إندونيسيا.. إطلاق نار داخل مقر شرطة والمسلحة موالية لداعش

قامت امرأة تبلغ من العمر ٢٥ عاماً بالهجوم على مقر الشرطة الإندونيسية في العاصمة جاكارتا بأن أطلقت ست طلقات من مسدس قبل أن يرديها رجال الشرطة قتيلة.

الهجوم الذي وقع الأربعاء يأتي بعد أيام من تفجير انتحاري نفذه زوجان حديثا الزواج، مستهدفيَن كنيسة في مدينة ماكسار جنوب سولاويسي في شرق إندونيسيا.

الهجومان يبرزان زيادة مستوى مشاركة المرأة في تنفيذ العمليات الإرهابية التي ظلّت حتى وقت قريب حكراً على الرجل في هذا البلد الذي يعتبر الأكثر سكاناً بين الدول المسلمة.

زكية أيني

في مؤتمر صحفي، قال قائد الشرطة الإندونيسية، ليستيو سيغيت برابوو، إن المرأة التي نفذت الهجوم تصرفت بشكل منفرد وذلك بعد بالنظر إلى حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضاف: “كانت طالبة في الجامعة قبل أن تنسحب من الدراسة … ونعتقد أنها من الذئاب المنفردة وتدين بالولاء لداعش … وتُعرف بالحرفين الأولين من اسمها (ز) و(أ)”.

وسائل إعلام محلية كشفت عن أنّ اسمها هو زكية أيني. بعد الكشف عن هويتها بقليل، داهمت الشرطة منزلها في سيراكاس، شرق جاكارتا.

جيرانها قالوا إنها نادراً ما غادرت المنزل وكانت تهتم بشؤونها ولا تختلط بأحد.

قبل ٢١ ساعة فقط من الهجوم، استحدثت حساباً على الإنستغرام حيث أعلنت الولاء لداعش وأدرجت “كتابات” تتعلق بالجهاد. ليستيو أضاف أن الشرطة اكتشفت في منزلها رسالة مكتوبة وأخرى على مجموعة العائلة على الواتساب تطلب منهم “الإذن بالرحيل.”

رئيس الشرطة أوعز إلى وحدة مكافحة الإرهاب الخاصة المعروفة باسم “الفرقة ٨٨” بالتحقيق في الهجوم والكشف عمّا إذا اتصلت زكية بشبكات أخرى في أي وقت من الأوقات.

الترصد

وفي فيديو كاميرات المراقبة، تظهر زكية وهي تقترب من شرطي كان يجلس على مقعد خارج مبنى مقرّ الشرطة. وتبعته فيما نهض وسار إلى داخل المبنى حتى لم يَعد يُرى. أما فأطلقت النار باتجاهه على ما يبدو من دون أن تصيبه. ثم وجّهت المسدس ضد عناصر خرجوا من الباب المقابل ولم يتضح إن كانوا عناصر شرطة غير مسلحين أم مدنيين. بعد أقل من دقيقة أردتها الشرطة بأكثر من طلقة. وكان واضحاً أن أحداً لم يقترب منها فوراً تحسباً من أن تكون مفخخة.

انتحارية الأحد كانت حاملاً

يوم الأحد، قام رجل وزوجته تزوجا حديثاً بتنفيذ هجوم انتحاري خارج كنيسة في ماكسارا جنوب سولاويسي ما أسفر عن قتلهما وإصابة عشرين آخرين.

الشرطة قالت إن الزوجين ينتميان إلى جماعة أنصار الدولة، وهي أكبر مجموعة توالي داعش في إندونيسيا. وقيل إن المرأة كانت حاملاً في شهرها الرابع!

الدعوة إلى العنف

بعد يوم من تفجير الكنيسة، نشط أنصار داعش في إندونيسيا على مواقع التواصل الاجتماعي يدعون إلى مزيد من الهجمات. محمد توفيق رحمان، كبير الباحثين في مركز دراسات التطرف والتأهيل (باكار)، قال إن رصد مجموعات مغلقة في مواقع التواصل الاجتماعي كشف عن أن الدعوات لشن مزيد من الهجمات جاءت من إندونيسيا وأخرى من ماليزيا. أضاف: “كما دعوا إلى زيادة فعالية القنابل المستخدمة.”

وعمّا إذا كان الهجوم الذي نفذته زكية نتيجة تلك الدعوة للعنف، قال توفيق رحمان: “ربما، لكن لا نستطيع أن نحسم الجواب الآن.”

السماح!

موقع الأخبار المحلي detik.com قال إن زكية تركت وراءها رسالة تطلب من أمها أن تُسامحها، وإنها اختارت أن تسير في هذا الطريق وسوف تكون سبباً في دخول أمها وأهلها الجنة.

وطلبت زكية من أهلها أن يوقفوا تعاملهم مع البنوك “لأنّ فيها ربا؛” وألاّ يشاركوا في الانتخابات.

الأستاذة رينو فيتريا ساري، المتخصصة في علم النفس الشرعي في جامعة بارامادينا، قالت إن محتوى رسالة زكية يُظهر بشكل جليّ أنها تطرّفت في وقت من الأوقات إلا أنها عجزت عن استقطاب أهلها إلى جانبها وحملهم على تبني الأفكار المتطرفة التي اعتقدت هي بصوابها. وأضافت رينو إنه أزاء هذا الموقف، وجدت زكية أن خير سبيل “لإنقاذ عائلتها” هو في أن تموت “شهيدة” حتى “تتوسل لأهلها يوم القيامة.” وبهذا المنطق، تعتقد رينو أن أحداً أقحم في رأسها مثل هذه الفكرة.

آيمي تشو (Amy Chew)

مُناصرة داعشية تهاجم مقرّ الشرطة في العاصمة الإندونيسية

صحفية حرّة تغطي شؤون جنوب شرق آسيا. تقيم حالياً في كوالالمبور، ماليزيا. عملت سابقاً مراسلة مع شبكة رويترز، قناة أخبار آسيا، وصحيفة ذا ستار. غطّت أحداث مهمة مثل تغيير النظام في ماليزيا، وإندونيسيا؛ والربيع العربي في ليبيا ومصر. وكل هذا وفّر لها فهماً نادراً للعناصر الفاعلة في تغيير المجتمعات. نقلت الأخبار والقصص من إندونيسيا، هونغ كونغ وسنغافورة. كما عملت آيمي محللة بيانات في القطاع المصرفي والاستثمار في سنغافورة