الجيش النيجيري يحقّق في قضية قتل أبو بكر شيكاو

نشر حساب “HumAngle” عبر “تويتر” تسجيلاً صوتياً لزعيم جماعة “بوكو حرام” المتطرفة، أبو بكر شيكاو، ويبرز آخر الكلمات التي نطق بها قبل قتله خلال مواجهات مع مجموعة متطرفة أخرى تتبع تنظيم داعش في شمال شرق نيجيريا.

وخلال التسجيل الصوتي، قال أبو بكر شيكاو: “يمكننا أن نرى معركة قد وقعت، وقد سقط العديد من العناصر قتلى، في حين أصيب الكثيرون بجروح”.

وانتشر هذا التسجيل الصوتي كالنار في الهشيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في وقتٍ شكّك ناشطون في صحته، مشيرين إلى أن الصوت لا يبدو لكلمات أخيرة لشخصٍ يحتضر.

وقال أحد الأشخاص عبر “تويتر”: “هذا الصوت لا يبدو مثل الكلمات الأخيرة لشخص يحتضر. هذا الشخص يتمتع بصحة جيدة”.

ومع هذا، فقد ألمح العديد من الناشطين الآخرين إلى أن شيكاو يتحدث عن خيانة من بعض مقاتليه، كما أنه تعرض مع جماعته لمعركة قُتل وجرح خلالها الكثيرون، الأمر الذي يضعهم أمام عجز كبير.

إلى ذلك، قال ناشط آخر أنه “من الواضح أن هذا الكلام هو خطاب هزيمة لأن شيكاو يتحدث عن خيانة من بعض المقاتلين التابعين له، كما أن تسجيله يحمل رسالة لخلايا أخرى لمواصلة المعركة حتى بعد رحيله”.

جماعة بوكوحرام تشهد نفس سيناريو تنظيم داعش قبل نهايته

يبدو أن جماعة بوكوحرام مثلها مثل بقية التنظيمات المتشددة الموجودة على الساحة تشهد مشاكل داخلية بين أفرادها بدأت تظهر للعلن، وتشي أن الأمور داخلها ليست تجت السيطرة مثلها مثل تنظيم داعش بالخصوص. الذي مر في الفترات الماضية بعدة مراحل وهن ومؤامرات وخيانات وصراعات بين القادة بين بعضهم وبين القادة وبقية مراتب عناصر التنظيم المتشددة. والتي ظهرت للعلن نتيجة لبعض التسريبات أغلبها من المنشقين او الذين تم القاء القبض عليهم،. بداية هذه التسريبات للمشاكل والصراعات بين داعش، اظهرت في النهاية ان التنظيم غير قادر على السيطرة وبسط النفوذ وهو ما حصل بالفعل، إذ انهار التنظيم المتشدد رغم محاولة قادته “الصوريين” التظاهر بالصمود. إذن وفق المراقبين..سيناريو داعش مع فروق كبيرة في كيانات التنظيم، يتكرر مع بوكوحرام. الخيانات الداخلية “أسرع” طريق للانهيار والاندثار.

بوكوحرام وفق ما تم تداوله من تعليقات على الفيديو الأخير المنسوب لزعيم الجماعة، تشهد فترة صراعات داخلية وخيانات تظهر أن الجماعة منهكة، وتصارع الموت. فهل ستسعى الجماعة إلى ردء صدئها؟ أم سيتم إعلان نهايتها بنهاية الزعيم شيكاو؟

وكان 5 مسؤولين نيجيريين قد أكدوا وفاة شيكاو، وشرحوا بالتفصيل كيف فجر نفسه عبر سترة ناسفة خلال مواجهة مع مقاتلي داعش لتفادي أسره.

ولم يصدر أي تأكيد رسمي من الحكومة النيجيرية أو بوكو حرام أو الذراع الإعلامية لداعش، لكن صحيفة “وول ستريت جورنال” تمكّنت من مراجعة نصوص المكالمات المحددة جغرافياً والتي تم اعتراضها بين المتطرفين الذين يناقشون انتحار شيكاو، إلى جانب رسالة صوتية من وسيط قديم بين زعيم “بوكو حرام” والحكومة يبلغ عن وفاته.

