حرية الصحافة تواجه قيوداً في بعض الدول.. من هي؟

يحتفل العالم، اليوم الإثنين (3 أيار/مايو) بـ”اليوم العالمي لحرية الصحافة”، وهي مناسبة تسلط الضوء على أهمية العمل الصحافي في نقل المعلومات للناس من جهة، وعلى ضرورة حفظ حرية الصحافيين وحمايتها حول العالم.

ووفقاً للأمم المتحدة، فإنّ موضوع الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام، هو “المعلومات كمنفعة عامة”، ويعدّ بمثابة دعوة لتأكيد أهمية الاعتزاز بالمعلومات باعتبارها منفعة عامّة، واستكشاف ما يمكننا القيام به عند إنتاج المحتوى وتوزيعه وتلقّيه من أجل تعزيز الصحافة والارتقاء بالشفافية والقدرات التمكينية، مع العمل على عدم تخلف أحد عن الركب.

وخلال الفترات الأخيرة، واجه الكثير من الصحافيين حول العالم الكثير من القيود، كما أن العديد منهم خسروا حياتهم أثناء تأديتهم واجبهم المهني، كما أن الكثير من الصحافيين تعرضوا لاعتداءات واعتقالات.

وفي هذه المناسبة العالمية، يطمحُ الصحافيون إلى التأكيد على أهمية حريتهم التي تقودهم نحو المعلومة التي يريدونها في سبيل تقديمها للناس. وفعلياً، فإنه عندما تنعدم حرية الصحافيين، فإن المعرفة ستصبح محدودة، كما ان المعلومات لن تعود منفعة عامة، وهذا أمرٌ يعتبر خطيراً جداً.

إيران تضرب حرية الصحافة

ووسط كل ذلك، فإن هناك الكثير من الدول التي تضرب حرية الصحافة ويواجه الإعلاميون والصحافيون فيها الكثير من القيود. ومن خلال مراجعة شاملة، تأتي دول مثل إيران والصين في طليعة الدول التي “لا تحترم حرية الصحافة ولا الصحافيين”، كما تبين ان القيود التي حكمت عمل الاعلاميين في هذه الدول، كثيرة.

وفي الواقع، فإنّ إيران تصدرت قائمة البلدان التي تقمع الصحافيين، في وقت يستمر النظام الإيراني بزج الصحافيين في السجون رغم المطالبات الدولية بالإفراج عنهم.

وأشارت منظمة “مراسلون بلا حدود” إلى أنّ إيران جاءت في قاع قائمة المنظمة لحرية الصحافة لعام 2020، اذ احتلت هذه الدولة المرتبة 173 من أصل 180 في القائمة.

وأحصت المنظمة ما لا يقل عن 54 استدعاء واحتجازا وأحكاماً بالسجن بحق صحافيين في إيران خلال العام الماضي، وفق ما ذكر موقع “iranintl“.

ومع هذا، فقد سجلت إيران عدداً قياسياً من جرائم القتل بحق العديد من الصحافيين في نصف القرن الماضي، كما استخدمت عقوبة الإعدام في حق الصحافيين، وشدّدت رقابتها على وسائل الإعلام مع انتشار وباء فيروس كورونا في البلاد.

وخلال شهر مارس/آذار الماضي، أعربت مجموعة من خبراء حقوق الإنسان التابعين للأمم المتحدة عن القلق إزاء استهداف الصحافيين العاملين في هيئة الإذاعة البريطانية “BBC”، وغيرها من هيئات البث، وعائلاتهم من قبل السلطات الإيرانية.

وأشار الخبراء إلى أن الصحافيين العاملين في خدمة “BBC” الفارسية وغيرها من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية خارج إيران، يواجهون التهديدات والتحقيقات الجنائية والمراقبة غير القانونية وتجميد الأصول والتشهير والمضايقة من قبل السلطات الإيرانية.

كذلك، فقد تم استهداف العديد من الصحافيين بسبب التحدث علانية بشأن المضايقات التي يواجهونها وسعيهم إلى الحصول على الحماية من الأمم المتحدة.

ومع هذا، فإن عائلات الصحافيين المقيمة في إيران واجهت مضايقات وتخويف من قبل السلطات الإيرانية. ففي بعض الحالات، فقد تم حرمان أفراد هذه الأسر من حريتهم واحتجازهم في ظروف مهينة.

وتعرض صحفيو خدمة “BBC” الفارسية، لتهديدات بالقتل، على أيدي السلطات الإيرانية. ففي شباط/فبراير 2020، تلقت الصحفية رنا رحيمبور رسالة مكتوبة، حيث تم تهديدها هي وأطفالها وزوجها ووالداها المسنّان بالاغتيال خلال شهر.

