتجه نحو التزام حقيقي بتسوية تفاوضية مستقرة وسلمية في نهاية المطاف في أفغانستان”.

وإضافة إلى ذلك، فإن هناك مخاوف من أن “داعش” لديه موطئ قدم قوي في أفغانستان، حيث أفادت إحدى الدول الأعضاء أن لدى التنظيم حالياً في البلاد ما بين 500 و 1500 مقاتل.

شاهد أيضاً: داعش أفريقيا صراع داخلي محتدم والتصفية الذاتية مسار محتم