بعد سعيه لحياة أفضل في أمريكا.. شابٌ يعود إلى غواتيمالا جثة هامدة

نشرت هيئة الإذاعة البريطانية “BBC” تقريراً تطرقت فيه إلى قصة مراهق من قرية نويفا اسبيرانزا في غواتيمالا يُدعى أندرسون أنتوليو، كان اتخذ سبيل الهجرة بحثاً عن حياة أفضل في الولايات المتحدة، إلا أن القدر شاء أن يعود إلى بلاده جثة هامدة.

وكان أنتوليو من بين ضحايا مجزرة قضى فيها 16 مهاجراً في شمال المكسيك على بعد كيلومترات فقط من الحدود الامريكية في يناير/كانون الثاني الماضي. وبحسب “BBC”، فإنّ الشاب الضحية كان يبلغ من العمر 16 عاماً، وطموحه البحث عن حياة أفضل خارج بلاده. ومع هذا، فإن الحلم لم يتحقق، والفاجعة على العائلة كبيرة.

وتشير التقارير إلى أن أنتوليو ومن معه تعرضوا لاطلاق نار خلال محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة، ثم جرى احراق أجسادهم على يد العصابات المكسيكيّة.

وفي تصريحات له، يقول ماركو أنتوليو، والد المراهق، أنه “كان عجزاً عن منع ابنه من السعي وراء حياة أفضل”، وقال: “كنت أعلم أنني لا يجب أن أتركه يذهب، ولكن لا يمكنني ربطه في السرير. لكل شاب الحق في الحياة، وله الحق في حزم أمتعته والسعي لتحقيق أحلامه”.

وأشار أنتوليو إلى أنّ “أندرسون خطط للعودة في غضون 5 سنوات أو 6 سنوات، وذلك بعد إرسال الأموال للعائلة لبناء منزل لائق في غواتيمالا”. ومع هذا، يقول أنوليو: “كان حلمه شراء أرض وبناء منزل عليها. لم يقدر على تحقيقه أحرقوهم كما لو أنهم ليسوا بشراً”.

ووسط ذلك، فإن الحقيقة المحزنة هي أنّ نهاية أندرسون القاتمة في شمال المكسيك لن تثني المراهقين الآخرين في مجتمعه عن القيام بنفس الرحلة، ولا حتى شقيقه أيضاً.

ويقول إيمرسون (14 عاماً) إنه يخطط لإتمام رحلة أخيه الأكبر إلى الولايات المتحدة يوماً ما، ويضيف: “أريد أن أغادر، لأن العمل في الأرض هنا نجني فقط حوالي 50 كتزال (6 دولارات) في اليوم، وهذا لا يفي بالغرض”.

يشار إلى أنّ الكثير من الأشخاص يستعينون بمهربين ويدفعون لهم الأموال لقاء نقلهم إلى الوجهة التي يريدونها، وتكون كل هذه العمليات محفوفة بالمخاطر، وما حصل مع أندرسون خير دليل على ذلك. ووفقاً لوكالة “فرانس برس”، فإنّ الحكومة المكسيكية عزّزت الرقابة عند الحدود الجنوبية مع غواتيمالا لكبح تدفق المهاجرين.

 

شاهد أيضاً: قمع الصين لا يتوقف..كازاخستانيون يطالبون بإعادة أقاربهم المحتجزين في شينجيانغ