شقيقة زعيم كوريا الشمالية: الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا

تواصل شقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون تصريحاتها المثيرة للجدل والقاسية تجاه جارتها الجنوبية، آخر هذه التصريحات الانتقادات اللاذعة التي وجهتها إلى الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، الثلاثاء.

التصريحات التي نقلتها وكالة يونهاب الكورية الجنوبية جاءت بالتزامن مع بدء وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين جولة آسيوية تشمل طوكيو وسيول.

وقالت كيم يو جونغ في بيان نقلته الوكالة عن صحيفة رودونغ سينمون الكورية الشمالية الرسمية إن “الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة تجهد عبر المحيط لنشر رائحة البارود في أرضنا” مضيفة “اذا كنتم ترغبون بالنوم مطمئنين للسنوات الأربع المقبلة، الأفضل من البداية عدم خلق عمل يجعلكم تصابون بالأرق”.

أبرز تصريحات شقيقة زعيم كوريا الشمالية المثيرة للجدل!

صورة أرشيفية لشقيقة زعيم كوريا الشمالية كيم يو جونغ. أ ف ب

وتعد تصريحات شقيقة زعيم كوريا الشمالية أول إشارة صريحة من بيونغ يانغ تجاه إدارة الرئيس جو بايدن منذ تسلمه الحكم من سلفه دونالد ترامب.

ومنذ انهيار قمة هانوي بين كيم وترامب في شباط(فبراير) 2019، دخلت العلاقة بين سيول وبيونغ يانغ في حالة جمود عميقة.

وتعتبر كيم يو جونغ مستشارة موثوقة لشقيقها، وقد لعبت دورا رئيسيا خلال الأزمة بين الكوريتين العام الماضي التي بلغت ذروتها بتفجير كوريا الشمالية لمكتب اتصال مشترك عند جانبها من الحدود.

وكانت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية قد بدأتا الأسبوع الماضي مناوراتهما العسكرية المشتركة السنوية التي من المقرر أن تستمر تسعة أيام، وان جاءت هذه المرة بحجم أقل من السابق بسبب ظروف انتشار فيروس كورونا.

يو جونغ لكوريا الجنوبية: لن يكون من السهل لأيام الربيع الدافئة التي سادت قبل ثلاث سنوات أن تعود

وقالت كيم يو جونغ في بيانها إن “حكومة كوريا الجنوبية اختارت مرة أخرى مسيرة الحرب ومسيرة الأزمة بدلا من مسيرة دافئة أمام الناس جميعا”.

أضافت “لن يكون من السهل لأيام الربيع الدافئة التي سادت قبل ثلاث سنوات أن تعود, إذا اتبعت حكومة كوريا الجنوبية أي تعليمات تتلقاها من أسيادها”، مهددة بإلغاء اتفاق عسكري بين الشمال والجنوب في حال تصرفت سيول “بشكل مستفز أكثر”.

شقيقة زعيم كوريا الشمالية: الجنوبيون أناس غريبو الأطوار حقا

وفي يناير الماضي، خرجت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي بتصريحات وصفت بـ”النارية” ضد مسؤولي كوريا الجنوبية.

التصريحات في حينها جاءت للرد على تقارير بشأن عمل هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية على رصد العرض العسكري الذي أقيم في الشمال.

وقالت كيم يو جونغ إن “كوريا الجنوبية كشفت عدائية في تصرفاتها الأخيرة بشأن عرض بيونغيانغ العسكري”.

وأضافت أن “الجنوبيين أناس غريبو الأطوار حقا ويصعب فهمهم”، ووصفتهم بـ”الأغبياء”.

وواصلت شقيقة الزعيم الكوري الشمالي تصريحاتها بالقول إن مسؤولي الجنوب هم الأسوأ في العالم عندما يتعلق الأمر بسوء التصرف، ثم قالت إنهم “لا يتحمسون إلا للأمور التي تثير الضحك”.

ويُعتقد أنّ كيم الأصغر سناً، التي تعتبر الثانية بحكم الأمر الواقع في القيادة، في أوائل الثلاثينات من عمرها، وهي القريبة الوحيدة للزعيم الكوري الشمالي التي تلعب دوراً عاماً في السياسة في البلاد. وقد أصبحت بارزة بخطابها القاسي ضدّ كوريا الجنوبية.

شقيقة زعيم كوريا الشمالية تحتفظ بالسلطة على الرغم من “التخفيض” الرسمي

في المؤتمر الحزبي لحزب العمال الحاكم الذي أقيم مؤخرا، لم يتمّ إدراج اسم كيم يو جونغ كعضو أو عضو نائب في المكتب السياسي للحزب، وكانت تقدم في وقت سابق بصفة “نائبة أولى لرئيس اللجنة”.

ويقول المحللون إنه بغض النظر عن دورها في الحزب الحاكم، سيظل دورها السياسي كما هو دون تغيير، حيث يبدو أنها تتولى دورا بارزا في شؤون الدولة، بما يشمل شؤون الكوريتين، بالإضافة إلى أنها من أسرة الزعيم.

وقد تم تصنيف يو جونغ في الصحافة الدولية على أنها “الثانية في القيادة” بالنسبة لكيم، حيث رافقت أخاها في ثلاثة لقاءات قمة بين الكوريتين، بما يشمل لقاء القمة التاريخي بقرية بانمونجوم الحدودية في أبريل من العام 2018.

كما اكتسبت اهتماما عالميا بعد قيامها بقيادة الوفد الكوري الشمالي إلى سول في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في العام 2018.

وجذبت يو جونغ الاهتمام مرة أخرى العام الماضي عندما أشاع غياب كيم عن أعين العامة وإشاعات حول صحته وأثار تكهنات حول إمكانية توليها منصبه إذا أصبح غير قادر على إدارة البلاد.

كما كانت على صلة وثيقة بقطع خطوط التواصل بين الكوريتين وتفجير مكتب الاتصال المشترك في يونيو الماضي، غضبا من حملة إرسال المنشورات المناهضة لبيونغ يانغ من قبل ناشطين كوريين جنوبيين.

تهديد مستمر للجارة الجنوبية

وفي حينها هددت كيم يو جونغ بأن بلادها ستتخذ “خطوة” ضد جارتها الجنوبية وستكلّف الجيش القيام بها.

وقالت كيم يو جونغ في إطار تنديدها بسول: “أشعر بأن الوقت حان لقطع العلاقات مع سلطات كوريا الجنوبية. سنتّخذ الخطوة التالية قريبا”.

وكان العديد من الخبراء قالوا إنّ “كيم يو جونغ، قد تصبح أكثر الشخصيات الديكتاتورية استبداداً في كوريا الشمالية، إذا ما خلفت شقيقها، وقد تشكل أيضاً تهديداً نووياً حقيقياً للولايات المتحدة”.

وفي ظل الغموض الذي يكتنف السياسة في كوريا الشمالية، كانت شقيقة الزعيم الكوري الشمالية تغيب عن الأنظار لشهور ثم تعود إلى الواجهة، ومن أبرز هذه الغيابات في عام 2017 عندما اعاد كيم شقيقته إلى السياسة بعد فصلها لمدة عامين من منصب مسؤولة الدعاية للزعيم؛ بسبب سلسلة من الأخطاء، وفقا لصحيفة “ديلي ميل” البريطانية.