“هايينيو” نساء البحر اللاتي يبحثن عن مصدر رزقهن في حصاد الرخويات والأعشاب البحرية

رغم اشتداد الرياح في قلب جزيرة جيجو البركانية الواقعة في الجنوب الغربي من كوريا الجنوبية، إلا أن عزيمة نساء البحر أو اللواتي تعرفن ب ” هايينيو” تصبح أقوى في كل صباح حيث تنطلقن في رحلتهن لكسب الزرق بأدوات غوص تقليدية، يضعن العوامات على أكتافهن، والسلال بأيديهن، ثم يغصن في البحر على عمق 15 مترا، للبحث عن ثمار البحر والأعشاب البحرية بين الصخور الجاثمة في قاع البحر.

هايينيو أو نساء البحر .. النساء الغواصات في كوريا الجنوبية بين مطرقة المناخ وسندان الكساد الإقتصادي

نساء البحر الغواصات في جزيزة جيجو الكورية / رويترز

عادة ما تواصل النساء الغوص لمدة تصل إلى 6 ساعات لجمع ثمار البحر مثل حلزون البحر ، والقنافذ البحرية .

هايينيو أو نساء البحر .. النساء الغواصات في كوريا الجنوبية بين مطرقة المناخ وسندان الكساد الإقتصادي

ثمار البحر في جزيرة جيجو / رويترز

نساء البحر في جزيرة جيجو يعرفن بروحهن المستقلة وإرادتهن الحديدية وتصميمهن على الغوص رغم متاعبه الكثيرة ، وفي كل عام ، تكون مياة البحر أقل جليدية و ترتفع درجة حرارتها بمقدار 2.6 مرة أكثر من المتوسط ​​العالمي إلى جانب التغيرات المناخية القاتلة والتلوث البيئي الذي أدى إلى صعوبة العثور على الأعشاب البحرية بسهولة , وفقدان أماكن تكاثرها , ما أصبح يهدد مستقبل عمل نساء البحر .

هايينيو أو نساء البحر .. النساء الغواصات في كوريا الجنوبية بين مطرقة المناخ وسندان الكساد الإقتصادي

هايينيو تخرج من الماء بعد الغوص في البحر في جزيرة جيجو / رويترز

وأصبح عددهن آخذا في التناقص في جزيرة جيجو وذلك بسبب خطورة العمل الذي يمارسنه ومع التقدم في أساليب الصيد المعاصر.

هايينيو أو نساء البحر .. النساء الغواصات في كوريا الجنوبية بين مطرقة المناخ وسندان الكساد الإقتصادي

قنافذ البحر التي حصدتها نساء البحر في جزيرة جيجو / رويترز

وبهدف تمثيل ثقافة نساء البحر، أنشأت كوريا الجنوبية متحفا لهن ومدرسة مخصصة لتعليم المهنة على الجزيرة، لكن التغييرات المناخية تطادر نساء البحر فهل من حل ؟

هايينيو .. نساء البحر الغواصات في جزيزة جيجو الكورية

وتعتقد الغواصة غين سو هي البالغة من العمر 28 عاما أنه طالما تتمتع بصحة جيدة ، فقد تكون أقدم هاينيو عندما تبلغ من العمر 90 أو 100، وأردفت سو , أنها الآن بعد أن فكرت في الأمر ، فإن صحتها ليست مصدر القلق الوحيد، لكنها قلقة من أن هذه الوظيفة سوف تتغير بشكل جذري أو ربما قد تختفي بسبب تغير المناخ.

هايينيو أو نساء البحر .. النساء الغواصات في كوريا الجنوبية بين مطرقة المناخ وسندان الكساد الإقتصادي

نساء البحر يقسن وزن خيار البحر الذي حصدوه / رويترز

فيما أوضحت الغواصة وو جونغ مين البالغة من العمر 35 عامًا أن نساء البحر يجمعن كميات أقل من الرخويات والأعشاب البحرية ، لذلك يشعرن أن المشاكل البيئية والمناخية هي السبب في ذلك. تبدو هذه هي المشاكل الحقيقية بالنسبة لنا اليوم ، إذ يعتبر هذا أمر خطير حقًا وغير مربح بشكل كبير.

هايينيو أو نساء البحر .. النساء الغواصات في كوريا الجنوبية بين مطرقة المناخ وسندان الكساد الإقتصادي

نساء البحر يتحدثن مع بعضهما البعض في جزيرة جيجو / رويترز

وأعرب غيون بيونغ مسؤول في قسم الاستصلاح البيئي بوكالة صيد الأسماك في كوريا عن قلقه إزاء اختفاء الأعشاب البحرية التي تفقد الحيوانات مصدر غذائها الرئيسي وأماكن تكاثرها, ما يؤدي في نهاية المطاف إلى دمار النظام البيئي في البحار.

من هن نساء “الهايينيو” اللاتي يقطن في جزيرة “جيجو” الكورية ؟

الهايينيو” هن مجموعة من النساء المحترفات اللاتي يغصن في البحر بدون استخدام أي معدات غطس متقدمة أثناء رحلتهن في البحث عن الكائنات البحرية. ويُعد البحر مقر العمل في مجتمع نساء “الهايينيو”، بالإضافة إلى منطقة الصيد العامة التي تُسمى “المزرعة البحرية”. دَفعت الطبيعة البركانية لجزيرة “جيجو” أهل الجزيرة إلى العمل البحري بسبب ندرة الأراضي الزراعية.

وتكسب نساء “الهايينيو” قوتهن من خلال جمع القواقع وطحالب هايجيكي وغيرها . ويُطلق على تلك الكائنات البحرية أسماء “جامسو” و”جامنيو” و”جومسو” في جزيرة “جيجو”.

وترتبط حياة هؤلاء النساء بتاريخ الجزيرة ارتباطًا وثيقًا، حيث يُعتقد أن الصيادين كانوا يجمعون آذان البحر (نوع من القواقع البحرية)، ويقدمونها كهدايا في فترة حُكم “سلالة جوسون”.