عبر فيلم جديد.. الصين تحاول دحض الاتهامات بشأن الاساءة لمسلمي الإيغور
تسعى الصين باستمرار إلى تلميع صورتها ونفي الحقائق التي تؤكد اضطهادها لمسلمي الإيغور في منطقة شينجيانغ.
وبشكلٍ مستمر، تلجأ الصين إلى الوسائل الدعائية لتصوير أن حياة الإيغور طبيعية، في حين أن الشهادات والوقائع والوثائق تؤكد عكس ذلك.
ومؤخراً، فإن آخر “أكاذيب الصين” تمثل في انتاج بكين لفيلم موسيقي يحمل اسم “أجنحة الأغاني – The Wings of Songs”، وهو مستوحى من فيلم هوليوود “لا لا لاند”.
وفي الواقع، فإنّ هذا الفيلم يندرج ضمن محاولات بكين لصرف الانتباه بعيداً عن التقارير التي تفيد بأنها تحتجز ما لا يقل عن مليون شخص في معسكرات الاعتقال في شينجيانغ، وفق ما ذكرت صحيفة “ذا غارديان” البريطانية.
ويصوّر فيلم “أجنحة الأغاني” حالة ريفية من التماسك العرقي الخالي من القمع والمراقبة الجماعية لأقلية الإيغور المسلمة. ومع هذا، يروي الفيلم قصة 3 شبان من مجموعات عرقية مختلفة يعشقون الموسيقى ويظهرون في شينجيانغ وسط الجبال المغطاة بالثلوج والمناظر الصحراوية في تلك المنطقة الشاسعة.
ورغم كل هذا، فإنّ الفيلم أغفل كاميرات المراقبة وأجهزة التفتيش الأمنية التي تغطي شينجيانغ، كما غابت بشكل ملحوظ الاشارات إلى الاسلام، على الرغم من أن أكثر من نصف سكان المنطقة مسلمون، ولا توجد مساجد أو نساء محجبات. وفي أحد المشاهد، تظهر شخصية بارزة في الفيلم وهي لإيغور حليق الذقن، يحمل جعة في يده، بحسب “ذا غارديان”.
ويظهر الفيلم أيضاً أن الحياة في شينجيانغ طبيعية وكلها فرح وسعادة، وذلك من خلال حفلات الرقص والغناء التي تصورها المشاهد.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة “غلوبال تايمز”، التي تديرها الدولة، أن الأفلام الشهيرة في الخارج مثل “لا لا لاند” قد “ألهمت الاستوديوهات الصينية” لإنتاج أفلام محلية.
وأثارت اتهامات باضطهاد أقلية الإيغور، ومن ذلك فرض العمل القسري وتعقيم النساء، غضب بكين التي نفت في البداية وجود المعسكرات، ثم دافعت عنها باعتبارها برامج تدريبية.
وتشير “ذا غارديان” إلى أنّ الصين تبذلُ جهوداً متسارعة في العلاقات العامة بشأن مسلمي الإيغور، إذ تقول الولايات المتحدة ودول أوروبية وجماعات حقوق الإنسان إن إبادة جماعية قد لحقت بهم وبالأقليات المسلمة الأخرى.
مقطع دعائي للفيلم الجديد “أجنحة الأغاني”
تورســوناي سيدةٌ عانت الأمريْن من قمعِ السلطات في الصين
هذه السيدّة عانت الأمرين في معسكرات الإعتقال، وفقدانُها فرصةَ الإنجاب كان أكثر ما عبرت عنه بحرقة، فالتعذيب أسفر في النهاية عن استئصال رحْمِها. تورسوناي هي واحدة من نساء إيغوريات كثيرات تعرضن للتعذيب وعشن الجحيم في معسكرات الإعتقال.