أقلية الإيغور المسلمة، ملفٌ كلما نمعن الغوصَ به، كلّما تتكشف لنا تفاصيلُ مروّعة، قصصٌ ورواياتٌ فيها الكثير من المعاناة التي تستمر على المدى الطويل، فيما الصين تواصل سياسة القمع التدمير الممنهج لهذه الأقلية وأقليات أخرى. تفاصيل نكشف عنها في حلقة جديدة خاصة من “ستديو الآن“.

تعمل الصين بشكل دؤوب على خنقِ حرياتِ الإيغور، وثمّة وثائقُ مسربة كثيرة، تثبت هذا التضييق الضخم الذي يصل حدّ غرف النوم، لا بل يصل تعّقب الصين للإيغور، إلى حد مراقبة مزاج الإيغور ونمط حياتهم وأي تغيير يدل إلى التطرف فيتم سوقهم إلى معسكرات الإعتقال.

 

معسكرات الاعتقال تظهر مدى اضطهاد السلطات للإيغور

أدريان زانز، وهو متخصص في الدراسات حول معسكرات الإعتقال في شينجيانغ، تحدّث لـ”أخبار الآن“، عن حالات معينة تظهر مدى اضطهاد السلطات في الصين لأقلية الأيغور وابرز كيفية ملاحقة أدق التفاصيل.

لم تكن السلطات في الصين تتوقع أن تصل إلى العالم وثائقُ تفضحُ أمرها أو لا بالأحرى توثقُ جرائمَها بيدها فقد انتشرت وثائق للشرطة الصينية توضح بالتفصيل حجم هذه المراقبة لأقلية الإيغور. المراسلة الأمريكية الإستقصائية والتقنية في ولاية أريزونا، يائيل غروير كانت نشرت في موقع إنترسبت تقريراً مفصلأً مطولاً عن ملايين الوثائق التي تم تسريبها، وهي تحدّثت لـ”أخبار الآن” عن تفاصيل هذه الوثائق.

وثائق تؤكد ما يتعرض له الإيغور

السؤال الأهم أنّه بعد كلّ ذلك إلى ماذا يمكن أن تؤدّي هذه التسريبات وغيرُها من القضايا التي تخرج إلى العلن وكيف يمكن أن تخدم قضية الإيغور؟ غروير كصحافية بالطبع لا تعرف الجواب لكنّ تشير إلى أنّها هذه الوثائق ستعقد الأمور أكثر.

معسكرات الإعتقال تتوسع إلى مناطق صناعية، وفق ما يكشف الأكاديمي الإيغوري الذي يعيش في أوسلو عبد الوالي أيوب، لـ”أخبار الآن“، ويقول إنّ الصين تشتهدف ليس فقط ديانة الايغور إنما هويتهم.

حتى أن الصين تستهدف أيضاً رجال الأعمال الذي يعملون على تأمين فرص عمل للإيغور وقد أعطى ايوب مثالاً على ذلك، رجل الأعمال جايد الذي تم اعتقاله.

قصص اغتصاب وعذابات تعرضن لها سيدات إيغوريات

تورسوناي سيدّة عانت الأمرين في مسكرات الإعتقال وقد تجلت عذاباتها هناك بقولها إنّها فقدت الفرصة بأن تصبح أمّاً، بهذه العبارة شرحت تورسوناي أمرين بوضوح شديد، حجم التعذيب الذي أدى إلى استئصال رحمها لاحقاً، وحجم تداعياته عليها في المستقبل. تورسوناي هي واحدة من نساء إيغوريات كثيرات تعرضن للتعذيب وعشن الجحيم في معسكرات الإعتقال.

قصص الإغتصاب تحدثت عنها لشبكة بي بي سي سيدة أخرى تدعى غولزيرا أولخان هي كازاخية كانت احتجزت لمدّة ثمانية عشر شهراً في المعسكرات.

تقول هذه السيدة إنّها أجبرت على تجريد نساء إيغوريات من ملابسهن وتقييدين قبل تركهن مع رجال صينيين ورجال شرطة وعقب ذلك، كانت تساعد النساء للإستحمام وتقوم بتنظيف الغرف. وكان الرجال الصينيون يدفعون الأموال من أجل الاستحواذ على أجمل المحتجزات. وتشير أولخان إلى أنّ بعضهن كنّ يجبرن على مساعدة الحرس وإلا يتعرضن للعقاب. وتقول إنّها لم تكن تمتلك القدرة على المقاومة أو التدخل.

فتاة إيغورية في العشرينات من عمرها تدعى سايراغول ساويتباي، قالت إنّ الإغتصاب في المعسكرات كان أمراً مألوفاً، وإن الحرس كانوا ينتقون الفتيات والنساء اللواتي كانوا يريدونهن ويقتادوهن.

المتخصص في ملف الإيغور، سأل ما الذي يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي حيال هذه الجرائم الجنسية وغيرها التي تتعرض لها الايغوريات لا بل ماذا يمكن للدول المسلمة أن تفعل؟ عملية التدخل الدولية لوقف قمع أقلية الإيغور بقيت قاصرةً على مر السنوات الماضية وحتى اليوم، فيما العقوبات الدولية على الصين والتي في غالبها على المدى البعيد، لا تؤتي ثمارها.