هربت من الجوع في كوريا الشمالية.. إليكم قصة جيهون

  • السيدة جيهون خسرت عمّها ووالدها بسبب الجوع في كوريا الشمالية
  • عام 1998: تمكنت من الهرب مع شقيقها إلى الصين عبر الحدود
  • السيدة جيهون عملت لدى عائلة في مزرعة وواجهت “العبودية”
  • السلطات الصينية ألقت القبض على جيهون وأعادتها لكوريا الشمالية
  • بعد ذلك، حاولت جيهون العودة إلى الصين من خلال أحدى المهربين

كشفت سيدة من كوريا الشمالية عن معاناة عاشتها قبل هروبها من بلادها، خصوصاً أنها خسرت أفراداً من عائلتها بسبب المجاعة التي ضربت البلاد عام 1994.

وأشارت السيدة جيهون إلى أنها خسرت عمها الذي توفي بسبب الجوع، وفي وقت لاحق كان والدها ضحية أيضاً بسبب هذا الأمر. إلا أنه قبل وفاته، طلب من ابنته أن تأخذ شقيقها الأصغر وتغادر كوريا الشمالية.

واضطرت جيهون إلى ترك والدها المحتضر بمفرده، وحتى هذا التاريخ، لا تعرف بالضبط متى مات وأين دُفن بعد ذلك، وفق ما ذكر موقع “unilad“.

وتتحدث السيدة عن تفاصيل الهروب من كوريا الشمالية مع شقيقها عام 1998، قائلة إنه أثناء سعيهما للانتقال عبر الحدود الكورية الشمالية – الصينية، سمعا خلفهما طلقات نارية، وتمكنا من الفرار قبل أن يطرقا باب منزل شخص صيني – كوري طالباً للمساعدة.

وأبلغ ذلك الرجل جيهون بأنها تحتاج للزواج من رجل صيني لتتمكن من البقاء بأمانٍ في البلاد، وإلا فسيتم إعادتها إلى كوريا الشمالية. وفي ذلك الوقت، طلب منها شقيقها أن تغادر بحثاً عن الأمان ، وأنه سيكون على ما يرام. ومع ذلك، انتهى الأمر بإلقاء القبض على شقيق جيهون وأُعيد إلى وطنه، وحتى الآن لا معلومات لديها عن مصيره.

وبحسب “unilad”، فقد اشترى مزارع صيني ووالدته السيدة جيهون، وأُجبرت على العمل لساعات طويلة في المزرعة، وتقول: “كنت أستيقظ الساعة 4:30 صباحاً وأعمل حتى الظلام. أعطتني والدة المزارع الصيني الأرز والكيمتشي فقط. لقد كرهتني حقاً”. وفعلياً، فقد قارنت جيهون ما عاشته بحياة العبودة في كوريا الشمالية.

وشعرت السيدة برغبة في الانتحار حتى اكتشفت أنها حامل. ومع هذا، فإنها لم تتلقّ أي مساعدة أثناء الولادة وتحملت 12 ساعة من الألم.

وبعد المرور بهذا الأمر، أخبرت الأسرة التي اشترت جيهون أنهم يريدون بيع طفلها. إلا أن جيهون احتجت، وقالت: “إذا لمستم إبني سأقتلكم”.

وبعد ذلك، تمكنت السيدة من الفرار، وعاشت في مناطق مختلفة من الصين مع ابنها لمدة 5 سنوات.

امرأة منحوسة الحخظ… تفشل مرة أخرى في الهرب من كوريا الشمالية

إلا أنه بعد ذلك، تم القبض على جيهون من قبل السلطات الصينية وجرى إعادتها إلى كوريا الشمالية حيث تم إرسالها إلى معسكر اعتقال، بينما بقي ابنها الصغير في الصين.

وبعد أن عانت من مشاكل في ساقها أثناء وجودها في المعتقل، تم إرسالها إلى دار أيتام تديرها الحكومة لمدة 3 أشهر حيث تلقت العلاج. وإثر ذلك، قررت جيهون أنها ستحاول الفرار من كوريا الشمالية مرة أخرى.

وبحلول العام 2004، عندما كانت تخطط للفرار مرة أخرى، برز “سماسرة” كوريون شماليون يساعدون المواطنين على عبور الحدود إلى الصين. وبناء على ذلك، تواصلت جيهون مع سمسار وأبلغها أن الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تغادر بها هي من خلال الاتجار بالبشر.

وبعد ذلك، وافق السمسار على تهريب جيهون. وبمجرد وصولها إلى الصين، استقلت جيهون مع المهرب وشخصين آخرين تم تهريبهما، سيارة أجرة وجرى غمرهم بالأسئلة من قبل السائق.

ولحسن الحظ، كانت جيهون تتحدث اللغة الصينية بينما الآخرون لم يفعلوا ذلك، وهي وصفت سائقي سيارات الأجرة الصينيين بأنهم مثل جواسيس الحكومة. وخلال الحديث، تمكنت جيهون من اقناع السائق بأنهم صينيون وأخذهم إلى موقعهم.

وفي اليوم التالي، أتيحت لجيهون الفرصة للاتصال بابنها، وعند سماع صرخاته في الطرف الآخر من الهاتف، قرر السمسار إطلاق سراحها من أجل البحث عن ابنها والوصول إليه.

وعلمت جيهون أنها بحاجة إلى مغادرة الصين، ونُصحت بالذهاب للتحدث إلى الأمم المتحدة. وفعلياً، فقد كانت الأمم المتحدة هي التي أرسلتها مع ابنها إلى المملكة المتحدة من أجل حياة جديدة. ومؤخراً، قالت السيدة لـ”unilad” إنها “سعيدة حقاً”.