الأمم المتحدة تحذر من علاقة “طالبان” مع “القاعدة”

تتجه الأنظار بشكل مستمر إلى التحالف الوثيق بين تنظيم “القاعدة” و جماعة “طالبان” في أفغانستان، وهو الأمر الذي حذّر منه تقرير جديد صادر عن منظمة الأمم المتحدة.

ويفيد التقرير بأنّه “لا مؤشر على انقطاع العلاقات بين الجماعتين الإرهابيتين”، بل على العكس، كان هناك تداخلٌ أكثر وتعزيز للقواسم المشتركة.

ومع هذا، يحذر التقرير من أن “طالبان” تشكل تهديداً خطيراً ومتزايداً على حكومة أفغانستان، كما أنها لا تزال قريبة من تنظيم “القاعدة”، وهناك اعتقاد بأنها يمكن أن تعود إلى السلطة بالقوة إذا لزم الأمر، وفق ما ذكرت شبكة “CNN” الأمريكية.

ومن المقرر أن تغادر آخر القوات الأمريكية المتبقية أفغانستان في الأشهر المقبلة، ويرسم التقرير الذي أعده فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة، المكلف بتتبع التهديدات الأمنية في أفغانستان، صورة قاتمة للتوقعات الأمنية.

إلى ذلك، تقول معلومات استخباراتية إنّ سراج الدين حقاني، وهو نائب أمير إمارة أفغانستان الإسلامية التابعة لـ”طالبان”، هو أيضاً عضو في قيادة “القاعدة” الموسعة.

ولا يوضح تقرير الأمم المتحدة المكانة التي يحتلها حقاني داخل قيادة “القاعدة” الموسعة، علماً أنه ليس عضواً في القيادة الأساسية، لكن مسؤولين أمريكيين يقولون إنه من المحتمل أن يشغل حقاني مقعداً في واحد أو أكثر من مجالس “شورى القاعدة” أو المجالس الاستشارية.

وعلى الرغم من الغموض الذي يكتنف الدور المزعوم لسراج الدين حقاني، فقد تم توثيق علاقته الوثيقة مع “القاعدة” من قبل مصادر متعددة.

وعلى سبيل المثال، تناقش الملفات التي تم العثور عليها في مجمع أسامة بن لادن كيف كانت “القاعدة” تعمل مع سراج الدين حقاني لتنسيق الهجمات على قوات الناتو في أفغانستان في العام 2010.

وتحدد الملفات أيضاً خطة “القاعدة” لإجبار الدولة الباكستانية على إجراء مفاوضات لوقف إطلاق النار. وبحسب موقع “longwarjournal“، فقد استفادت هذه الخطة من قدرة سراج الدين حقاني على العمل كحلقة وصل مع عناصر من المؤسسة العسكرية والاستخباراتية الباكستانية.

وكانت تقارير سابقة للأمم المتحدة نقلت معلومات استخباراتيّة تتعلق بالعلاقة المستمرة بين شبكة حقاني، وهي جزء لا يتجزأ من مشروع طالبان المشترك، وتنظيم “القاعدة”.

وعلى سبيل المثال، ذكر تقرير صادر عن فريق المراقبة التابع للأمم المتحدة في مايو/أيار 2020 أن طالبان “تتشاور بانتظام” مع القاعدة أثناء المفاوضات مع الولايات المتحدة في الدوحة.

واستشهد ذلك التقرير بمعلومات استخبارية تشير إلى أنه كان هناك ما لا يقل عن 6 اجتماعات رفيعة المستوى تم الإبلاغ عنها بين القاعدة والقيادة العليا لطالبان عقدت خلال الأشهر الـ 12 الماضية. وبحسب المعلومات، فقد شارك في بعض تلك الاجتماعات عدد من المسؤولين من شبكة حقاني، حتى أن أيمن الظواهري نفسه التقى بأعضاء شبكة حقاني في شباط/ فبراير 2020″.

وضم وفد حقاني حافظ عزيز الدين حقاني ويحيى حقاني، والأخير هو صهر سراج الدين وعمل مع القاعدة لأكثر من عقد. ووفقاً للأمم المتحدة، فإنّ فريق حقاني “تشاور” مع الظواهري حول الاتفاق مع الولايات المتحدة وعملية السلام”، بحسب الأمم المتحدة.

شاهد أيضاً: حصري.. الناطق باسم طالبان يرفض بيعة الظواهري ويعبّر عن ازدرائه للقاعدة