تحليل أشار إلى أن مليون شخص ربما ماتوا بالفعل

تشير البيانات إلى أن السلطات في الهند تقلل إلى حد كبير من عدد الوفيات الناجمة عن فيروس “كورونا”، إذ كشف أحد التحليلات أن مليون شخص ربما ماتوا بالفعل جراء الفيروس، وهو رقم أعلى بكثير من العدد المعلن عنه رسمياً والذي يصل إلى نحو 275 ألف حالة وفاة منذ بداية الجائحة.

 

قدّرت “The Economist” أن عدد الوفيات تخطى بالآلاف العدد الذي أشارت إليه البيانات الرسمية. ووفقاً للبيانات، فإنّ البلاد تشهد ما بين 6 آلاف و 31 ألف حالة وفاة زائدة يومياً، وهو ما يزيد كثيراً عن الأرقام الرسمية التي تقترب من 4000 حالة وفاة يومياً. وبناء على ذلك، فإنه ما يتبين أن حوالى مليون شخص قد ماتوا بسبب “كورونا” في الهند حتى الآن هذا العام.

 

توضح الأرقام المستخدمة في الرسم البياني 95٪ من مستويات الثقة ، مما يعني أن النتائج صحيحة لـ 95٪ من السكان الذين تم أخذ عينات منهم لهذا التحليل.

علاوة على ذلك ، أظهر التحليل الذي أجراه معهد المقاييس الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن (IHME) أن الهند ربما تكون قد سجلت أقل من 430 ألف حالة وفاة.

وفقًا لشركة Statista ، وهي شركة بيانات ألمانية تقوم بتحليل وتجميع البيانات من مصادر مختلفة ، تظهر تقديرات IHME أن إجمالي عدد الوفيات الناجمة عن Covid-19 في الهند يبلغ ثلاثة أضعاف ما تم الإبلاغ عنه.

 

الوفيات الزائدة في ولاية غوجارات

ويبدو أن ولاية غوجارات تشهد على ارتفاع كبير في وفيات “كورونا”، والأرقام المعلن عنها أعلى بكثير من تلك التي تكشفها البيانات الرسمية.

 

 

كذلك، فإن عدد شهادات الوفاة الصادرة عن المستشفيات أعلى أيضاً من الأرقام الرسمية. وزعمت صحيفة غوجاراتية تحمل اسم “ديفيا باسكار” أن عشرات الآلاف من القتلى في الولاية لم يتم إحصاؤهم.

واستخدمت الصحيفة بيانات عن عدد شهادات الوفاة الصادرة للادعاء بأن الولاية شهدت ما يقرب من 61 ألف حالة وفاة زائدة بين 1 مارس/آذار و 10 مايو/أيار مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كذلك، أفادت “ديفيا بهاسكار” بأن الهيئات المحلية أصدرت 123،871 شهادة وفاة بين 1 مارس/آذار و 10 مايو/أيار، مقارنة بـ 58 ألفاً في نفس الفترة من العام الماضي.

وذكرت الصحيفة أن البيانات استندت إلى إفصاحات من قبل السلطات البلدية في 33 مقاطعة و 8 مدن رئيسية.

 محارق الجثث المكتظة في الهند

 

وفيات Covid-19 الزائدة في الهند.. بيانات تشير إلى التلاعب بالعدد

مصدر الصورة : رويترز

 

ومع هذا، فقد قيل أن محارق الجثث في جميع أنحاء البلاد تعمل طوال اليوم، وذلك رغم إصرار وزير الصحة هارش فاردان على أن معدل الوفيات بسبب المرض ظل “الأدنى في العالم”.

وبشكل مثير للصدمة، فقد تمّ العثور على جثث عائمة في الأنهار لأن الولايات في جميع أنحاء شمال الهند نفذت منها الأخشاب لحرق الجثث.

وفي منطقة فادودارا بولاية غوجارات وحدها، أفادت محارق الجثث أن أكثر من 200 جثة تم حرقها يومياً باستخدام 72 طناً من الخشب في 24 قطعة أرض. لكن قبل الوباء ، تم حرق 60 جثة في المتوسط ​​يومياً باستخدام 21.6 طناً من الخشب في فادودارا.

 

 

وجرى العثور على مئات الجثث المشتبه في إصابتها بفيروس “كورونا” في نهر الغانج بولايات أوتار براديش وماديا براديش وبيهار. وفي الواقع، يعتبر نهر الغانج نهراً مقدساً من قبل الهندوس المتدينين.

 

وفيات Covid-19 الزائدة في الهند.. بيانات تشير إلى التلاعب بالعدد

مصدر الصورة : رويترز

 

أظهرت صور وتقارير مختلفة أن دور الجنائز مكتظة، كما توجد طوابير طويلة من الناس ينتظرون دورهم على ضفاف نهر الغانج.

ومع استمرار انتشار الرعب في الهند، تمتلئ الصحف بنعوات من فارقوا الحياة. وفي مثال من إحدى الصحف الغوجاراتية، فإنه من أصل 30 صفحة، تم تخصيص 8 صفحات كاملة للنعوات.

 

وفي المحصلة، فإن مثل هذا المشهد الرهيب لن يبرز إذا كان عدد القتلى اليومي حوالى 4000 فقط في دولة يزيد عدد سكانها عن مليار نسمة. وفعلياً، فإن عواقب فشل الهند في الإبلاغ بدقة عن العدد الحقيقي لضحايا “كورونا” ستكون خطيرة.

وقد لا تكون الدولة قادرة على التعرف على أفضل السبل لتوزيع مساعدات الإغاثة، وقد لا تتمكن من توزيع الأدوية وإمدادات الأوكسجين لمن هم في أمس الحاجة إليها.

كذلك، سيؤثر الضعف في العد بشكل كبير على استراتيجية التطعيم في الهند. وبشكل أساسي، فإن الإعلان الحقيقي عن وفيات “كورونا” لن يساعد إلا الهند على الاستعداد بشكل أفضل للمستقبل.