وقال المسؤولون إن مقاتلي تنظيم داعش قاموا في الأشهر السابقة بتعقب كبار مساعدي شيكاو، مما سمح لهم باختراق دفاعاته، حيث فجر شيكاو سترته الناسفة عند محاصرته.

الجيش النيجيري يحقق

تسجيل صوتي لأبو بكر شيكاو زعيم بوكو حرام يثير الجدل.. ما مضمونه؟

زعيم “بوكو حرام” أبو بكر شيكاو. المصدر: Reuters

إلى ذلك، يجري الجيش النيجيري تحقيقات في قضية قتل شيكاو، ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، عن المتحدث باسم الجيش النيجيري محمد يريما قوله: “نحن ننظر في الأمر بعناية”.

وأشار بريمان إلى أن سبب عدم الإعلان الرسمي عن ذلك هو أن الحكومة سابقاً أعلنت قتل شيكاو، قبل أن يتبين أنه لا يزال على قيد الحياة.

ومع هذا، كشفت الصحيفة الأمريكية أنّ تقريراً داخلياً لوكالة المخابرات النيجيرية، كشف أن شيكاو قتل بالفعل على يد عناصر من تنظيم الدولة في مخبأ في غابة سامبيسا شمال شرق ولاية بورنو.

انتظار وسط شكوك

من جهته، شكّك الباحث النيجيري بولاما بوكارتي، بتصريحات مسؤولي الاستخبارات بشأن قتل شيكاو، وقال لـ”واشنطن بوست”: “يجب أن نأخذ هذا الإعلان مع قليل من الملح، لأن هذه هي المرة الـ5 التي يُقتل فيها شيكاو رسمياً”.

من هو أبو بكر شيكاو؟

1- ولد زعيم جماعة “بوكو حرام” أبو بكر محمد شيكاو، وفقاً لوزارة العدل الأمريكية، في قرية من المزارعين ومربي المواشي قرب الحدود مع النيجر في ولاية يوبي (شمال شرق).

2- قد درس الفقه لدى رجال الدين المحليين في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو المجاورة. وفي تلك المرحلة تعرف على مؤسس جماعة “بوكو حرام”، الداعية محمد يوسف قبل أن يلتحق بها.

3- ترأس أبو بكر شيكاو “بوكو حرام” عام 2009 بعد أن أعدمت الشرطة زعيمها السبابق محمد يوسف، وهو يعرف بعنفه الكبير إلى درجة أن بعض حلفائه السابقين فضلوا قطع الصلة معه.

4- ظل شيكاو يتهم القيم الغربية بأنها مسؤولة عن المشاكل في نيجيريا مثل الفساد المتفشي والفقر المدقع في صفوف السكان.

5- يقول الخبراء إنه مع وصول أبو بكر شيكاو إلى رأس الجماعة الإرهابية، ازدادت الهجمات المتكررة ضد المدنيين والمسيحيين والمسلمين، ما جعل الجميع ينسون خطابات يوسف ضد النظام النيجيري الفاسد.

6- تعتبر الولايات المتحدة شيكاو “إرهابياً على المستوى العالمي”. وقبل سنوات، رصدت واشنطن مكافأة قيمتها 7 ملايين دولار (5,3 مليون يورو) لمن يقدم معلومات تؤدي إلى القبض عليه.

7- كان شيكاو انشق عن تنظيم “داعش” بعد فترة وجيزة من استبداله بقائد آخر في آب/أغسطس 2016، وهو ما أدخله في حالة صراع مع التنظيم الإرهابي.

8- أعلن الجيش النيجيري والقوات الإقليمية مقتل أبو بكر شيكاو 4 مرات على الأقل منذ عام 2009، وكان قائد “بوكو حرام” ينشر فيديوهات ساخرة بعد كل إعلان.

شاهد أيضاً: كيف تنعكس صراعات داعش الداخلية على تماسكه في إفريقيا؟