نشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريراً جديداً سلّط الضوء على قصة سيدة من أقلية الإيغور تعاني بسبب احتجاز شقيقتها ضمن معسكر اعتقال صيني.

ووفقاً للتقرير، فإنّ السيدة تُدعى كالبينور غيني وقد التقت وزير الخارجية الأمريكي السابق مايك بومبيو في مكتبه لتبغله عن شقيقتها ريناغول المعتقلة في الصين.

وتوضح كالبينور أن شقيقتها حُكم عليها بالسجن لمدّة 17 عاماً بسبب الصلاة وقراءة القرآن، مشيراً إلى أن هذه الحالة هي مثال واحد لمعاناة ملايين الأشخاص.

وانتقلت كالبينور من بوسطن إلى ولاية فرجينيا في أمريكا لكي تكون أقرب من المسؤولين في بلادها الموجودين في السلطة، معتقدة أنه يمكنهم مساعدتها في تحرير شقيقتها.

وتعتبرُ  ريناغول  (39 عاماً) واحدة من أكثر من مليون مسلم من الإيغور الذين تحتجزهم الصين في معسكرات الاعتقال بمنطقة شينجيانغ، إذ يتعرضون هناك لأبشع معاملة فضلاً عن العمل القسري والتلقين السياسي.

صورة تظهر ريناغول غيني التي تحتجزها الصين: 

الصين تضرب معتقدات الإيغور

وخلال الفترة الماضية، ضغطت أمريكا باتجاه إعطاء قضية الإيغور حيزاً واسعاً من الاهتمام، خصوصاً أن ما يحصل في الصين يصل إلى حد الإبادة الجماعية بحق الإيغور. وفعلياً، فإن هذا الأمر يعطي دافعاً أكبر لعائلات الإيغور بالاستمرار في حملتهم، إذ أن التصريحات الرسمية الأمريكية تتوافق مع معاناتهم.

وفي الأساس، فإنّ الصين تسعى إلى تصوير أي ممارسة للمسلمين على أنها إشارة إلى التطرّف، وهي تستغل هذا الأمر لضرب المعتقدات الدينية وضرب جذور الإيغور الثقافية بالدرجة الأولى.

وبحسب “واشنطن بوست”، فإنّ آخر مرة تحدثت فيها كالبينور إلى شقيقتها كانت قبل 4 سنوات. وحينها، كانت كالبينور في ماليزيا تدرس للحصول على درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال. وفي مكالمة عبر الفيديو عبر تطبيق “ويتشات”، ظهرت والدة كالبينور وشقيقتها ريناغول بعيونٍ منتفخة وحمراء.

وتقول كالبينور أن والدتها وشقيقتها أبلغاها بضرورة الاعتناء بنفسها، وأنهما لن تستطيعا التواصل معها لبعض الوقت. وعلى مدار العامين التاليين، لم تلقَ كالبينور أي رد على مكالماتها أو رسائلها النصية لعائلتها.

وبعد فترة، علمت كالبينور من صديق جامعي في بكين أن شقيقتها احتُجزت في ما أسمته الحكومة الصينية بـ”مركز إعادة التأهيل”، وهو يقع على بُعد مسافة قصيرة سيراً على الأقدام من منزلهم في منطقة شينجيانغ.

وفي ربيع العام 2019، غادرت كالبينور ماليزيا متجهة إلى بوسطن، وكانت تعاني ضغطاً نفسياً هائلاً بسبب وضع شقيقتها، وهي تقول: “أتخايل أختي كلّ يوم.. وأسأل ماذا تأكل؟ هل سيعذبونها اليوم؟ هل يعطونها طعاماً؟”.

ووسط ذلك، آثرت كالبينور على إقامة حملةٍ من أجل شقيقتها، وبدأت عبر موقع “تويتر” بكتابة منشورات تتوجه بها إلى المسؤولين الصينيين وطرح أسئلة من خلالها عن شقيقتها والملايين من الإيغور.

وفي ظلّ نشاط كالبينور، اتصلت بها الشرطة في بلدة عائلتها مرات عديدة عبر حساب “ويتشات” الخاص بشقيقها، وقد ناشدها بأنه يجب عليها التفكير بعائلتها.

وتقول كالبينور أن شقيقها طلب منها، ربما تحت الإكراه، وقف نشاطها. وفعلياً، كان هذا أول اتصال لها مع أي فرد من أفراد الأسرة منذ العام 2017. ومع هذا، فإن السيدة أخبرت المسؤولين أنها ستوقف نشاطها إذا أطلقوا سراح شقيقتها، لكنها أشارت إلى أن الترهيب تصاعد بعد أن التقت بومبيو.

ومع هذا، تشير كالبينور إلى أنها تلقّت اتصالاً من مسؤول صيني من خلال حساب “ويتشات” العائد لأحد أفراد العائلة، وذلك في يناير/كانون الثاني الماضي.

وطلبت كالبينور من هذا المسؤول أن يساعدها في العثور على شقيقتها، إلا أنه سألها: “لماذا ذهبت إلى بومبيو؟”، فأجابت: “لأن الصين لن تساعدني”. وإلى جانب ذلك، حاول هذا المسؤول إقناع كالبينور  بأن العودة إلى منزلها آمنة، لكنها أخبرته أن الأمر ليس كذلك.

وفي 2 مارس/آذار الجاري، أخبرت كالبينور قصة شقيقتها أمام لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، وهي تقول: “عندما تفقد الأشياء الأكثر قيمة في حياتك، ماذا يتبقّى؟. وأردفت: “لم يتبقّ شيء. لم يعد لدي أي خوف بعد الآن”.

تورســوناي سيدةٌ عانت الأمريْن من قمعِ السلطات في الصين

هذه السيدّة عانت الأمرين في معسكرات الإعتقال، وفقدانُها فرصةَ الإنجاب كان أكثر ما عبرت عنه بحرقة، فالتعذيب أسفر في النهاية عن استئصال رحْمِها. تورسوناي هي واحدة من نساء إيغوريات كثيرات تعرضن للتعذيب وعشن الجحيم في معسكرات الإعتقال.