وجدد خبراء الأمم المتحدة دعوتهم الحكومة الإيرانية إلى وقف التخويف والمضايقة والتهديدات، بما في ذلك تهديدات بالقتل، ضد صحفيي “BBC” وصحفيين آخرين يعملون خارج إيران لصالح وسائل إعلام إخبارية ناطقة باللغة الفارسية، فضلاً عن أعمال انتقامية ضد أفراد أسرهم في إيران، لأن ذلك يشكل انتهاكات متعددة لالتزامات إيران الدولية بحقوق الإنسان بموجب القانون الدولي.

انتهاكات الصين لحرية الصحافة كثيرة

تعتبرُ الصين في طليعة الدول التي تسجنُ الصحفيين في العام 2020، وهي تسعى إلى فرض نفوذها وسيطرتها على وسائل الإعلام.

وأدرجت لجنة حماية الصحفيين ومقرها في نيويورك، الصين على رأس قائمة الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين، إذ يقبع فيها الكثير من الصحافيين خلف القضبان.

وكانت بكين كثفت اعتقالاتها للصحفيين بسبب تغطيتهم لجائحة فيروس “كورونا” المستجد. وفي باريس، قالت منظمة “مراسلون بلا حدود” أنّ بكين استخدمت أزمة فيروس كورونا لتشديد سيطرتها على وسائل الاعلام.

ومع هذا، فإن الصين هدفت بشكل متكرر إلى حجب المعلومات من منطقة شينجيانغ التي تشهد على اضطهاد أقلية الإيغور المسلمة، كما إنها تسعى إلى منع الصحافيين من كشف أي معلومات داخل تلك المنطقة.

وحالياً، فإن الصين سجنت الصحافية الأسترالية ماريس باين وذلك بتهمة “افشاء أسرار الدولة في الخارج”، كما اعتقلت أيضاً موظفة في “بلومبرغ نيوز” تدعى هايز فان، للاشتباه بأنها تهدد الأمن القومي للبلاد.

ماذا عن الدول الاخرى؟

إلى ذلك، خرجت ألمانيا من قائمة “الدول الرائدة” عالمياً في حرية الصحافة، بعد أن تراجعت من الترتيب 11 إلى 13 في عام 2020، وذلك وفق أحدث مؤشر لحرية الصحافة نشرته منظمة مراسلون بلا حدود، يوم 20 ابريل/نيسان الماضي.

ومن بين 180 دولة تم تقييمها، جاءت ألمانيا فى المركز الـ13 بانخفاض مركزين عن ترتيب العام الماضي.

وقال المتحدث باسم مجلس إدارة المنظمة، مايكل ريديسك: “بسبب العديد من الهجمات خلال المظاهرات ضد التدابير الرامية إلى احتواء الجائحة، كان علينا أن نخفض درجة حرية الصحافة في ألمانيا من جيدة إلى مرضية فقط، وهذا بوضوح إشارة إنذار”.

وقال ريديسك إن “العنف ضد الإعلاميين في ألمانيا بلغ مستويات غير مسبوقة”، وقال: “تم رصد ما لا يقل عن 65 عملاً من أعمال العنف ضد الصحفيين في عام 2020، بزيادة 5 أضعاف مقارنة بعام 2019”.

ومع هذا، فقد قالت منظمة العفو الدولية أن “ما لا يقل عن 28 صحافياً مصرياً يعيشون خلف القضبان، أما أولئك الذين لا يزالون طلقاء، فيتعرضون بشكل روتيني للمضايقات الأمنية والرقابة والترهيب”، بحسب المنظمة.

وأضافت “الصحفيان معتز ودنان ومصطفى الأعصر معتقلان منذ 2018 لمجرد إجرائهما مقابلات إعلامية. في العام نفسه، حكمت محكمة عسكرية على إسماعيل الإسكندراني بالسجن 10 سنوات بسبب تغطيته لأحداث شمال سيناء”.

أما في الجزائر، فقد قالت المنظمة إن الصحفي “خالد درارني يواجه إجراءات قانونية منذ سبتمبر/أيلول 2020 بسبب عمله الصحفي، وهو ينتظر الآن إعادة المحاكمة في سياق قضيته”.

وفي العراق، أشارت العفو الدولية إلى الحُكم على الصحافيين شيروان شيرواني وكدار زيباري، إلى جانب مجموعة من النشطاء، بالسجن 6 سنوات، عقب محاكمة استندت إلى تهم بالمساس بأمن واستقرار إقليم كردستان العراق.

 

شاهد أيضاً: منشق شاهدٌ على إعدامات كيم.. فماذا قال لأخبار الآن عن جحيم كوريا الشمالية؟