توسع عسكري هائل.. هكذا تُمكّن روسيا نفسها في إثيوبيا وأفريقيا

  • روسيا والصين تميلان إلى إثيوبيا بشكل كبير في قضية سد النهضة
  • موسكو تستفيدُ من توافقها مع أديس أبابا، ويسمح لها ذلك بترسيخ وجودها أكثر في إفريقيا
  • نسبة كبيرة من ديون إثيوبيا الخارجية مستحقة للصين
  • الصين تستغل الديون في علاقتها مع إثيوبيا

تتخذ أزمة سدّ النهضة بين مصر والسودان من جهة وإثيوبيا من جهة أخرى، مساراً تصعيدياً، وذلك وسط محاولة مجلس الأمن الدولي إيجاد أرضية مشتركة للحل.

وخلال جلسة المجلس الأخيرة بشأن أزمة السد، تبين بشكل غير مباشر أن روسيا والصين تميلان إلى إثيُوبيا بشكل كبير، علماً أن المواقف الصادرة عن مندوبي الدولتين (الصين وروسيا)، ألمحت إلى ضرورة التوصل إلى حل بعيد عن التصعيد العسكري.

وفعلياً، فإنّ روسيا تستفيدُ بشكل كبير من توافقها مع إثيُوبيا، ويسمح لها ذلك بترسيخ وجودها أكثر في إفريقيا بشكل أكبر، وما التعاون العسكري مع أديس أبابا سوى إشارة إلى المخطط الروسي للسيطرة المطلقة على مجمل الدول الإفريقية.

وبشكل أساسي، فإنّ ما يؤكد هذا الأمر هو ما كشفته وسائل إعلام إثيوبية رسمية مؤخراً، إذ أفادت بأن اللجنة الفنية العسكرية التعاونية المشتركة بين أثيُوبيا وروسيا تواصل اجتماعاتها في أديس أبابا.

ويهدف هذا الأمر الدرجة الاولى إلى تعزيز التعاون العسكري بين البلدين لزيادة المعرفة والمهارات والتقنيات العسكرية المستخدمة.

ونقلت وكالة الأنباء الإثيوبية عن وزيرة الدفاع الإثيوبية مارتا لويجي، قولها إن “التعاون المشترك بين روسيا قد تعزز خصوصاً بعد المناقشات التي أجراها رئيس الوزراء أبي أحمد مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.

ولفتت لويجي إلى أنّ “الحكومة الروسية قدمت دعماً لأثيُوبيا خلال عملية تطبيق القانون فى ولاية تيغراي باعتبارها أن القضية هي شأن داخلي في البلاد، بالإضافة إلى موقفها المؤيد لأثيُوبيا فى مختلف القضايا والساحات الدولية ومن ضمنها الانتخابات العامة الإثيوبية التي عقدت مؤخراً وسد النهضة“.

وأعربت الوزيرة عن أملها فى أن تساهم مخرجات الاجتماع فى خلق جو مساعد لتحقيق مصالح الدولتين.

وانطلاقاً من هذه المسألة، فإن ما يتأكد هو أنّ روسيا تريد الإمساك بإثيُوبيا واعتبارها قاعدة للتوسع عسكرياً في العمق الإفريقي بشكل أكبر.

وعملياً، فإن موسكو ترسخ وجودها في إفريقيا على نحو متزايد وتحديداً من خلال توقيع اتفاقيات عسكرية بينها وبين الدول هناك، مثل الجزائر وتونس وليبيا والنيجر والسودان ونيجيريا وغيرها، ومن خلال نشر المرتزقة التابعين لها أيضاً خصوصاً في ليبيا والسودان.

ماذا عن الصين؟

وفي ما خصّ الصين، فإنّ مخططاتها معروفة بشكل كبير للتوسع في قلب إفريقيا سواء اقتصادياً وعسكرياً.

وتعتمد على “دبلوماسية الديون” في إفريقيا، بمعنى أنها تقوم بتقديم الأموال للدول هناك بشكل كبير وإغراقها بالديون، ومن ثم التحكم بمصيرها وقراراتها.

وبشكل أساسي، فإنّ نسبة كبيرة من ديون إثيوبيا الخارجية مستحقة للصين. وعملياً، وبحسب الأرقام، فإن إثيوبيا هي ثاني بلد في إفريقيا مدينٌ للصين بمبلغ يصل إلى 14 مليار دولار، وذلك بعد أنغولا المدينة للصين بـ42850 مليار دولار.

ولهذا، فإنّ الصين تستطيع أن تتحكم بإثيوبيا وقرارتها بسبب الديون المستحقة لها، وفي حال فشلت إثيوبيا بالوفاء بالتزاماتها بسداد الديون، فإنه بإمكان بكين السيطرة على الكثير من الأصول الاقتصادية في تلك الدولة الأفريقية، ما يعني ترسيخ نفوذ أكبر وأكبر.

ومن هنا، فإن الدعم الصيني لإثيوبيا خصوصاً بمسألة سد النهضة يفتح الباب أمامها للدخول بشكل صريح وأكبر إلى إثيوبيا والسيطرة عليها إلى جانب روسيا. وبذلك، يمكن لهاتين الدولتين أن تتحكما بالسد والعمل على تركيز أنفسهما في إفريقيا من دون أي منازع.