محمد زهور
منذ تداول الأخبار التي تحدّثت عن مقتل زعيم بوكو حرام أبو بكر شيكاو في التاسع من شهر مايو الماضي، لم يصدر أيّ “بيان رسمي” يؤكّد صحة خبر مقتله أو عدمه، بغض النظر عن الحسابات التابعة لتنظم داعش ، والتي أكّدت خبر مقتله مظهّرةً الصراع الدائر بينهم جرّاء الإنقسام الحاصل.
إلّا أنّ موقع “هيومنغل” أفاد بأنّ ولاية غرب أفريقيا التابعة للتنظيم المتشدّد، أكّد أنّ شيكاو فجّر نفسه بعد رفضه الإستسلام في التاسع عشر من شهر مايو الماضي. واستند الموقع في خبره على رسالة داخلية قال إنّه حصل عليها أمس الجمعة، وتتضمن كلمة لزعيم تنظيم داعش في غرب أفريقيا، أبو مصعب البرناوي، تحدّث فيها عن مقتل شيكاو، من دون أن يضمّن تقريره التسجيل. وذكر الموقع أنّ البرناوي وصف في الخطاب شيكاو بأنّه “زعيم العصيان والفساد”، وقال إنّ مقاتليه ابتهجوا بوفاته، بعد محاولة إلقاء القبض عليه “بأكثر الطرق إذلالا”.
وجاء في الخطاب: “كان هذا الشخص الذي ارتكب إرهاباً لا يمكن تصوّره.. لكن الله تركه وشأنه وأطال عمره.. عندما حان الوقت، أرسل الله جنوداً شجعاناً بعد أن تلقوا أوامر من أمير المؤمنين لقتله”.
وتولى أبو بكر شيكاو زعامة بوكو حرام خلفاً لمؤسسه محمد يوسف في العام 2009، فيما انفصل تنظيم داعش في غرب أفريقيا، عن بوكو حرام في العام 2016، واندلعت اشتباكات بين الجماعة وتنظيم داعش، بعد تفاقم الخلاف بينهما، على مناطق النفوذ إضافةً إلى تكفير كل طرف للأخر.
“أخبار الآن” تكشف عن التفاصيل
وكانت “أخبار الآن” نشرت في الثالث والعشرين من الشهر الماضي خبراً، كشفت خلاله ما تناقلته “حسابات تابعة لـ داعش عن فرحتها صراحةً بخبر محاصرة شيكاو ضمن محيط غابة سامبيسا التابعة لولاية بورنو النيجيرية. وقد نشر صاحب إحدى الحسابات تغريدة قال فيها: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر من سامبيسا هلت البشاير! عادت الأسود إلى عرينها ساء صباح المنذرين”! فيما علق حساب: “شيكاكاكاوكاو إما أن يتوب أو يموت ليس له خيار ثالث..”.
واللافت بالأمر انه احد الحسابات ادار نقاشا يتعلق بمقتل أبي بكر شيكاو، وشارك بعض الاشخاص تغريدات ذكروا فيها اسباب الخلاف، اذ نشر احدهم تغريدة قال فيها: “تم طرده من صفوف الدولة بأمر من البغدادي تقبله الله بسبب غلوّه، و عمل بعدها على قطع الطرق والخطف بإسم الدولة وراية العقاب، لا رحم الله فيه مخرز إبرة“.
وأضاف آخر: “رفض أن يستأسر وفجر حزامه ترجل أحد الفرسان كان يحاول إقناعه بالمناظرة أمام محكمة شرعية وقضاة عدول، لكنه رفض لله الأمر من قبل ومن بعد! ذكرني هذا الموقف بما حصل في الشام حين رفض الصحوات التحاكم إلى الشرع والبراءة من الأنظمة الطاغوتية كشرط للتحكيم مع الفارق طبعاً بين مغالي و مرتد“.
تفاصيل تصفية شيكاو
وبحسب خطاب البرناوي، فإنّ زعيم داعش في العراق والشام، أمرهم بالتحرك ضدّ شيكاو لانحرافه وقتله “المؤمنين” حسب وصفه، الأمر الذي دفع مقاتلي التنظيم إلى ملاحقة شيكاو في أحد مخابئه في الصحراء واشتبكوا معه بأسلحة نارية، قبل أن يفجر نفسه.
وأورد موقع “هيومنغل” تفاصيل أيام شيكاو الأخيرة قبل قتله استناداً إلى فيديو البرناوي، وقال: “شيكاو هرب إلى غابات سامبيسا ومكث هناك مدة خمسة أيام، حيث عانى بشدّة، ومع ذلك، تمكّن مقاتلو داعش من تحديد مكانه، إلّا أنّه تمكّن من الهرب، فيما واصل مقاتلو داعش ملاحقتهم له طالبين منه التوبة والانصياع لأوامر داعش، إلّا أنّ شيكاو وفق خطاب البرناوي المزعوم، “فضّل أن يُذل في الآخرة على أن يُذل في الأرض.. لقد قتل نفسه على الفور بتفجير عبوة ناسفة”.
