قالت صحيفة New York Post الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء، إن البنتاغون يدير جيشاً سرياً من 60 ألف شخص، مؤلَّفاً من جنودٍ ومدنيين ومقاولين، يسافرون حول العالم بهوياتٍ مُزيَّفة في شركاتٍ استشارية وأخرى ذات علاماتٍ تجارية، دون عِلم الشعب الأمريكي وأغلب أعضاء الكونغرس.
إذ أنشأ البنتاغون هذا الجيش السري للغاية على مدار السنوات العشر الماضية كجزءٍ من برنامجٍ يُدعَى “تخفيض التوقيع”، ويعمل الجيش على المستويين المحلي والدولي على حدٍّ سواء، مستخدماً قوةً منخفضة المستوى من محاربين سريين يرتدون أحياناً ملابس مدنية بينما ينفِّذون مهماتهم.
البنتاغون رصد ميزانية ضخمة للجيش السري
وفقاً للتقرير، يُنفَق على هذه القوة، التي تفوق عدد العناصر الخفية للاستخبارات المركزية بعشر مرات، أكثر من 100 مليون دولار، وتُشرِك معها 130 شركة خاصة في عملياتٍ بمناطق مثل الشرق الأوسط وإفريقيا.
رغم ذلك الحجم وتلك الميزانية، لم يعقد الكونغرس جلسة استماعٍ قط لهذا الجيش الخفي. ويتكوَّن نحو نصف هذه القوة من القوات الخاصة، وهم الكوماندوز المُدرَّبون تدريباً فائقاً والذين يطاردون الإرهابيين في جميع أنحاء العالم، وضمن ذلك إيران وكوريا الشمالية.
في حين يشكِّل متخصِّصو الاستخبارات العسكرية ثاني أكبر عنصر داخل القوة.
لكن المجموعة الأحدث والأسرع نمواً في الوحدة تتألَّف من المحاربين الإلكترونيين الذين يستخدمون شخصياتٍ مزيَّفة وتقنياتٍ عبر الإنترنت لإخفاء أنفسهم حتى يتمكَّنوا من تتبُّع الأهداف، وجمع “المعلومات المتاحة للجمهور”، والمشاركة في حملات التأثير للتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي.
هذا البرنامج، الذي تديره منظمات حكومية غامضة، ليس له تعريف غير سري، وتصوِّره وكالة استخبارات الدفاع على أنه “قد يستخدمه الأفراد… لوصف التدابير الأمنية التشغيلية لمجموعةٍ متنوِّعةٍ من الأنشطة والعمليات”.
في حين قال التقرير إن البرنامج في نهاية المطاف يحمي المشغِّلين من التعرُّف عليهم من قِبَلِ المجموعات التي يتتبَّعونها عبر الإنترنت، ويغطي مساراتهم الإلكترونية لإبقاء هوياتهم سرية؛ لحمايتهم من الانتقام.