الولايات المتحدة تحقق في ثاني حالة يشتبه بإصابتها بـ ”متلازمة غامضة“ بالقرب من البيت الأبيض

تحقق الولايات المتحدة في ثاني حالة يشتبه في إصابتها بـ”متلازمة هافانا” الغامضة بالقرب من البيت الأبيض، في وقت لا يزال فيه المحققون يسعون لتحديد المُتسبب بهذه الحوادث الغريبة.

وأوضحت مصادر مطلعة أن المتلازمة طالت اثنين من المسؤولين في مجلس الأمن القومي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أحدهما في اليوم التالي للانتخابات الرئاسية والآخر بعد عدة أسابيع، إذ تتوافق الحالات مع مجموعة لا يمكن تفسيرها من التجارب الحسية والأعراض الجسدية التي أصابت أكثر من 100 دبلوماسي وجاسوس وجندي أمريكي في جميع أنحاء العالم، فيما بات يعرف باسم “متلازمة هافانا”، وفقاً لشبكة “سي ان ان“.

ووفقاً لمصدر مُطلع، فإن الحادث الأول ضمن الموجة الجديدة للهجمات المفترضة، وقع بعد انتخابات العام الماضي، حيث كان مسؤول مجلس الأمن القومي يحاول المرور عبر بوابة خالية من الموظفين ، وعانى من أعراض خفيفة، بما في ذلك الشعور بالصداع والأرق، لكنها اختفت جميعهاً بعد أسبوع.

أما المسؤول الثاني، الذي لم يتم الإبلاغ عن قضيته سابقاً، فقد أصابته الأعراض بعد أسابيع بالقرب من مدخل البيت الأبيض، وأشارت المصادر إلى أنه “عانى من أعراض أكثر خطورة وكان مريضاً بدرجة كافية للحصول على علاج طبي فوري”.

ولا تزال الاستخبارات “غير متأكدة من المتسبب في مجموعة غريبة من أعراض الجهاز العصبي، أو ما إذا كان يمكن تسميتها بشكل قاطع هجمات.

وأثار الحادثان الأخيران في واشنطن، إلى جانب حالة سابقة مشتبه بها في شمال فرجينيا في العام 2019، مخاوف من أن تلك الأعراض التي ظهرت للمرة الأولى فقط بين الأمريكيين في الخارج “تحدث الآن بأعداد متزايدة على الأراضي الأمريكية، وربما حتى في مقر الرئيس جو بايدن”.

واستندت تلك المزاعم إلى مقابلات مع أكثر من 10 مسؤولين حاليين وسابقين على دراية بجهود الولايات المتحدة للكشف عما وراء هذه الحوادث الغامضة.

وسُجل أكثر من 130 حالة في جميع أنحاء العالم على مدى السنوات الخمس الماضية. وكانت هناك حالات مشتبه بها أيضاً في أوروبا.

وأثارت الأحداث الجديدة، بما في ذلك تلك التي وقعت في واشنطن، إحباطاً متزايداً بين المشرعين في الكونغرس الذين قالوا إن “الاستخبارات فشلت في تزويد الكونغرس بمعلومات كافية حول ما تعرفه بخصوص ذلك ولم تهتم بالضحايا”.

وقالت السيناتور سوزان كولينز بمجلس الشيوخ: “لقد شعرت بالفزع، لأن العديد من هؤلاء الأفراد الذين أصيبوا أثناء أداء واجبهم اضطروا إلى الكفاح من أجل الحصول على رعاية طبية مناسبة، ليتم التعرف على إصابتهم وتعويضهم مالياً”.

ويطالب المشرعون في لجنتي الاستخبارات والقوات المسلحة في مجلسي النواب والشيوخ بـ”تفاصيل إضافية عن هذه المتلازمة”، إذ حضّوا مسؤولي الاستخبارت على “رفع السرية عن المعلومات المتعلقة بالهجمات”.

وقال الديموقراطي مارك وارنر، رئيس الاستخبارت بمجلس الشيوخ، إن “هناك الكثير من الكيانات في الحكومة تبحث في هذا الأمر، نحتاج إلى تنسيق أفضل”، مضيفاً: “أعتقد أن هناك مستوى من الجدية تم إعطاؤه لهذا الأمر الآن، لم يكن موجوداً.”

وتابع: “إنه من المحبط أنه بعد خمس سنوات منذ بدء حدوث هذه الهجمات، لا تزال هناك صعوبة في رعاية أولئك الذين أصيبوا وتحديد المسؤول عن ذلك أو الأسلحة التي تم استخدامها”.

 

تزايد عدد الحالات التي أصيبت بالمتلازمة

 

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، كافح المحققون لشرح التجارب الغريبة التي تحدث عنها دبلوماسيون أمريكيون وموظفون حكوميون آخرون في كل من كوبا وروسيا والصين وأماكن أخرى، ما أدى في بعض الحالات إلى معاناة هؤلاء من صداع مزمن وإصابات في الدماغ.

وأبلغ الضحايا عن تعرضهم لدوار مفاجئ وصداع وضغط في الرأس، مصحوباً أحياناً بـ”ضوضاء اتجاهية خارقة”، إذ أفاد البعض بأنهم “تمكنوا من معالجة الأعراض عن طريق الانتقال إلى غرف أو أماكن أخرى”.

ووفقاً لبيان صدر مؤخراً عن قادة لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، فإن عدد الحالات المشتبه بها في جميع أنحاء العالم في تزايد.

مطعم متلازمة داون في بلجيكا يصنف الأفضل في أوروبا